تحول حفل الفنان محمد رمضان في الساحل الشمالي، الذي أقيم مؤخرًا، إلى مشهد مأساوي بعد انفجار أنبوبة هواء تابعة لأحد خطوط تشغيل الألعاب النارية، مما أسفر عن وفاة شخص وإصابة آخرين، وسط حالة من الذهول والارتباك بين الحضور.
الحادثة: لحظات من الفوضى وسط الأضواء
بحسب مصادر محلية وشهود عيان، فإن الحادث وقع بعد دقائق من بدء فقرات الألعاب النارية ضمن العرض الاستعراضي الذي كان من المقرر أن يرافق صعود محمد رمضان إلى المسرح. لكن بدلاً من أن تضيء الألعاب النارية سماء الساحل، وقع الانفجار على مستوى الأرض، وتحديدًا في محيط أحد الخطوط الفنية المخصصة لتشغيل المؤثرات البصرية.
وأوضح شهود أن الصوت كان مدويًا، أعقبه انتشار دخان كثيف وحالة هلع وسط الجمهور، الذي كان يقدر بالمئات. وقد تبين لاحقًا أن الانفجار ناتج عن أنبوبة هواء مضغوط تستخدم في تشغيل الألعاب النارية، وهي تابعة لشركة خاصة تم التعاقد معها لتأمين العرض البصري.
الضحايا والتحقيقات
أسفر الحادث عن وفاة أحد العاملين، في حين أُصيب عدد من الأشخاص بإصابات متفاوتة، من بينهم أفراد من الطاقم الفني والمنظمين. وقد تم نقل المصابين إلى أحد المستشفيات القريبة لتلقي العلاج.
وفور وقوع الحادث، باشرت الجهات الأمنية التحقيقات للوقوف على ملابساته. وبحسب تقارير صحفية محلية، فقد تم إلقاء القبض على شخص يُدعى “محمد وزة”، وهو المسؤول التنفيذي في الشركة التي تولّت تركيب وتشغيل منظومة الألعاب النارية بالحفل، وذلك على خلفية الاشتباه في وجود إهمال فني تسبب في الانفجار.
إلغاء الحفل قبل منتصفه
في أعقاب الانفجار، توقفت جميع فقرات الحفل على الفور، وتم إلغاء البرنامج بالكامل قبل الوصول إلى منتصفه، تزامنًا مع تدخل الأجهزة الأمنية وسيارات الإسعاف. وقد أُخلي المسرح سريعًا، فيما فرضت قوات الأمن طوقًا حول مكان الحادث لمنع التجمهر وتأمين موقع الانفجار.
محمد رمضان: من الاتهام بمحاولة اغتيال إلى التراجع
الحادث لم يمر مرور الكرام على الفنان محمد رمضان، الذي عبّر عن صدمته في منشورات سريعة على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك
وفي منشور أول أثار جدلاً واسعًا، كتب رمضان أن ما حدث “محاولة اغتيال مكتملة الأركان”، في إشارة ضمنية إلى أن الانفجار لم يكن مجرد حادث عرضي، وإنما قد يكون مدبرًا.
إلا أن هذا المنشور لم يدم طويلًا، حيث قام بحذفه بعد وقت قصير، ليعود بعدها بمنشور آخر بصيغة أكثر هدوءًا، أشار فيه إلى أن “أنبوبة خاصة بأحد خطوط الألعاب النارية انفجرت أثناء الحفل، وربنا سلم”، دون الخوض في مزيد من التفاصيل أو الإشارة مجددًا إلى فرضية الاغتيال.
التغيير المفاجئ في نبرة الفنان أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة ما حدث فعلاً، وهل كان هناك ما يبرر الحديث عن “محاولة اغتيال”، أم أن الأمر لا يعدو كونه انفجارًا عارضًا بسبب خلل تقني أو إهمال.
ردود الفعل والتفاعل عبر السوشيال ميديا
تفاعل الجمهور بشكل كبير مع تصريحات رمضان، لا سيما بعد منشوره الأول، حيث انقسمت الآراء بين من أيده واعتبر أن ما حدث قد يكون عملاً مدبرًا، ومن استنكر تصريحه، معتبرين أن ما حدث إهمال جثيم من الجميع يستوجب المساءلة.
وتداول نشطاء صورًا ومقاطع فيديو قصيرة للحظة وقوع الانفجار والارتباك الذي عمّ المكان، في حين طالب البعض بضرورة محاسبة المتسببين في الكارثة، وإجراء مراجعة شاملة لإجراءات السلامة في الحفلات العامة، خاصة تلك التي تستخدم مؤثرات خطرة مثل الألعاب النارية.
الموقف القانوني وبيان متوقع
حتى الآن، لم تصدر الجهات الرسمية بيانًا تفصيليًا عن نتائج التحقيق، لكن مصادر قريبة من التحقيقات أكدت أن النيابة العامة تواصل جمع الأدلة واستجواب المسؤولين عن تأمين الحفل، في مقدمتهم مسؤول الشركة المضبوطة.
ومن المتوقع أن يصدر خلال الأيام القليلة القادمة بيان رسمي يكشف أسباب الانفجار بدقة، وما إذا كان هناك تقصير أو مخالفة لشروط السلامة المهنية، خاصة أن استخدام هذا النوع من المعدات يتطلب تراخيص دقيقة وإشرافًا مباشرًا من فرق فنية متخصصة.
هل يعيد الحادث النظر في تنظيم الحفلات بالساحل؟
أعاد الحادث فتح ملف معايير السلامة المتبعة في الحفلات الكبرى، خاصة تلك التي تُنظّم في مناطق مثل الساحل الشمالي خلال موسم الصيف، حيث تزداد أعداد الحفلات والعروض التي تعتمد على المؤثرات الضوئية والنارية.
ويرى مختصون أن هذه الحادثة يجب أن تكون جرس إنذار للجهات المنظمة، لمراجعة بروتوكولات الأمان وتدقيق التراخيص الفنية، منعًا لتكرار مثل هذه الكوارث التي قد تودي بحياة أبرياء.
في الختام، لا تزال تفاصيل الحادث قيد التحقيق، وسط ترقب واسع من الجمهور والرأي العام لمعرفة ما إذا كان الأمر نتيجة إهمال مهني أم وجود شبهة جنائية، في حين تظل الحقيقة الأبرز حتى اللحظة هي أن شخصًا فقد حياته، وآخرون أصيبوا، في واقعة كان من المفترض أن تكون لحظة فرح.