في بادرة إنسانية ملهمة، نظمت مؤسسة “iRead”، الرائدة في إحياء ثقافة القراءة بالوطن العربي، احتفالية مميزة بمستشفى بهية الشيخ زايد، لتكريم محاربات سرطان الثدي اللاتي نجحن في اجتياز الشهادة الإعدادية ضمن فصول محو الأمية. هذا الإنجاز يعكس إرادة صلبة في مواجهة المرض والجهل معًا، ويبرز رسالة قوية من سيدات مصر تجسد الصمود والتحدي.
الاحتفالية، التي جاءت ثمرة التعاون المستمر بين “iRead” و”بهية”، سلطت الضوء على جهود تمكين المحاربات ثقافيًا ومعرفيًا.
سبق أن أطلقت “iRead” مكتبات داخل مستشفيات بهية تضم 200 كتاب متنوع، وخلال الحفل، كرمت المؤسسة أربع محاربات حصلن على شهادة محو الأمية، مقدمة لهن مجموعة مختارة من الكتب القيمة، واشتراكًا مجانيًا لمدة عام في تطبيق الكتب الإلكترونية التابع لـ”iRead”.
شهد الحفل حضورًا متميزًا من شخصيات داعمة للمبادرة، منهم: ليلى سالم، عضو مجلس أمناء مؤسسة بهية وحفيدة بهية، لميس نجم، مستشار رئيس هيئة الرقابة المالية للمسؤولية المجتمعية، نجوى صبور، المهندسة إنجي الصبّان، والكاتب والسيناريست أحمد مراد، أحد مؤسسي “iRead”.
أشادت لميس نجم بعزيمة محاربات بهية، قائلة: “ما رأيته اليوم درس في الإصرار. محاربة السرطان تتطلب قوة، لكن دمجها مع إرادة التعلم ومحو الأمية يمثل ارتقاءً بالروح والعقل. هذه المبادرة نموذج ملهم لتكافل مؤسسات المجتمع المدني، حيث تحولت القراءة إلى أداة تمكين ورسالة أمل تعيد بناء الإنسان من الداخل.”
من جانبها، عبرت ليلى سالم عن فخرها بتقدم المحاربات تعليميًا، مؤكدة أن “التعليم مفتاح النجاح الحقيقي وخطوة أساسية في التعافي والتمكين”. بدورها، أكدت المهندسة إنجي الصبّان أن الشراكة مع بهية رحلة إنسانية لنشر المعرفة، مشيرة إلى أن “القراءة والتعليم بوابة الكرامة والأمل، والعلم حق للجميع بلا استثناء”.
أما الكاتب أحمد مراد، فوصف بهية بأنها “مؤسسة تصنع قصصًا إنسانية يوميًا”، مضيفًا: “سيدات بهية يتحدين الألم والجهل، يكتبن سطورًا جديدة من الأمل، ويؤكدن أن العلم سلاح حقيقي يولد من الألم.”
خلال الفعالية، قدمت “iRead” مجموعة كتب متخصصة وثقافية لمكتبة مستشفى بهية، لتعزيز تثقيف المحاربات بمختلف المعارف. يُذكر أن “iRead”، مؤسسة غير ربحية تأسست عام 2011، تهدف إلى إحياء ثقافة القراءة وبناء مجتمع معرفي عربي متكامل، بينما تقدم “بهية”، إلى جانب علاج سرطان الثدي المجاني، برامج دعم نفسي وتعليمي، وفصول محو أمية، لتمكين المحاربات جسديًا وثقافيًا ومعنويًا.