أثارت أغنية بابا للفنان عمرو دياب جدلًا فنيًا واسعًا في الأوساط الشعبية والموسيقية، خاصة بعد أداء الفنان الشعبي “كروان” للأغنية في أحد الأفراح بمصاحبة الأورج لعازف عبد السلام، وتصريحه بأن الأغنية كانت تُؤدى أصلًا بنغمة الكرد، لكن عبد السلام قدمها بنسخة بياتي ألهمت عمرو دياب لتقديمها في حفلاته بنفس النكهة.
يقدم ميجا نيوز تحليل الأغنية موسيقيًا، مع التركيز على الجدل حول استخدام مقامي البياتي والكرد، وتقديم رؤية موضوعية استنادًا إلى تحليل الأداء الصوتي والتوزيع الموسيقي.
خلفية الأغنية وأداء كروان
خلال أحد الأفراح الشعبية، قدم الفنان “كروان” أغنية بابا بمصاحبة عازف الأورج عبد السلام، وسط تفاعل جماهيري كبير.
بعد الأداء، وجه كروان تعليقًا لعبد السلام قائلًا: “أنت اللي خليته يغنيها بياتي.. كانت متقالة كرد والنعمة!”، مشيرًا إلى أن نسخة عبد السلام البياتية ألهمت عمرو دياب لتقديم الأغنية في حفلاته في مراسي والرياض.
وأثار هذا التصريح جدلًا حول المقام الأصلي للأغنية، حيث يرى البعض أنها تُؤدى بنغمة الكرد في الألبوم الأصلي، بينما يؤكد آخرون أنها تعتمد على البياتي.
تحليل موسيقي لأغنية بابا المقام الموسيقي: بياتي أم كرد؟
البياتي:
يتميز المقام البياتي باستخدام ربع تون، مما يمنحه نكهة شرقية أصيلة. في أغنية بابا، تم تحليل صوت عمرو دياب باستخدام برنامج “بيتش مونيتور”، والذي أظهر أن الأداء الصوتي يمر بنغمة الدو نص بيمول (النغمة الثانية على مسافة ثلاثة أرباع من الركوز “سي بيمول”)، مما يؤكد وجود ربع تون واضح، وهو سمة أساسية لمقام البياتي.
الكرد:
يُعرف المقام الكرد باستخدام نصف تون، مما يمنحه طابعًا أقرب إلى النكهة الأفرنجية. التحليل أظهر أيضًا وجود “عفقات” (انتقالات لحنية) تمر بنغمة الكرد (سي بيكار)، أي نصف تون من الركوز، مما يشير إلى استخدام محدود لنكهة الكرد في الأداء.
النتيجة:
الأغنية تعتمد بشكل رئيسي على مقام البياتي (بياتي على السي بيمول)، مع لمسات طفيفة من الكرد كزخرفة موسيقية. هذا المزج بين المقامين ليس جديدًا، حيث يتشابه البياتي والكرد في هيكلهما الموسيقي، ويُعتبر هذا المزيج سمة مميزة في أداء عمرو دياب، الذي يجمع بين النكهة الشرقية والغربية بسلاسة.
التوزيع الموسيقي وحفلات عمرو دياب في نسخة الألبوم الأصلية، يظهر البياتي بشكل واضح كمقام أساسي، مع بروز النكهة الشرقية. ومع ذلك، في حفلات مراسي والرياض، قدم عمرو دياب الأغنية بتيمبو أبطأ، مع الاعتماد على إيقاع “مقسوم هادي” بدلاً من إيقاع “الملفوف” السريع، مما عزز من وضوح نغمة البياتي.
نسخة عبد السلام الشعبية، التي ألهمت عمرو دياب، ركزت على إبراز النكهة البياتية بقوة، مع توزيع يعتمد على الأورج وإيقاعات شعبية، مما جعل الأغنية أكثر حسمًا في طابعها الشرقي.
هذا التوزيع أعجب عمرو دياب، الذي تبناه في حفلاته مع تعديلات طفيفة لتناسب جمهوره العريض.
الجدل حول المقام الأصلي يرى البعض، مثل كروان، أن الأغنية كانت تُؤدى بنغمة الكرد في الألبوم الأصلي، وهو ما نفته التحليلات الموسيقية التي تؤكد أن البياتي هو المقام الطاغي منذ البداية.
المزج بين البياتي والكرد في الأداء ليس خطأً موسيقيًا، بل هو ميزة فنية تميز عمرو دياب، حيث يمتلك صوتًا شرقيًا يتيح له التنقل بين المقامات بسلاسة. هذا المزج يعكس قدرته على الجمع بين النكهة الشعبية المصرية والطابع العالمي، مما يجعل أغانيه جاذبة لجمهور متنوع.
رؤية نقدية
يُعد استخدام عمرو دياب لمقامي البياتي والكرد في أغنية بابا مثالًا لقدرته على تقديم أعمال فنية تجمع بين الأصالة والحداثة. نسخة عبد السلام الشعبية، التي ألهمته في حفلاته، أبرزت الطابع الشرقي الأصيل للأغنية، مما عزز من جاذبيتها لدى الجمهور المصري.
ومع ذلك، يظل الجدل حول المقام الأصلي دليلًا على التنوع الموسيقي في الأغنية، حيث يمكن تفسيرها بطرق مختلفة بناءً على الأداء والتوزيع.