الانطلاق إلى البحر مع حلول موسم الصيف، تتجه العائلات والأفراد إلى الشواطئ للاستمتاع بالعطلات البحرية، سواء في الرحلات بالقوارب أو اليخوت أو حتى الأنشطة المائية.
لكن بالنسبة للكثيرين، يمكن أن تتحول هذه التجربة الممتعة إلى معاناة بسبب دوار البحر، وهو حالة شائعة تؤثر على التوازن وتسبب الغثيان والدوار.
في هذا التقرير، نستعرض خطوات عملية ومثبتة علميًا لمعالجة دوار البحر والوقاية منه، استنادًا إلى نصائح الخبراء وتجارب المسافرين، لضمان قضاء عطلة صيفية ممتعة خالية من الإزعاج.
ما هو دوار البحر؟دوار البحر هو نوع من دوار الحركة يحدث نتيجة تعارض الإشارات الحسية التي يتلقاها الدماغ أثناء تواجد الشخص على متن قارب أو سفينة. ينشأ هذا التعارض بين ما تراه العين (مثل حركة الأمواج)، وما يشعر به الجسم (الاهتزاز أو التأرجح)، وما تكتشفه الأذن الداخلية (المسؤولة عن التوازن). تشمل الأعراض الشائعة الغثيان، القيء، الدوار، التعرق البارد، والإرهاق.
خطوات معالجة دوار البحر:
1. التحضير قبل الرحلةالتخطيط المسبق هو المفتاح لتقليل تأثير دوار البحر. ينصح الخبراء باتباع الخطوات التالية:
اختيار الموقع المناسب على متن القارب اختر مكانًا في منتصف القارب أو بالقرب من مستوى المياه، حيث تكون الحركة أقل تأثيرًا. تجنب المناطق العلوية أو الأمامية التي تتعرض للاهتزاز الشديد.
تناول وجبات خفيفة: قبل الصعود إلى القارب، تناول وجبة خفيفة غنية بالبروتين، مثل المكسرات أو الزبادي، وتجنب الأطعمة الدهنية أو الثقيلة التي تزيد من الغثيان. كما يُفضل تجنب المعدة الفارغة تمامًا.
الترطيب الجيد: اشرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف، الذي قد يفاقم أعراض الدوار.
استشارة الطبيب: إذا كنت تعاني من دوار البحر بشكل متكرر، استشر طبيبًا للحصول على أدوية مضادة للغثيان مثل “درامامين” أو “سكوبولامين” (يتوفر على شكل لصقات توضع خلف الأذن). يجب تناول هذه الأدوية قبل الرحلة بساعات حسب إرشادات الطبيب.
2. أثناء الرحلةعند التواجد على متن القارب، يمكن اتباع إجراءات فورية لتخفيف أعراض دوار البحر:
التركيز على الأفق: ثبت نظرك على نقطة ثابتة في الأفق أو على الشاطئ.
هذا يساعد الدماغ على مواءمة الإشارات الحسية وتقليل الشعور بالدوار.
تنشيط الهواء النقي: ابق في منطقة مفتوحة وجيدة التهوية، حيث إن الهواء النقي يقلل من الغثيان مقارنة بالبقاء في أماكن مغلقة أو رطبة.
وضعيات الجسم:
اجلس في وضعية مريحة مع إبقاء الرأس في وضع مستقيم. تجنب القراءة أو النظر إلى الهاتف، حيث تزيد هذه الأنشطة من التعارض الحسي.
تناول الزنجبيل: أثبتت الدراسات أن الزنجبيل فعال في تقليل الغثيان.
يمكن مضغ قطعة من الزنجبيل الطازج، أو تناول حلوى الزنجبيل، أو شرب شاي الزنجبيل قبل أو أثناء الرحلة.
3. التعامل مع الأعراض إذا ظهرتإذا بدأت أعراض دوار البحر بالظهور، جرب الخطوات التالية:
التنفس العميق: خذ أنفاسًا عميقة وبطيئة لتهدئة الجهاز العصبي وتقليل الشعور بالقلق المرتبط بالغثيان.تطبيق ضغط خفيف على المعصم:
استخدام أساور الضغط (مثل Sea-Bands) التي تستهدف نقاط الوخز بالإبر في المعصم (نقطة P6) يمكن أن تخفف الغثيان.
تناول السوائل الباردة: اشرب رشفات صغيرة من الماء البارد أو مشروبات خفيفة مثل ماء جوز الهند لتخفيف الشعور بالغثيان.
الراحة: إذا أمكن، استلق على ظهرك مع إغلاق عينيك لتقليل التحفيز البصري.
4. الوقاية طويلة الأمدللأشخاص الذين يعانون من دوار البحر بشكل متكرر، هناك استراتيجيات لتقليل الحساسية على المدى الطويل:
التعرض التدريجي: قم برحلات بحرية قصيرة لتدريب الجسم على التكيف مع حركة الأمواج.
مع الوقت، يمكن أن يقلل هذا التعرض من حساسية الجسم للدوار.تمارين التوازن:
مارس تمارين مثل اليوغا أو تمارين تقوية الأذن الداخلية لتحسين التوازن.
استشارة متخصص: إذا استمرت الأعراض، قد يكون من الضروري زيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة لفحص الأذن الداخلية أو استشارة مختص في العلاج السلوكي لمعالجة دوار الحركة.
تجربة ميدانية: قصة أحمد من الإسكندرية أحمد محمد، موظف من الإسكندرية، يشارك تجربته مع دوار البحر خلال رحلة صيفية على يخت في البحر الأبيض المتوسط: “في أول رحلة لي، شعرت بالغثيان بعد 20 دقيقة فقط.
قرأت عن الزنجبيل وقررت تجربته في الرحلة التالية. تناولت شاي الزنجبيل قبل الصعود، وركزت على الأفق أثناء الرحلة.
كانت النتيجة مذهلة، حيث تمكنت من الاستمتاع بالرحلة دون أي إزعاج.”
أحمد ينصح المصيفين بتجنب التوتر والتحضير مسبقًا لضمان تجربة ممتعة.
وأكدت الدكتورة سارة خالد، أخصائية طب الأسرة، أهمية الوقاية: “دوار البحر يمكن السيطرة عليه إذا تم التحضير بشكل صحيح. الأدوية مثل سكوبولامين فعالة جدًا، لكن يجب استخدامها تحت إشراف طبي.
كما أن الزنجبيل وأساور الضغط خيارات طبيعية تناسب معظم الأشخاص.”
وتضيف سارة : “تجنب التوتر والحفاظ على الراحة النفسية يلعبان دورًا كبيرًا في تقليل الأعراض.