في كل موسم انتقالات، تتكرر الأسماء، وتدور التكهنات، لكن عندما يُطرح اسم مصطفى محمد، فالأمر يبدو مختلفًا كونه اسم تكرر كثيرا على الساحة وارتبط بفرص انتقال إلى الأهلي ، وهو ليس مجرد مهاجم عابر في رحلته الأوروبية، بل حالة خاصة من الموهبة والعزيمة والطموح ، ومع تصاعد الحديث في الآونة الأخيرة عن مفاوضات النادي الأهلي مع اللاعب، وظهور أنباء عن إرسال ممثلين للتفاوض المباشر معه، عادت الأسئلة لتُطرح بقوة: هل يقترب مصطفى محمد من العودة للدوري المصري عبر بوابة القلعة الحمراء؟ أم أنه لا يزال متمسكًا بحلمه الأوروبي ؟ ، مصطفى محمد انطلق في مشواره الاحترافي من بوابة الزمالك، وقدم مستويات قوية جعلت منه المهاجم الأول في الفريق لفترة. يمتلك اللاعب بنية جسدية قوية، وموهبة تهديفية لافتة، وقدرة كبيرة على الضغط على الخصوم. وقد جاءت تجربته مع الزمالك لتضعه تحت الأضواء، وبدأت العروض تنهال عليه، قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة ثم البيع النهائي إلى جالطة سراي التركي.
مع الفريق التركي، عاش مصطفى لحظات نجاح، وتمكن من تسجيل أهداف حاسمة، لكنه واجه تحديات كبيرة في المنافسة على مركز المهاجم الأساسي، خصوصًا مع تعدد الخيارات الهجومية داخل الفريق. بعد فترة قصيرة، انتقل إلى نادي نانت الفرنسي، ليبدأ صفحة جديدة في رحلته الاحترافية.
التجربة الفرنسية.. إثبات الذات وسط الكبار
في نانت، وجد مصطفى محمد نفسه أمام تحدٍ أكبر، في دوري يُعد من بين أقوى الدوريات الأوروبية. قدم مستويات متباينة، لكنه سجل أهدافًا هامة، خاصة في النصف الأول من موسم 2022-2023. شارك كأساسي في العديد من المباريات، وساهم في تحقيق نقاط ثمينة لفريقه.
لكن، ورغم اللمحات الإيجابية، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود. تأرجح مستواه أحيانًا، وواجه انتقادات بسبب فترات صيام تهديفي، إلا أن شخصيته القوية وإصراره جعلاه يحتفظ بمكانه في حسابات المدير الفني. كما جذب الأنظار بموقفه الصريح تجاه بعض القضايا المجتمعية، ما جعله محل اهتمام إعلامي واسع داخل وخارج فرنسا.
الأهلي يدخل على الخط.. ومصطفى محمد يُفكر
مؤخرًا، فجّر الإعلامي مدحت شلبي مفاجأة خلال برنامجه “يا مساء الأنوار”، عندما كشف عن إرسال الأهلي لمندوبين إلى فرنسا من أجل التفاوض مع مصطفى محمد. التصريح لم يمر مرور الكرام، بل أثار جدلًا واسعًا، خاصة في ظل حاجة الأهلي لمهاجم صريح قادر على قيادة الهجوم الأحمر في البطولات المحلية والقارية.
الأهلي، الذي يسعى لتدعيم صفوفه قبل انطلاق الموسم الجديد، يرى في مصطفى محمد الخيار المثالي: لاعب دولي، صاحب خبرة أوروبية، وقادر على التكيف مع الضغط الجماهيري. كما أن تواجده في القاهرة سيمنح الفريق ثقة هجومية مضاعفة، بجانب اللاعبين الحاليين مثل محمود كهربا، وبيرسي تاو، وحسين الشحات.
لكن، وفقًا لمصادر قريبة من اللاعب، فإن مصطفى محمد لا يزال يضع أوروبا في مقدمة أولوياته، على الأقل في الوقت الحالي. يؤمن اللاعب أن لديه المزيد ليقدمه في القارة العجوز، ويريد الحفاظ على مكانه في المنتخب الوطني من خلال الاستمرار في اللعب بمستوى عالٍ.
مصطفى محمد يريد أوروبا.. لكن الأهلي لا يستسلم
مصادر مقربة من إدارة الأهلي أكدت أن المفاوضات لم تصل بعد إلى مرحلة الحسم، لكنها جدية. وهناك دراسة كاملة من قبل لجنة التخطيط، بقيادة محمود الخطيب، لرؤية مدى جدوى التعاقد من الناحيتين الفنية والمالية. ورغم إدراك الأهلي لصعوبة إقناع اللاعب بالعودة إلى مصر في هذا التوقيت، إلا أن الطموح لا يزال قائمًا، خاصة إذا وجد مصطفى نفسه خارج حسابات نانت أو لم تصله عروض قوية من أندية أكبر.
الأهلي قد يلعب على وتر العاطفة، خاصة أن مصطفى معروف بحبه للكرة المصرية، وقد لا يمانع في العودة مستقبلاً، بشرط أن يكون المشروع مقنعًا، والمقابل المادي مناسبًا. كما أن العودة من بوابة الأهلي تحديدًا، لا تُعد تقهقرًا، بل خطوة نحو استقرار كروي جديد قد يفتح له الباب للعودة لأوروبا لاحقًا بشروط أفضل.
موقف نانت.. والجانب المالي
من جهة نانت، فالنادي لم يبدِ حتى الآن موقفًا رسميًا بشأن بيع مصطفى محمد. اللاعب ما يزال مرتبطًا بعقد، وقيمته السوقية تتراوح بين 4 إلى 5 ملايين يورو. وهو رقم قد يُصعب من مهمة الأهلي إذا لم يكن هناك دعم استثماري أو رغبة حقيقية من اللاعب لتسهيل الصفقة.
هناك سيناريو آخر قد يعجل برحيل اللاعب، وهو تعاقد نانت مع مهاجم جديد يقلل من فرص مشاركته، ما قد يدفعه للتفكير في عروض أخرى، سواء من الخليج أو الأهلي.
الحسم قريبًا.. بين الحلم والواقع
مع اقتراب نهاية سوق الانتقالات، سيكون على مصطفى محمد اتخاذ قرار حاسم. إما الاستمرار في أوروبا ومواجهة تحديات جديدة قد تعيد بريقه، أو العودة إلى مصر في تجربة فنية وإعلامية ضخمة، من بوابة النادي الأكثر تتويجًا في القارة.
وفي كل الأحوال، تبقى قصة مصطفى محمد مفتوحة على كل الاحتمالات. اللاعب الذي بدأ من الدوري المصري، ووصل إلى الملاعب الأوروبية، قد يختار طريقًا مختلفًا هذا الصيف، لكن الأكيد أن اسمه سيظل في دائرة الضوء، سواء بقمصان نانت، أو داخل ملعب التتش.
فهل يستجيب مصطفى محمد لنداء الأهلي ويعود ليتصدر المشهد المحلي من جديد؟ أم يفضل الاستمرار في الساحة الأوروبية، سعيًا لمزيد من التألق؟ في الأيام القادمة، ستكون الإجابة أوضح. لكن ما لا شك فيه، أن القرار سيكون نقطة فارقة في مشوار اللاعب، وفي مستقبل هجوم الأهلي كذلك.