شهدت الساحة الفنية المصرية خلال موسم الصيف الحالي توترًا ملحوظًا بين اثنين من أبرز نجوم الغناء في العالم العربي، عمرو دياب وتامر حسني، على خلفية منافسة محتدمة حول ترتيب الأغاني على منصات البث الرقمي، وبالأخص “يوتيوب” و”أنغامي”.
الأزمة، التي وُصفت بـ”حرب التريند”، أثارت جدلًا واسعًا بين الجمهور ووسائل الإعلام، مُعيدةً إلى الأذهان تاريخ المنافسة الطويل بين النجمين.
اندلعت الأزمة عندما نشر الفنان عمرو دياب، المعروف بلقب “الهضبة”، صورة عبر خاصية “الستوري” على حسابه الرسمي بموقع “إنستغرام”، تُظهر ترتيب قائمة “تريند يوتيوب”، حيث تصدر ألبومه الجديد “ابتدينا” القائمة، بينما جاء ألبوم تامر حسني “لينا معاد” في المركز الرابع.
هذا المنشور أثار استياء جمهور تامر حسني، الذي اعتبره تلميحًا غير مباشر للتقليل من نجاح ألبوم نجمهم المفضل، خاصةً أن توقيت النشر جاء بعد أيام قليلة من إطلاق تامر لألبومه الذي حقق تفاعلًا كبيرًا.
وفقًا لتقارير إعلامية، احتلت أغنية “خطفوني” من ألبوم عمرو دياب المركز الرابع في قائمة “تريند يوتيوب” بأكثر من 16 مليون مشاهدة، بينما جاءت أغنيتا “بابا” و”ما تقلقش” في المركزين 10 و17 على التوالي.
في المقابل، تصدرت أغنية “الذوق العالي” لتامر حسني، بالتعاون مع محمد منير، القائمة، مع تواجد أغاني أخرى مثل “مستني إيه” و”حبك لو غلطة” و”لينا معاد” في المراكز الخامس والسادس والسابع.
رد تامر حسني: “أنا مش رقم 4!”لم يتأخر تامر حسني في الرد على منشور عمرو دياب، حيث نشر عبر خاصية “الستوري” على “إنستجرام” رسالة عتاب واضحة، قال فيها: “مش غريبة شوية لما الفنان الكبير اللي بحبه وبقدره، ينزل صورتي عنده في الستوري بكذا طريقة أن أنا رقم 4!!؟ وهو عارف إن ألبومي مش 4، بدليل ترتيب تريند اليوتيوب اللي ألبومي كله احتله، وكنت رقم 1 من أول يوم في الأسبوع الأول من نزوله.”
وأضاف: “لما كنت رقم 1، احترامًا له ولمحبيه، ما نزلتش صورته وهي تحت، ولا احتفلت بتصدري بطريقة فيها إساءة.”
تامر أكد أن ألبومه “لينا معاد”، الذي يضم 15 أغنية، تصدر قوائم منصات مثل “أنغامي”، متفوقًا على أغنية “خطفوني” لعمرو دياب التي جاءت في المركز الثاني.
وشدد على أن نجاح ألبومه جاء نتيجة جهد كبير، وأن تفاعل الجمهور هو الأولوية بالنسبة له، متسائلًا: “مش عارف هو ليه بيعمل كده، لأنه مش محتاج، وهو أكبر من كده.”
تاريخ المنافسة: صراع ممتد منذ 2005
ليست هذه المرة الأولى التي تشهد توترًا بين النجمين، فقد بدأت المنافسة بينهما منذ عام 2005، عندما تصدر عمرو دياب استفتاء قناة النيل للمنوعات كأفضل مطرب، بينما حصل تامر حسني على جائزة أفضل أغنية مصورة عن “قرب حبيبي”.
كان من المقرر أن يجتمع الثنائي في الحفل، لكن اعتذار عمرو دياب عن الحضور بسبب ظروف صحية، ووجود صور له فقط في الاستوديو، أثار غضب تامر، الذي طالب بوضع صوره بشكل متساوٍ، معتبرًا أنه لا يقل نجومية عن دياب.
هذا الموقف أشعل جدلًا بين جمهور النجمين، حيث اتهم جمهور تامر دياب بالغيرة، بينما رد جمهور دياب باتهام تامر بافتعال المشاكل للفت الانتباه.
على مر السنوات، استمرت المنافسة في إطار فني، مع لحظات تهدئة، كما حدث في حفل زفاف الفنان أحمد عصام عام 2023، حيث غنى الثنائي معًا أغنية “يا أنا يا لأ”، في لقاء نادر أثار إعجاب الجمهور.
ومع ذلك، عادت الأزمات للظهور مع كل موسم غنائي جديد، خاصة في ظل التنافس على صدارة المنصات الرقمية.
تعليقات الوسط الفني
علق الموسيقار هاني شنودة على المنافسة بين النجمين خلال تصريحات تلفزيونية، قائلًا مازحًا: “إنت بتكلمني في حاجة محسومة! لما يبقى قدامك منجا وبطيخ وأناناس… تختار إيه؟ كله طبعا.. مفيش مقارنة بين الاثنين، كل واحد في مكانه، بس عمرو دياب حاجة تانية خالص.”
وأشاد شنودة بمسيرة عمرو دياب، معتبرًا إياه “واجهة فنية مشرفة لمصر”، دون التقليل من مكانة تامر حسني.
من جانبه، نفى الشاعر تامر حسين، الذي تعاون مع كلا النجمين، وجود صراع حقيقي بينهما في وقت سابق، مؤكدًا أن الخلافات غالبًا ما تكون “اختلاقًا جماهيريًا” يغذيه التنافس بين قواعد المعجبين. وأشار إلى أن تامر حسني يحترم عمرو دياب ويعتبره قدوة فنية.
ردود فعل الجمهور
انقسم الجمهور بين مؤيد لتامر حسني، الذي رأى أن منشور عمرو دياب كان محاولة للتشهير، وبين مؤيد لدياب، الذي اعتبر أن نشر قائمة الترتيب أمر طبيعي يعكس نجاح ألبومه.
وكتب أحد المعجبين على منصة “إكس”: “ستوري عمرو دياب عادي، منزل القائمة وتامر فيها الرابع مع مطربين تانيين، يعني مش مستهدفه، لكن تامر حابب يعمل إعلان مجاني لألبومه عن طريق المشاكل.”
في المقابل، أشاد آخرون برد تامر حسني، معتبرين أن تركيزه على احترام زملائه وتجنب الإساءة إليهم يعكس أخلاقه الفنية.
وكتب أحد المعجبين: “تامر كان رقم 1 وما استغلش الفرصة عشان يقلل من حد، لكن عمرو نزل الستوري وكأنه بيقلل من نجاح تامر.
“تأثير الأزمة على الساحة الفنيةتسلط هذه الأزمة الضوء على مدى تأثير المنصات الرقمية، مثل “يوتيوب” و”إنستغرام”، على صورة الفنان ونجاحه الجماهيري.
فمع تزايد أهمية “التريند” كمؤشر للشعبية، أصبحت المنافسة بين النجوم تتجاوز الأعمال الفنية إلى معارك رقمية تُغذيها تفاعلات الجمهور.
ويرى الناقد الفني أحمد حسين صوان أن هذه المنافسة، رغم حدتها، تصب في مصلحة الأغنية المصرية والعربية، حيث تخلق زخمًا إعلاميًا وجماهيريًا يعزز من رواج الأعمال الجديدة.