لم يكن أحد يتوقع أن تتحول أيام التألق داخل المستطيل الأخضر إلى أزمة معقدة خارج الملعب، لكن هذا ما حدث مع المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي، لاعب النادي الأهلي، عقب مشاركته اللافتة في كأس العالم للأندية الأخيرة بالولايات المتحدة الأمريكية. البداية جاءت من مشوار الأهلي الناجح في البطولة، والذي كان أحد أبرز محطاته التألق الكبير لـ وسام أبو علي، لا سيما في المباراة الشهيرة أمام بورتو البرتغالي، حيث سجل اللاعب “هاتريك” تاريخي قاد به الأهلي لنتيجة مميزة والتعادل برباعية لكل فريق مع أحد أفضل أندية أوروبا في واحدة من اميز مبارياته بالبطولة.
هذا الأداء الاستثنائي كان كافيًا لجذب أنظار عدة أندية خليجية وأوروبية، لتبدأ فصول قصة شائكة بين اللاعب وإدارة الأهلي حول مستقبله الاحترافي، وهي القصة التي تحولت سريعًا إلى صدام مباشر مع القلعة الحمراء وسط تدخلات خارجية من اتحادات كروية ومطالبات باحترام رغبة اللاعب في الرحيل.
عروض تنهال بعد التألق.. والأهلي يرد بالرفض
بعد نهاية مشاركة الأهلي في كأس العالم للأندية وخروجه من البطولة، انهالت العروض على وسام أبو علي، كان أبرزها من أندية الخليج، وعلى رأسهم الريان القطري الذي أبدى رغبة قوية في ضم اللاعب مستغلًا تألقه اللافت على الساحة الدولية. إلا أن إدارة النادي الأهلي أغلقت الباب سريعًا، حيث تم تقييم العروض المقدمة واعتبرت الإدارة أن القيمة المالية لا ترقى لما ينتظره الأهلي، خاصة في ظل قناعة النادي بقدرات اللاعب وإمكانية الاستفادة منه على الصعيد المحلي والقاري خلال المرحلة المقبلة.
بيان رسمي من الأهلي.. واللاعب يتمرد
في أعقاب ذلك، أصدرت إدارة النادي الأهلي بيانًا رسميًا تعلن فيه تمسكها باللاعب وعدم وجود نية للتخلي عنه خلال فترة الانتقالات الصيفية، مشيرة إلى أن أبو علي مستمر مع الفريق ولن يتم النظر في أي عروض لم ترقَ للطموحات المادية والفنية للنادي.
هذا البيان كان بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الأزمة، حيث أبدى اللاعب انزعاجه الشديد من موقف النادي، وبدأ في التمرد على قرارات الإدارة، رافضًا حضور التدريبات الجماعية ومغيبًا عن بعض الالتزامات الخاصة بالفريق، ما دفع الأهلي لتطبيق لائحة العقوبات المالية عليه، كما تم رفع تقارير فنية وإدارية توثق غياب اللاعب تمهيدًا لاتخاذ إجراءات تأديبية بحقه ، خاصه بعد ان رفض ايضا السفر مع الفريق إلى تونس حيث معسكر الإعداد للموسم الجديد.
دخول كولومبوس الأمريكي على خط المفاوضات
مع تفاقم الأزمة، بدأ وكيل اللاعب، آدم وطني، في البحث عن حلول وسطية لإنهاء الموقف المتوتر بين الطرفين. وبالفعل، دخل نادي كولومبوس كرو الأمريكي من الدوري الأمريكي للمحترفين على الخط، حيث قدم عرضًا رسميًا للنادي الأهلي للحصول على خدمات اللاعب مقابل مبلغ مالي وصفه وكيل اللاعب بأنه “عادل ويحقق مصلحة الجميع”.
إلا أن إدارة الأهلي، ورغم استقبالها العرض بشكل إيجابي مبدئيًا، عادت وأعلنت تحفظها على بعض التفاصيل المالية، خاصة فيما يتعلق بنسبة إعادة البيع المستقبلية.
حيث طالبت إدارة الأهلي بضمان الحصول على 20% من قيمة بيع اللاعب في حال انتقاله لاحقًا لأي نادٍ آخر، وهو شرط رأت إدارة كولومبوس أنه قد يصعب إتمام الصفقة بالشروط الحالية، مما أدى إلى جمود المفاوضات مجددًا.
الاتحاد الفلسطيني يدخل المشهد في أزمة وسام أبو علي ويصعّد القضية
في خطوة جديدة أعادت الأزمة للواجهة، أصدر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بيانًا رسميًا يوم أمس الجمعة ، يطالب فيه النادي الأهلي بضرورة احترام رغبة اللاعب، ومنحه الفرصة لخوض تجربة احترافية خارج مصر، معتبرًا أن استمرار الأزمات الإدارية والمماطلة قد تضر بمستقبل اللاعب وبالكرة الفلسطينية عمومًا. البيان الفلسطيني شدد على ضرورة “حماية اللاعب الفلسطيني” ومنحه حرية تطوير مسيرته الرياضية عبر تجربة احترافية قد تكون نقطة انطلاق جديدة له في الملاعب الأمريكية.
وفي أول رد فعل من داخل مصر، كشفت مصادر من داخل اتحاد الكرة المصري (الجبلاية) أن الاتحاد لم يتلق أي مخاطبات رسمية من نظيره الفلسطيني بشأن أزمة وسام أبو علي. إلا أن المصادر أكدت في تصريحات قاطعة أن اتحاد الكرة لا يتدخل في شؤون الأندية، وأن هذه الأمور تخص العلاقة بين النادي ولاعبه فقط، في إطار العقود والقوانين المنظمة لانتقالات اللاعبين.
وأوضحت المصادر أن الاتحاد المصري ملتزم بالحياد الكامل تجاه أي خلاف بين الأهلي وأبو علي، مع التأكيد على أن ما يُثار من حملات جماهيرية أو ضغط خارجي لا يخص اتحاد الكرة بأي صورة، وأن كل نادٍ له الحرية الكاملة في اتخاذ قراراته بما يتوافق مع مصالحه.
