حذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة من أن تصعيد العمليات العسكرية لن يؤدي فقط إلى مقتل ذويهم، بل قد يُفضي أيضًا إلى فقدان جثامين القتلى منهم. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، السبت، نظمته عائلات الأسرى للتعبير عن مخاوفهم.
خلال المؤتمر، قال أحد أقرباء الأسرى: “تصعيد القتال لن يقتصر على قتل المحتجزين، بل سيؤدي إلى محو جثث القتلى أيضًا”، وفقًا لوكالة الأناضول. وأضاف أن الحرب التي يروج لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنها “حرب سلام” هي في الحقيقة “حرب تستهدف قتل المحتجزين”، داعيًا إلى التصدي لها.
كما أعرب قريب آخر لأحد الأسرى عن قلقه من استدعاء جنود الاحتياط لتوسيع العملية العسكرية في غزة، مؤكدًا أن هذه الخطوة لن تُنتج سوى المزيد من الخسائر بين المحتجزين. يأتي هذا في ظل اتهامات متزايدة لنتنياهو داخل إسرائيل بتعمد إعاقة الإفراج عن الأسرى من خلال الإصرار على استمرار الحرب وإفشال جهود التوصل إلى اتفاق هدنة.
إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي: خلفيات الخلاف مع ترامب
في تطور منفصل، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، السبت، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة مستشاره للأمن القومي مايك والتز جاء بعد توترات حول السياسة تجاه إيران. وبحسب مصادر الصحيفة، نسّق والتز مع نتنياهو قبل لقاء ترامب في البيت الأبيض لمناقشة خيارات عسكرية ضد إيران، وهو ما أثار استياء ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن والتز كان يدعم توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهو موقف بدا متماهيًا مع رؤية نتنياهو خلال زيارته لواشنطن. هذا التنسيق المسبق اعتُبر من بعض مسؤولي إدارة ترامب محاولة لتوجيه السياسة الأمريكية نحو خيار عسكري يتعارض مع رغبة ترامب، مما أدى إلى غضبه واتخاذ قرار الإقالة.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن خلافات والتز لم تقتصر على إيران، بل شملت نهجه المتشدد في السياسة الخارجية، بما في ذلك موقفه الصلب تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي خالف توجهات ترامب. ورغم محاولات بعض المسؤولين في الإدارة للإبقاء على والتز، إلا أن قراره بدعم خيار عسكري ضد إيران كان العامل الحاسم في إقالته.
نفي إسرائيلي
نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقرير، مؤكدًا عبر منصة “إكس” أن نتنياهو لم يجرِ “اتصالات مكثفة” مع والتز بشأن إيران. وأوضح المكتب أن نتنياهو التقى والتز ومبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في فبراير الماضي بمقر بلير هاوس، قبل لقائه ترامب، وأن المناقشات لم تتناول ملف إيران. كما أشار إلى أن نتنياهو تحدث هاتفيًا مع والتز مرة واحدة فقط منذ ذلك الحين، دون مناقشة إيران.
ترشيح والتز لمنصب جديد
في سياق متصل، أعلن ترامب، الخميس، ترشيح مايك والتز لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بينما سيتولى وزير الخارجية ماركو روبيو منصب مستشار الأمن القومي إلى جانب مهامه الحالية. وأشاد ترامب بوالتز، مشيرًا إلى إسهاماته في الجيش والكونجرس، وقال إنه “عمل بجد لوضع مصالح أمريكا أولاً”. من جانبه، عبّر والتز عن فخره بالترشيح، مؤكدًا التزامه بخدمة ترامب والولايات المتحدة.
بدوره، أعرب نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس عن ثقته بوالتز، مؤكدًا أن الترشيح يعكس ثقة ترامب به.