كشف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر رسخت مكانتها كواحدة من الوجهات الأسرع نموًا عالميًا في صناعة التعهيد والخدمات العابرة للحدود (Offshoring)، مشددًا على أن هذا النجاح هو نتاج رؤية استراتيجية عمرها ثماني سنوات، تهدف إلى تحويل القطاع من خدمي إلى إنتاجي فاعل.
جاء ذلك على هامش القمة العالمية لصناعة التعهيد (Global Offshoring Summit – Egypt)، حيث استعرض محطات التحول وثمار الاستثمار في العنصر البشري.
شراكات تاريخية: تدفق الاستثمارات وخلق آلاف الوظائف
أشار الدكتور طلعت إلى أن عام 2022 كان نقطة تحول فارقة، حيث تدفقت الشركات العالمية لإنشاء مراكز تعهيد جديدة، وتم توقيع 29 اتفاقية تعاون مع كبرى الشركات الدولية في احتفال رسمي، لإبراز قدرة الدولة على أن تكون مركزًا إقليميًا للاستثمار.
وقد أسفرت هذه الشراكات عن توفير أكثر من 34 ألف فرصة عمل مباشرة للشباب المصري في مجالات تكنولوجيا المعلومات وتطوير البرمجيات وخدمات الدعم الفني، وهو إنجاز لم يأتِ “وليد الصدفة، بل نتيجة تخطيط دقيق واستثمار مستمر في بناء الكفاءات البشرية”.
💡 استراتيجية الوفرة البشرية: التخطيط المسبق لسوق العمل
أكد الوزير أن الاستثمار في الإنسان المصري هو المورد الأغلى والأكثر استدامة، مشيرًا إلى أن مصر بثروتها البشرية التي تتجاوز 110 ملايين نسمة ومعظمهم من الشباب، تتبنى استراتيجية لضمان وفرة الكوادر المؤهلة.
التدريب والموارد البشرية:
تخطيط متقدم: تمتلك مصر اليوم القدرة على التخطيط المسبق لأعداد المتدربين في كل تخصص لتلبية وتجاوز احتياجات الشركات العالمية، مما يضمن استقرار السوق ويمنع المنافسة غير الصحية.
قفزة في أعداد المتدربين: أنهت الوزارة العام المالي الماضي بتدريب أكثر من 500 ألف شاب وشابة، وتستهدف رفع العدد إلى 800 ألف متدرب خلال العام الحالي، بزيادة تبلغ 200 ضعف مقارنة بالبداية.
العمود الفقري للصناعة: أكد طلعت أن الكوادر المصرية أصبحت العمود الفقري لصناعة التعهيد بفضل إجادتها للغات المتعددة، وانضباطها، ومرونتها العالية، وهي صفات جعلت من العامل المصري عنصرًا مفضلًا لدى كبرى الشركات الأجنبية.