في لحظة صادمة للكرة العالمية ولأسرة ليفربول تحديدًا، خيّم الحزن على أجواء النادي الإنجليزي بعد إعلان وفاة النجم البرتغالي ديوغو جوتا، لاعب الفريق الأول، في حادث سير مأساوي رفقة شقيقه الأصغر أندريه سيلفا، لتتحول فرحة الجماهير بانتصارات الفريق إلى دموع وألم عميق ، فجر أمس الخميس، استيقظت جماهير كرة القدم على خبر لا يصدقه عقل. سيارة لامبورغيني تحترق على طريق سريع في منطقة زامورا شمال غرب إسبانيا، وبداخلها شقيقان لم يُكمل أحدهما عامه الثلاثين بعد. دقائق مرت، ثم جاء التأكيد من الشرطة، ثم من الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، وأخيرًا من نادي ليفربول: ديوغو جوتا وشقيقه لقيا مصرعهما ، ولم يتأخر قائد منتخب مصر ونجم ليفربول، محمد صلاح، في التعبير عن صدمته. بكلمات حزينة ومؤثرة، كتب صلاح عبر حسابه على منصة “إكس”: أنا عاجزٌ عن التعبير منذ الأمس، لم أتخيل يومًا أن شيئًا ما سيُخيفني من العودة إلى ليفربول بعد التوقف .
وتابع الدولي المصري الذي شارك جوتا العديد من اللحظات داخل الملعب وخارجه: “زملاء الفريق يأتون ويرحلون، لكن ليس بهذه الطريقة. سيكون من الصعب جدًا تقبّل غياب ديوغو عنا عند عودتنا”.
وأضاف صلاح كلمات عزاء موجعة: “أتعاطف مع زوجته وأولاده، وبالطبع والديه اللذين فقدا أطفالهما فجأة. المقربون من ديوغو وشقيقه أندريه يحتاجون إلى كل الدعم الممكن، لن ننساهم أبدًا”.
رحلة انطفأت قبل اكتمالها
كان جوتا 28 عامًا ، يعيش واحدة من أفضل فتراته مع ليفربول، حيث كان عنصرًا محوريًا في خط الهجوم، يتميز بسرعة الأداء والمرونة التكتيكية، وهو ما جعله محبوبًا بين الجماهير وزملائه. انضم إلى الريدز قادمًا من وولفرهامبتون عام 2020، وسرعان ما أثبت مكانته بين عمالقة الفريق.
أما شقيقه أندريه سيلفا 25 عامًا ، فكان يحاول بناء مسيرته الكروية أيضًا، بعيدًا عن الأضواء لكنه قريب من حلمه، وفق ما أفاد مقربون منه.
الحادث الذي وقع بعد منتصف ليل الخميس، تسبّب في اشتعال السيارة الفاخرة التي كانا يستقلانها، ورغم سرعة وصول فرق الإنقاذ، إلا أن النيران التهمت كل شيء. وتم التعرّف على الجثتين من خلال العائلة قبل نقلهما إلى البرتغال، حيث يُنتظر تشييعهما في جنازة جماهيرية كبيرة، بحضور رسمي ورياضي بارز.
صمت في ليفربول.. وحزن في البرتغال
نادي ليفربول أعلن الحداد وعبّر عن حزنه الشديد عبر بيان رسمي، قال فيه: “نشعر بصدمة شديدة بعد تأكيد وفاة لاعبنا المحبوب ديوغو جوتا وشقيقه. قلوبنا مع أسرته وأصدقائه وكل من عرفه وأحبه.”
أما الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، فنعى جوتا بوصفه “موهبة لن تتكرر”، وأمر بالوقوف دقيقة صمت في جميع مباريات نهاية الأسبوع في كافة الدرجات، تكريمًا لروحه.
من جانبه، نشر المدرب يورجن كلوب، المدير الفني السابق لليفربول، الذي درّب جوتا لفترة طويلة، تدوينة كتب فيها: “فقدنا شخصًا رائعًا قبل أن يكون لاعبًا رائعًا. لا أصدق أنني لن أراه يضحك مجددًا في التدريبات”.
محمد صلاح.. صوت الحزن في غرفة الملابس
ورغم صدمة الجميع، كان لصلاح وقع خاص على الجمهور، إذ عبّر بكلمات صادقة عن ألم الزملاء واللاعبين. هو الذي لم يُعرف عنه الكثير من التصريحات العاطفية، بدا مكسورًا في وداع زميله.
لم تكن العلاقة بينهما مجرد زمالة مهنية، بل علاقة احترام متبادل وشغف مشترك في تحقيق الانتصارات، وهو ما ظهر مرارًا في احتفالاتهم بالأهداف والمباريات الكبيرة.
الرسالة التي وجهها صلاح عبر “إكس”، سرعان ما انتشرت على نطاق واسع، وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية، إذ عكست وجعًا إنسانيًا لم يعد يُخفى، بل أصبح جزءًا من ملامح كرة القدم المعاصرة، حيث اللاعبون بشر قبل أن يكونوا نجوماً.
وداعًا ديوجو.. ستبقى في ذاكرة الأنفيلد
في وقت يلهث فيه العالم خلف النجومية والبطولات، تأتي لحظة مثل هذه لتُعيد التذكير بقيمة الحياة وأهمية اللحظة.
ديوجو جوتا، اللاعب الباسم الذي عشقته جماهير الأنفيلد، رحل مبكرًا، لكن بصمته لن تزول. سيبقى اسمه محفورًا في قلوب زملائه، وفي لافتات مدرجات ليفربول، وفي دموع محمد صلاح التي نطقت بألمٍ لا يُحتمل.
كما تقدم الاتحاد المصري لكرة القدم ، بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيدين، وإلى نادي ليفربول، والاتحاد البرتغالي لكرة القدم، وزملائه في الفريق، وعلى رأسهم النجم المصري محمد صلاح، الذي فقد زميلًا وصديقًا عزيزًا.