أظهرت دراسة جديدة أن الاستخدام المفرط لـ مواقع التواصل الاجتماعي ليس له علاقة واضحة بمؤشرات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر.
كما كشفت دراسة أخرى أن الرجال قد يواجهون مخاطر تتعلق بقلق غير صحي بشأن اللياقة البدنية إذا أعطوا أهمية كبيرة للاعجابات والتعليقات، وفقًا لموقع New Atlas نقلاً عن دورية New Media & Society.
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تعرض للكثير من الانتقادات على مر السنين، حيث اعتبرت بعض الدراسات أن التعرض المفرط لها قد يؤدي إلى الأرق والاكتئاب، وقد يغير من وظائف الدماغ لدى الأطفال.
لكن باحثين من كلية الصحة السكانية بجامعة كيرتن في أستراليا قدموا وجهة نظر مختلفة، حيث وجدوا علاقة ضعيفة أو معدومة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي ومؤشرات الصحة العقلية.
قال كلوي جونز، الباحث الرئيسي في الدراسة، إنه من المهم استناد القرارات في هذا المجال إلى بيانات دقيقة، وأظهرت النتائج أن التأثيرات كانت ضئيلة أو غير موجودة عند قياس الوقت الذي يقضيه الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي.
قام الباحثون بتحليل العلاقة بين الاضطرابات النفسية واستخدام منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وسناب شات وتيك توك وإكس (تويتر سابقًا) من خلال دراسة شملت 425 متطوعًا، حيث تم قياس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل موضوعي بدلاً من الاعتماد على التقارير الذاتية.
استخدم الباحثون مقياس الاكتئاب والقلق والتوتر DASS-21 لقياس الحالة النفسية للمشاركين.
عند مقارنة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمستويات الاكتئاب والقلق والتوتر، توصل الباحثون إلى أن الارتباط كان ضعيفًا جدًا مع القلق ولم يوجد ارتباط مع الاكتئاب أو التوتر. كما وجدوا ارتباطًا إيجابيًا طفيفًا بين الاستخدام والتحكم في الانتباه.
أكد باتريك كلارك، عالم النفس في جامعة كيرتن، على أن بعض المنصات كانت لها تأثيرات مختلفة، حيث رُصد استخدام فيسبوك بارتباط بسيط بالضيق النفسي، بينما أظهر مستخدمو تيك توك تحكمًا أفضل في الانتباه.
على الرغم من النتائج، أوضح الباحثون أن العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية معقدة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن توفر المجتمعات الداعمة عبر الإنترنت دعمًا للأشخاص الذين يعيشون في عزلة، بينما قد تكون ساعات من تصفح محتوى غير صحي على إنستغرام ضارة لأولئك الذين يعانون من قلق بشأن صورة أجسادهم.
وفي دراسة منفصلة، تم فحص تأثير منصتي تيك توك وإنستغرام على نظرة الرجال لأجسادهم، حيث أظهرت أن التركيز على الإعجابات والتعليقات يمكن أن يؤدي إلى هواجس غير صحية بشأن اللياقة البدنية. حيث أظهرت الدراسة أن الرجال الذين يعلقون على مظهرهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد يعانون من أعراض “خلل التشوه العضلي”.
أجرى الباحثون من جامعة سازرن أستراليا استطلاعًا بين 95 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، ووجدوا أن 19% منهم معرضون لخطر أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد بسبب التركيز على التعليقات والإعجابات.
أشار لويجي دوناروما، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن الرجال أيضًا يتعرضون لضغوط المثل العليا للجسم عبر الإنترنت، مما يعكس أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد منصات لمشاركة المحتوى، بل يمكن أن تؤثر بشكل كبير على كيفية إدراك الشباب لأجسادهم.
وفي الختام، أظهرت الدراسات الحالية ضرورة الوعي بالمخاطر النفسية المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن تؤدي الرسائل السلبية إلى سلوكيات ضارة مثل الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية وتقييد الأكل، وحتى استخدام المنشطات.