في خطوة جديدة تعكس سعي النادي الأهلي الدائم لمواكبة أحدث الأساليب العالمية، لفتت تدريبات الفريق الأول لكرة القدم خلال معسكره الإعدادي في تونس أنظار جماهير الكرة، بعد الظهور الأول من نوعه لنظارات تدريب خاصة لحراس المرمى، ضمن خطة تطوير الأداء البدني والذهني قبل انطلاق الموسم الجديد.
تقنية جديدة تشعل معسكر الأحمر
ظهر حراس المرمى في الأهلي خلال الأيام الماضية وهم يرتدون نظارات تدريب غير مألوفة خلال الوحدات التدريبية، وهو ما أثار تساؤلات بين الجماهير والمتابعين حول طبيعة هذه التقنية الحديثة ودورها في تطوير مستوى الحراس، في ظل ضغط المباريات المنتظر خلال الموسم المقبل.
الجهاز الفني بقيادة خوسيه ريبيرو، بالتعاون مع مدرب الحراس، قرر إدخال تلك النظارات ضمن البرامج التدريبية اليومية لحراس المرمى، في خطوة وصفها البعض بالاحترافية العالية التي تواكب التطور الكبير في عالم التدريب الكروي.
وظيفة النظارات.. تركيز ذهني ورد فعل أعلى
المصادر داخل معسكر الأهلي أكدت أن هذه النظارات ليست لها أي علاقة بالعلاج الطبي أو تحسين الرؤية الطبية للحراس، بل هي وسيلة تدريبية صممت خصيصاً للارتقاء بمستوى التركيز الذهني وتقوية سرعة رد الفعل أمام الكرات السريعة والصعبة.
النظارات مزودة بعدسات خاصة تعمل على تضييق مساحة الرؤية الجانبية، حيث تُجبر الحارس على متابعة الكرة داخل زاوية رؤية محدودة للغاية، ما يساعد على رفع كفاءة المتابعة البصرية والتركيز حتى آخر لحظة.
الهدف الأساسي من هذه التقنية هو محاكاة الأجواء الضاغطة التي يتعرض لها الحارس في المباريات الحاسمة، عندما تتداخل عوامل تشتيت مثل حركة الجماهير أو تحركات المهاجمين في منطقة الجزاء.
نهج جديد لجهاز الحراس في الأهلي
خطة الأهلي في معسكر تونس لم تقتصر فقط على تجهيز الحراس بدنياً، بل امتدت لتطوير الجوانب الذهنية والتكتيكية. حيث عمل الجهاز الفني على تخصيص فقرات تدريبية تعتمد على الرؤية المحدودة والتعامل مع الكرات المفاجئة في مساحات ضيقة.
مدرب الحراس ركز خلال التدريبات على تدريبات المرونة ورد الفعل السريع، بالإضافة إلى تدريبات التقاط الكرات منخفضة الرؤية، في محاولة لتجهيز الحراس لمواقف اللعب الواقعية، خاصة عند التواجد في مباريات جماهيرية كبرى.
أدوات حديثة في خدمة الحراس
الأهلي استقدم خلال معسكر تونس مجموعة من أحدث المعدات التدريبية المتطورة، تضمنت أجهزة متقدمة لمراقبة الأداء البدني للحراس، وأدوات قياس سرعة الحركة والارتداد، بالإضافة إلى برامج خاصة للتدريب الذهني.
دمج النظارات التدريبية مع هذه المعدات يعكس توجه الأهلي نحو تطبيق فلسفة تدريب شاملة تدمج الجانب البدني بالفني والذهني معاً، في ظل تعدد البطولات واستمرار المنافسة على أكثر من جبهة خلال الموسم القادم.
محمد الشناوي يقود كتيبة الحراس باحترافية كاملة
النظارات التدريبية لاقت تفاعلاً كبيراً من كافة حراس الأهلي، حيث ظهر محمد الشناوي، قائد الحراس، بصورة مميزة خلال الحصص التدريبية، وسط تركيز كبير على كيفية التعامل مع المواقف المفاجئة التي تحاكي مشاهد المباريات الكبرى.
الجهاز الفني أظهر مرونة في التعامل مع كل حارس وفق احتياجاته، حيث تم تخصيص برامج تدريبية فردية تتماشى مع نقاط القوة والضعف لدى كل لاعب، من أجل الوصول لأقصى درجات الجاهزية البدنية والذهنية قبل بداية الموسم.
الاهتمام بالتفاصيل.. سر تفوق الأهلي
يعتمد الأهلي خلال فترة الإعداد الحالية على فلسفة جديدة تركز على التفاصيل الصغيرة، التي تصنع الفارق داخل المستطيل الأخضر، سواء عبر التطوير البدني باستخدام أحدث الأجهزة، أو عبر تدريب الحراس على التركيز الكامل في اللحظات الصعبة.
ويرى مراقبون أن اتجاه الأهلي لاستخدام هذه النظارات يعكس الفكر الأوروبي الذي بدأ يتغلغل تدريجياً في منظومة تدريب الأندية العربية، حيث تعتمد بعض الفرق الأوروبية الكبرى على نفس التقنية لتطوير سرعة اتخاذ القرار ورد الفعل لدى حراسها.
خطة جديدة في طريق الاحترافية
ظهور مثل هذه التقنيات داخل تدريبات الأهلي يعكس إصرار القلعة الحمراء على الحفاظ على الريادة، ليس فقط في البطولات والألقاب، ولكن أيضاً في تطبيق الأساليب التدريبية الحديثة، في وقت لا تزال معظم الأندية المحلية تعتمد على الطرق التقليدية في إعداد اللاعبين.
مع انطلاق الموسم الجديد، سيخوض الأهلي تحديات شرسة على عدة جبهات أبرزها الدوري المصري، دوري أبطال أفريقيا، وكأس السوبر الأفريقي، وهو ما يزيد من أهمية تجهيز كل العناصر بأعلى درجات التركيز والجاهزية.
نظارات الحراس تثير اهتمام الجماهير
استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة خطف الأضواء من بقية تدريبات الأهلي في تونس، وفتح نقاشاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي حول قيمة إدخال مثل هذه الابتكارات في الرياضة المصرية، خاصة أنها من الوسائل النادرة الاستخدام في الوطن العربي.
خبراء الكرة يرون أن هذه الخطوة قد تكون بداية لموجة تطوير جديدة في طريقة تدريب حراس المرمى داخل الكرة المصرية، خاصة إذا انعكست بشكل إيجابي على أداء الحراس في المباريات المقبلة.
الأهلي يستعد للمواجهات القوية
ومع استمرار المعسكر في تونس، يستعد الأهلي لخوض سلسلة مباريات ودية أمام ناديي البنزرتي والملعب التونسي، وهي مواجهات يتعامل معها الجهاز الفني على أنها بروفة جادة لقياس مدى تطور أداء الحراس بعد الاعتماد على الوسائل التدريبية الحديثة.
الأهلي يواصل التقدم خارج الملعب
تبقى الدلالة الأهم في هذه الخطوة أن إدارة الأهلي تواصل التحرك في اتجاه التطوير المنهجي سواء على صعيد اللاعبين أو الأجهزة التدريبية، حيث يعمل الجميع داخل القلعة الحمراء وفق منظومة احترافية تهدف إلى تحقيق النجاح المحلي والقاري.
ومع قرب انطلاق الموسم الجديد، تبقى الأنظار معلقة على مدى تأثير هذه الابتكارات الحديثة في دعم جاهزية حراس الأهلي، خاصة محمد الشناوي الذي يطمح لقيادة الفريق لحصد مزيد من الألقاب.