واصل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هيمنته على صدارة قائمة أعلى اللاعبين أجرًا في الدوري الأميركي لكرة القدم “MLS”، للعام الثالث على التوالي، وذلك وفقًا للبيانات التي أعلنتها رابطة لاعبي الدوري الأميركي. وبينما تشهد الرواتب ارتفاعًا ملحوظًا في بعض الأندية، لا يزال ميسي يغرد خارج السرب، برقم يفوق مجموع الرواتب في معظم فرق البطولة ، بحسب التقرير الرسمي الصادر عن رابطة لاعبي MLS يوم الأربعاء 25 يونيو 2025، بلغ إجمالي ما يحصل عليه ميسي هذا الموسم 20,446,667 دولارًا، متصدرًا قائمة الأجور في البطولة الأميركية بفارق كبير عن أقرب منافسيه.
ويتضمن هذا الرقم راتبًا أساسيًا قدره 12 مليون دولار، إلى جانب مكافآت تسويقية، ورسوم للوكلاء، دون احتساب أي اتفاقيات تجارية إضافية مع نادي إنتر ميامي أو الشركات التابعة له، أو حتى مكافآت الأداء المرتبطة بالمشاركة أو الأهداف.
هذا الدخل المرتفع يضع ميسي في مستوى مالي أعلى من ميزانية الرواتب السنوية الكاملة لـ21 ناديًا من أصل 29 ناديًا مشاركًا في الدوري.
إنتر ميامي الأعلى إنفاقًا في الدوري
مع وجود ميسي وزملائه النجوم ضمن صفوفه، تصدّر نادي إنتر ميامي قائمة الأندية الأعلى من حيث الإنفاق على الرواتب، بميزانية تبلغ 46.8 مليون دولار حتى 23 مايو 2025، أي بزيادة ضخمة بلغت 41.7 مليون دولار مقارنة بنهاية الموسم الماضي.
ويعد هذا الرقم ضعف ما تنفقه معظم فرق الدوري، باستثناء ناديي تورونتو وأتلانتا، اللذين اقتربا من هذا الرقم، حيث أنفق الأول 43.1 مليون دولار، والثاني 27.6 مليون دولار.
من هم أقرب ملاحقي ميسي في القائمة؟
بعد ميسي، جاء الإيطالي لورينزو إنسيني، جناح تورونتو، في المركز الثاني في ترتيب الرواتب بإجمالي 15.4 مليون دولار، يليه زميل ميسي في إنتر ميامي، الإسباني سيرجيو بوسكيتس، الذي يتقاضى 8.7 مليون دولار.
وفي المركز الرابع، جاء الباراغوياني ميغيل ألميرون، لاعب أتلانتا يونايتد، براتب قدره 7.8 مليون دولار، مؤكدًا على ارتفاع التنافس بين بعض الفرق في ضم لاعبين من النخبة.
ارتفاع في المتوسط العام للرواتب
أظهرت الإحصائيات ارتفاعًا عامًا في رواتب اللاعبين بالدوري الأميركي، حيث بلغ متوسط الرواتب المضمونة لميسي وحده نحو 650 ألف دولار شهريًا، ما يشير إلى زيادة بنسبة 9.2% عن مايو 2024.
هذا الرقم لا يشمل أية عقود تجارية جانبية أو صفقات ترويجية إضافية، وهو ما يؤكد أن القيمة السوقية لميسي ما زالت في تصاعد، حتى وهو في النصف الأخير من مسيرته الكروية.
قائمة الأندية الأعلى في الرواتب
جاءت الأندية الأعلى في قائمة الرواتب كالتالي:
إنتر ميامي: 46.8 مليون دولار
تورونتو: 43.1 مليون دولار
أتلانتا يونايتد: 27.6 مليون دولار
سينسيناتي: 23.2 مليون دولار
لوس أنجلوس غالاكسي (حامل اللقب): 22.9 مليون دولار
لوس أنجلوس إف سي: 22.4 مليون دولار
شيكاغو فاير: 22.1 مليون دولار
وتكشف هذه الأرقام عن توسّع استثمارات الأندية في استقطاب نجوم كبار من أجل رفع مستوى المنافسة والدعاية، في ظل التزايد المستمر لشعبية كرة القدم الأميركية.
تأثير ميسي التجاري والرياضي
منذ انضمامه إلى إنتر ميامي، لعب ميسي دورًا كبيرًا في تغيير وجه الكرة الأميركية، ليس فقط داخل الملعب، ولكن خارجه أيضًا. فإلى جانب الأهداف الحاسمة واللمسات الفنية التي لا تخطئها العين، فقد أحدث ميسي طفرة اقتصادية للنادي وللدوري ككل.
ازدادت مبيعات التذاكر والقمصان بشكل ملحوظ، كما ارتفعت نسب المشاهدة التلفزيونية والإعلانات المرتبطة بالمباريات التي يشارك فيها. هذا ما جعل راتبه المرتفع “مبررًا” في نظر إدارة النادي والرابطة، باعتباره استثمارًا طويل الأجل.
المقارنة مع الدوريات الأخرى
رغم أن الدوري الأميركي لا يزال بعيدًا عن الدوريات الأوروبية الكبرى من حيث الإيرادات وعدد النجوم، فإن استقطاب لاعب بحجم ميسي، وإعطائه راتبًا يتجاوز سقف أجور الأندية الأخرى، يعكس رغبة صريحة في تحويل MLS إلى دوري عالمي قادر على منافسة “البريميرليغ” و”الليغا”.
كما أن وجود أسماء مثل بوسكيتس، وألميرون، وإنسيني، إلى جانب ميسي، يعزز من قيمة الدوري تجاريًا ورياضيًا، ويشجع مزيدًا من النجوم على النظر إلى الولايات المتحدة كوجهة مناسبة في مراحل مختلفة من مسيرتهم.
ميسي خارج الحسابات التقليدية
قد يرى البعض أن حصول لاعب واحد على راتب يفوق إجمالي ما يحصل عليه فريق كامل أمرًا غير منطقي، لكنه في حالة ميسي يختلف الوضع تمامًا. فوجوده يمنح الدوري الأميركي دفعة إعلامية وتسويقية وجماهيرية غير مسبوقة، ويدعم الأندية بشكل غير مباشر عبر الزيادة في العوائد المالية.
في النهاية، يبقى ليونيل ميسي حالة استثنائية في عالم كرة القدم، ليس فقط بسبب مهاراته الفنية، بل أيضًا بقيمته السوقية وقدرته على التأثير في أي بيئة رياضية يدخلها.