انطلق فيلم درويش، العمل السينمائي الجديد الذي يقدمه النجم عمرو يوسف، في دور العرض المصرية يوم 13 أغسطس 2025، وسط ترقب جماهيري كبير، ليُشعل موسم الصيف السينمائي بمزيج فريد من الأكشن، الكوميديا، والدراما التاريخية.
الفيلم، الذي يُعرض في الوطن العربي ابتداءً من 28 أغسطس، يعد بتجربة سينمائية متكاملة، تجمع بين الأداء التمثيلي المتميز والإخراج المدروس، في إطار يعكس أجواء مصر في الأربعينيات.
في هذا التقرير، نستعرض قصة الفيلم، أبرز شخصياته، وما يجعله إضافة مميزة للسينما المصرية.
قصة فيلم درويش: من النصب إلى البطولة الشعبية
تدور أحداث فيلم “درويش” في إطار درامي مشوق يمتزج بالأكشن والكوميديا، ويأخذنا إلى مصر في الأربعينيات، وتحديدًا عام 1943، خلال فترة الاحتلال. يجسد عمرو يوسف شخصية “درويش”، وهو محتال كاريزمي ذو ذكاء حاد وجاذبية آسرة، يعيش حياة مليئة بالمخاطر والتناقضات.
يعتمد درويش على دهائه ومظهره الجذاب في تنفيذ عمليات نصب متقنة، بالتعاون مع شريكته “زبيدة” (دينا الشربيني)، وهي امرأة جريئة وغامضة تسبق الجميع بخطوة في عالم الجريمة.تأخذ الأحداث منعطفًا غير متوقع عندما يُتهم درويش زورًا بجريمة قتل لم يرتكبها، فيجد نفسه مطاردًا ومُجبرًا على الاختباء.
وسط هذه الفوضى، يتحول درويش، بمحض الصدفة، إلى رمز للمقاومة وبطل شعبي في نظر الثوار، مما يقلب حياته رأسًا على عقب. خلال رحلته، يلتقي بـ”كريمان” (تارا عماد)، وهي مقاتلة شجاعة في صفوف المقاومة، ترى فيه فرصة للتغيير.
بين خداع زبيدة وإيمان كريمان الصادق، يجد درويش نفسه عالقًا في متاهة من الحب، الخيانة، والتجسس، في سباق مع الزمن لكشف الحقيقة قبل أن تنهار شبكة الأكاذيب التي نسجها.
الفيلم يقدم توليفة درامية غنية، تمزج بين الإثارة والعلاقات الإنسانية المعقدة، مع لمسات كوميدية خفيفة، ويطرح تساؤلات عميقة حول تعريف البطولة الحقيقية: هل البطل هو من يصنع مصيره، أم من تُشكله الظروف؟
طاقم العمل: مزيج من النجوم والموهبة
يضم فيلم “درويش” نخبة من نجوم السينما المصرية، حيث يتصدر عمرو يوسف البطولة بدور “درويش”، مقدمًا أداءً متعدد الأبعاد يجمع بين الأكشن، الكوميديا، والرومانسية.
إلى جانبه، تقدم دينا الشربيني أداءً مميزًا في دور “زبيدة”، معتمدة على خبرتها في تجسيد الشخصيات التاريخية المعقدة، كما في أعمالها السابقة مثل “جراند أوتيل”. تارا عماد تلعب دور “كريمان”، وتتألق في مشاهد الأكشن والدراما، مؤكدة جدارتها في البطولة الجماعية.
كما يشارك كل من مصطفى غريب (عدلي)، خالد كمال (طالوش)، وأحمد عبد الوهاب (رشدي)، مع ظهور خاص للنجم محمد شاهين في دور “نبيل عماد”، مضيفًا بريقًا خاصًا للعمل بأدائه العميق.
الفيلم من تأليف وسام صبري، الذي قدم قصة مشوقة تمزج بين التشويق النفسي والدراما الإنسانية، وإخراج وليد الحلفاوي، الذي يبتعد هنا عن الكوميديا التي اشتهر بها في أعمال مثل “علي بابا” و”وش في وش”، ليقدم رؤية درامية مكثفة تبرز تفاصيل العصر وتعقيدات الشخصيات.
الإنتاج المشترك بين “فوكس ستوديوز”، “ون تو ون”، “فيلم كلينك”، و”فيلم سكوير” يضمن جودة عالية في التصوير والمؤثرات البصرية.
أجواء الأربعينيات والإخراج المتميز
يتميز “درويش” بإعادة إحياء أجواء مصر في الأربعينيات بدقة، من خلال الديكورات، الأزياء، والموسيقى التصويرية التي تضيف طابعًا نوستالجيًا، رغم بعض الانتقادات حول عدم توافق بعض التراكات الموسيقية مع الفترة الزمنية.
إخراج وليد الحلفاوي يبرز في المشاهد الداخلية، حيث يعزز التشويق والحوارات بطريقة ذكية، مع تقسيم واضح للفصول وسلاسة في الانتقال بين الأحداث.
على الرغم من بعض التباطؤ في منتصف الفيلم، إلا أن ظهور شخصيات مثل “نبيل عماد” (محمد شاهين) يعيد وتيرة الإثارة إلى ذروتها، خاصة مع مشهد النهاية المؤثر الذي يُعد من أبرز نقاط تميز الكتابة السينمائية.
الحملة الترويجية والتوقعات
أطلقت الشركة المنتجة حملة ترويجية مكثفة شملت بوسترات فردية للأبطال وإعلانًا تشويقيًا يبرز شخصية درويش وغموضها، مما أثار فضول الجمهور.
الإعلان الرسمي قدم لمحة عن التوليفة الدرامية المشوقة، مع جملة لافتة: “لا تدع ابتسامته تخدعك، فهي تخفي عالمًا مليئًا بالتناقضات والأسرار”. العرض الأول للفيلم في مصر شهد حضورًا كبيرًا من نجوم الفن والإعلام، مما يعكس التوقعات العالية لنجاح العمل.
لماذا يستحق “درويش” المشاهدة؟يتميز “درويش” بتوزيع متوازن للأدوار بين أبطاله، بعيدًا عن الاعتماد على بطولة مطلقة، مما يعزز التناغم بين الممثلين ويضيف حيوية للأحداث. الفيلم لا يقدم مجرد قصة محتال يتحول إلى بطل، بل يستكشف تعقيدات الطبيعة البشرية، بين الحب، الخيانة، والصراع الداخلي، في إطار تاريخي غني.
تصريحات المنتجين، مثل دارين الخطيب من “فوكس ستوديوز”، تؤكد أن الفيلم يهدف إلى رفع مستوى السينما الإقليمية من خلال جودة الإنتاج والرؤية الفنية