لا تتجاهل ألم الفك الصباحي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة فقد حذّر الدكتور أرتيوم باريشيف، أخصائي طب الأعصاب، من التهاون في التعامل مع آلام الفك التي تظهر صباحًا عند الاستيقاظ، مشيرًا إلى أنها قد تكون إشارة مبكرة لمشكلات صحية خطيرة مرتبطة بالمفصل الفكي الصدغي.
ويُعتبر هذا المفصل، الذي يربط الفك السفلي بالجمجمة، أحد أكثر مفاصل الجسم تعقيدًا، حيث يلعب دورًا أساسيًا في وظائف حيوية مثل المضغ، والكلام، وتعبيرات الوجه، بالإضافة إلى دعم الجهاز المناعي الموضعي، وفقًا لما أوردته “روسيا اليوم”.
المفصل الفكي الصدغي: أهميته ووظائفه
أوضح د. باريشيف أن المفصل الفكي الصدغي يعتمد على أربع عضلات رئيسية تعمل بتناغم لضمان أداء وظائف الفم والوجه بكفاءة. هذه العضلات لا تقتصر على تسهيل عمليات الأكل والتحدث فحسب، بل تُساهم أيضًا في تحفيز حركة اللمف، وهي عملية حيوية لتعزيز المناعة الموضعية في منطقة الفم والحلق.
ومع ذلك، فإن أي خلل في هذا المفصل قد يؤدي إلى اضطرابات تؤثر على صحة الفم والوجه بشكل عام.
أسباب ومخاطر ألم الفك الصباحي
أشار الدكتور إلى أن العادات الخاطئة مثل المضغ على جهة واحدة فقط، أو صرير الأسنان أثناء النوم، قد تُسبب خللاً في المفصل الفكي الصدغي، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة، وتآكل مينا الأسنان، وتغيرات في مواضع الأسنان.
ومن المضاعفات الأكثر خطورة، تكوّن بؤر التهابية في أنسجة البلعوم الفموي نتيجة توقف حركة اللمف، مما يُضعف المناعة الموضعية ويُعرض الفم والحلق للالتهابات المزمنة.
أعراض تستدعي التدخل الطبي
دعا د. باريشيف إلى الانتباه للأعراض المبكرة التي قد تُنذر بوجود مشكلة في المفصل الفكي الصدغي، وتشمل:
ألم الفك عند الاستيقاظ صباحًا.
صعوبة في فتح الفم بشكل كامل.
الصداع المزمن في منطقة الصدغ.
انخفاض مرونة عضلات الوجه.
التوتر المستمر في الرقبة وصعوبة تحريكها، والتي قد تكون مرتبطة مباشرة بخلل في المفصل حتى في غياب أعراض أخرى واضحة.
نصائح للوقاية والعلاج
أكد الدكتور على أهمية الوقاية من خلال مراقبة أي تغيرات غير طبيعية في منطقة الفك أو الوجه، وممارسة تمارين الوجه والفك بانتظام لتخفيف التوتر العضلي وتعزيز مرونة المفصل.
كما نصح باستشارة طبيب مختص فور ملاحظة أي من الأعراض المذكورة، لتجنب تفاقم المشكلة وظهور مضاعفات أكثر خطورة.
يُعد ألم الفك الصباحي أكثر من مجرد إزعاج عابر، فقد يكون دليلاً على اضطرابات تحتاج إلى تدخل طبي عاجل.
ومع تزايد الوعي بأهمية المفصل الفكي الصدغي ودوره في الصحة العامة، يبقى الانتباه للأعراض المبكرة واتباع عادات صحية خطوة أساسية للحفاظ على صحة الفم والوجه.