أصبح مستقبل النجم التونسي علي معلول حديث الوسط الرياضي المصري في الأيام الأخيرة، وذلك بعد أن أنهى اللاعب ملف مستحقاته المالية بالكامل مع النادي الأهلي، في إشارة إلى انتهاء رحلته الطويلة والناجحة داخل القلعة الحمراء ، ومع اقتراب رحيله، بدأ معلول في دراسة عدد من العروض المقدمة له من أندية خليجية وأخرى تونسية، وسط ترقب من جماهير الأهلي ومحبيه في الوطن العربي ، وانضم علي معلول إلى صفوف الأهلي في صيف عام 2016 قادمًا من النادي الصفاقسي التونسي، وسرعان ما أثبت نفسه كواحد من أفضل اللاعبين الأجانب الذين مرّوا على الدوري المصري.
تميز معلول بثبات المستوى، وحسن التمركز، وقوة الشخصية، بالإضافة إلى مساهماته الهجومية الرائعة سواء بصناعة الأهداف أو تسجيلها، مما جعله أحد الأعمدة الأساسية في تشكيل الأهلي لعدة سنوات.
وخلال مسيرته مع الأهلي، تُوج معلول بالعديد من البطولات، أبرزها دوري أبطال أفريقيا، والدوري المصري الممتاز، وكأس مصر، وكأس السوبر المصري والأفريقي، بالإضافة إلى مشاركاته في كأس العالم للأندية.
الملف المالي.. نهاية متحضرة للعلاقة
رغم كثرة ما يُثار عادة عند نهاية العقود أو الرحيل بين النجوم والأندية، فإن نهاية العلاقة المالية بين علي معلول والنادي الأهلي جاءت بصورة راقية ومحترمة من الجانبين. فقد حرص معلول على إنهاء كل ما يتعلق بمستحقاته، وتم تسوية الأمور المالية دون أزمات تُذكر، مما يدل على تقدير متبادل بين اللاعب والإدارة، واحترافية في التعامل، وهو ما يعكس الروح التي كانت تميز العلاقة بين الطرفين طوال سنوات التعاون.
الخيارات المطروحة أمام علي معلول.. خليجية وتونسية
بعد إنهاء مستحقاته، بدأ علي معلول دراسة العروض التي تلقاها، والتي جاءت من عدة أندية تنتمي إلى دوري روشن السعودي، ودوري نجوم قطر، ودوري المحترفين الإماراتي، إلى جانب عروض محلية من أندية تونسية كبيرة.
وتشير التقارير إلى أن بعض الأندية الخليجية قدمت عروضًا مالية قوية، مستفيدة من خبرة معلول الطويلة واسمه الكبير في القارة الأفريقية، وهو ما يجعل انتقاله خيارًا مغريًا على المستوى المادي والمعنوي، حيث سيستمر في اللعب بمستوى تنافسي مرتفع مع ضمانات مالية كبيرة.
أما على المستوى التونسي، فهناك رغبة واضحة من أندية مثل الترجي والنجم الساحلي في استعادة اللاعب، سواء لإضافة عنصر الخبرة لتشكيلاتهم أو من أجل استثمار قيمته التسويقية والجماهيرية. وتُعد العودة إلى تونس خيارًا عاطفيًا بالنسبة لمعلول، خاصة إذا أراد إنهاء مسيرته في وطنه وبين جماهيره التي طالما دعمته.
حيرة مشروعة وقرار مصيري
على مشارف عمر الـ ٣٥، يقف علي معلول أمام واحدة من أهم قرارات مسيرته الكروية. هل يختار الاستمرار في الملاعب الخليجية التي توفر له بيئة تنافسية جيدة وعائدًا ماليًا كبيرًا؟ أم يقرر العودة إلى تونس حيث الراحة النفسية والأجواء العائلية والدعم الجماهيري؟
القرار ليس سهلًا، خصوصًا مع طموحات اللاعب في إنهاء مسيرته بصورة مشرفة. فبين الجانب المالي، والحافز الفني، والانتماء الوطني، تتداخل العوامل لتجعل من كل عرض مغريًا بطريقته الخاصة.
ردود الفعل الجماهيرية
ردود الفعل بين جماهير الأهلي على قرب رحيل معلول جاءت متباينة، بين حزن شديد على فراق نجم كبير ساهم في العديد من البطولات، وبين احترام لقراره المهني، وامتنان لما قدمه طيلة سنواته داخل الفريق. ومما زاد من تقدير الجماهير له هو الأسلوب الراقي الذي اختار به إنهاء العلاقة مع النادي، دون ضجيج إعلامي أو تصريحات مسيئة.
أما الجماهير التونسية، فقد أبدت حماسًا كبيرًا لاحتمال عودة معلول للدوري المحلي، معتبرين أن وجوده سيساهم في رفع المستوى الفني وزيادة المتابعة الجماهيرية للمسابقة.
إرث معلول في الأهلي.. سيبقى خالدًا
رغم اقتراب نهاية الرحلة بين معلول والأهلي، فإن التاريخ الذي صنعه اللاعب في القلعة الحمراء لن يُنسى. فقد كان أحد القادة داخل الفريق، ولعب دورًا محوريًا في التتويجات المحلية والقارية، كما ارتبط اسمه بمواقف رجولية وتضحيات في المباريات الكبرى.
وسيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الجماهير كأحد أبرز الأجانب في تاريخ النادي، وربما يعود يومًا كمدرب أو في دور إداري، كما هو الحال مع نجوم كبار رحلوا وعادوا بعطاء جديد.
علي معلول الآن في مفترق طرق جديد، أمامه أكثر من خيار، وكلها تحمل وعودًا مختلفة. وفي ظل نضجه وخبرته، من المتوقع أن يحسم قراره قريبًا بما يتناسب مع طموحاته وظروفه الحالية. أما جماهير الأهلي، فقد ودعته بمحبة وتقدير، وهي تعلم جيدًا أن رحيله لا يلغي ما قدمه، بل يزيد من قيمته ويجعل خروجه أقرب لتكريم مستحق، لا نهاية حزينة.
وفي كل الأحوال، سيظل اسم علي معلول مصدر فخر لجماهيره في تونس ومصر وكل من تابع مسيرته