في تصعيد جديد للحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل، كشفت مجموعة قرصنة إلكترونية تُعرف باسم “حنظلة” عن تسريب مواد حساسة وشخصية تتعلق بمسؤولين إسرائيليين بارزين، فيما يبدو أنه رد على تقرير سابق لصحيفة “نيويورك تايمز” حول اختراق الموساد لهواتف أفراد من الحرس الشخصي لقادة إيرانيين، بما في ذلك الرئيس مسعود بزشكيان، خلال عملية استهدفت اجتماعاً سرياً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في يونيو الماضي.
تفاصيل التسريب
وفقاً لمجموعة “حنظلة”، التي يُفترض أنها تضم قراصنة هواة مرتبطين بإيران، فقد تم الحصول على كميات كبيرة من المحتوى الشخصي والحساس عبر اختراق هواتف وحواسيب قيادات إسرائيلية بارزة، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بيني غانتس، والمقدم عادي صباغ، الذي يشغل حالياً منصب قائد وحدة البحث والإنقاذ في الجيش الإسرائيلي، بعد أن كان أميناً عاماً للقيادة العليا.
تتضمن المواد المسربة صوراً ومقاطع فيديو شخصية، يُزعم أنها تُظهر المقدم صباغ في مناسبات اجتماعية خاصة، مثل الرقص في حفلات مع أفراد من الجيش الإسرائيلي.
كما شملت التسريبات صوراً لبيني غانتس في مواقف وُصفت بأنها “محرجة”، مع ادعاءات بتورطه في علاقة غرامية مع سكرتيرة مرتبطة برئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
وتزعم المجموعة أن هذه العلاقة شملت تبادل معلومات حساسة تتعلق بنتنياهو شخصياً، مما يثير تساؤلات حول الأبعاد السياسية والأمنية للاختراق.
ردود الفعل الإسرائيلية
حتى الآن، لم تصدر السلطات الإسرائيلية تأكيداً رسمياً لصحة الاختراق أو تعليقاً مفصلاً على التسريبات.
ومع ذلك، أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية سابقة إلى أن مجموعة “حنظلة” كانت وراء عمليات تسريب أخرى، بما في ذلك صور شخصية ومعلومات حساسة تخص مسؤولين عسكريين وسياسيين إسرائيليين، مما يعزز الفرضية القائلة بأن هذه العمليات جزء من حملة سيبرانية إيرانية تهدف إلى التأثير النفسي وخلق انقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي.
سياق الحرب السيبرانية
يأتي هذا الاختراق في إطار سلسلة من العمليات السيبرانية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، حيث تتصاعد التوترات بين الطرفين على خلفية الصراعات الإقليمية.
وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” قد أفادت في أبريل 2024 بأن مجموعة “حنظلة” اخترقت أنظمة رادار إسرائيلية، وبعثت برسالة تهديد للإسرائيليين تحثهم على معارضة حكومتهم.
كما أشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن المجموعة نشرت بيانات حساسة من قواعد بيانات إسرائيلية، مما يعكس تصعيداً في الحرب السيبرانية.