يُعد التهاب البنكرياس (pancreatitis) من أكثر الحالات الطبية شيوعاً التي تسبب آلاماً شديدة في الجزء العلوي من البطن، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
وفقاً لتقارير المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة (NIDDK)، يصيب هذا الالتهاب حوالي 275,000 شخص سنوياً في الولايات المتحدة وحدها، مع ارتفاع في الحالات المرتبطة بالسمنة والإفراط في شرب الكحول.
ميجا نيوز، تستعرض الأعراض الرئيسية للالتهاب الحاد والمزمن، بالإضافة إلى الطرق العلاجية الحديثة، مستندين إلى أحدث الإرشادات الطبية من عيادة مايو كلينيك ومعهد NIDDK.
الأعراض: إشارات الجسم للخطر
يبدأ التهاب البنكرياس عادةً بألم مفاجئ أو تدريجي في الجزء العلوي من البطن، وقد يمتد إلى الظهر، مما يجعله يشبه “حزاماً محكماً” حول الجذع. وفقاً لعيادة مايو كلينيك، تختلف الأعراض بين الشكل الحاد (الذي يحدث فجأة ويستمر أياماً) والمزمن (الذي يتطور تدريجياً ويستمر لسنوات).
في الالتهاب الحاد:
ألم شديد في البطن العلوي يزداد سوءاً بعد الأكل، ويمتد إلى الظهر.
غثيان وقيء مستمر.
حمى، نبض سريع، وألم عند لمس البطن.
إسهال وشعور عام بالمرض الشديد.
في الالتهاب المزمن:
ألم مستمر أو متكرر في البطن، يزداد بعد الوجبات الدسمة.
فقدان وزن غير مقصود بسبب سوء امتصاص الغذاء.
براز دهني كريه الرائحة (steatorrhea)، ناتج عن نقص الإنزيمات البنكرياسية.
قد لا تظهر الأعراض إلا بعد تطور مضاعفات مثل السكري أو الالتهابات المتكررة.
يؤكد معهد NIDDK أن هذه الأعراض قد تكون خفيفة في البداية، لكنها تتفاقم بسرعة، مما يجعل التشخيص المبكر أمراً حاسماً.
الأسباب والعوامل الخطرة: ما يهدد البنكرياس؟
يحدث الالتهاب عندما يهاجم الجهاز المناعي البنكرياس نفسه، مما يؤدي إلى تورمه وتلفه. الأسباب الرئيسية تشمل:
الحصى المرارية، التي تسد القنوات الصفراوية (أكثر أسباب الالتهاب الحاد شيوعاً).
الإفراط في شرب الكحول، الذي يسبب 70% من حالات الالتهاب المزمن.
ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية أو الكالسيوم في الدم، أو بعض الأدوية، أو الجينات الوراثية.
من العوامل الخطرة: التدخين (يزيد الخطر ثلاث مرات)، السمنة، السكري، والتاريخ العائلي. في بعض الحالات، يبقى السبب مجهولاً (idiopathic).
طرق العلاج: من الرعاية الطارئة إلى الإدارة طويلة الأمد
لا يوجد دواء محدد لعلاج الالتهاب، لكن التركيز يكون على السيطرة على الأعراض والأسباب الأساسية. يبدأ العلاج دائماً بإقامة في المستشفى، خاصة في الحالات الحادة.
للالتهاب الحاد:
سوائل وريدية للحفاظ على الترطيب ومنع الجفاف.
مسكنات ألم قوية، مثل المورفين، لتخفيف الآلام الشديدة.
صيام مؤقت عن الطعام لإراحة البنكرياس، مع تغذية عبر الأنبوب إذا لزم الأمر.
إجراءات تنظيرية مثل ERCP لإزالة الحصى، أو جراحة المرارة.
إدارة الألم من خلال حقن عصبية أو جراحات لتحسين تصريف السوائل.
مضادات حيوية إذا حدثت عدوى.
في كلا الحالتين، يُنصح بتغييرات في نمط الحياة: الإقلاع عن التدخين والكحول تماماً، اتباع نظام غذائي منخفض الدهون غني بالفواكه والخضروات، وشرب كميات كافية من الماء. قد يحتاج المرضى إلى استشارة اختصاصي تغذية أو معالج إدمان.
متى تطلب المساعدة الطارئة؟
يحذر NIDDK من التوجه الفوري إلى الطوارئ إذا صاحبت
الأعراض: ألم شديد متفاقم، قيء مستمر، حمى، نبض سريع، صعوبة في التنفس، أو اصفرار الجلد (jaundice). هذه العلامات قد تشير إلى مضاعفات خطيرة مثل النزيف أو الفشل العضوي، والتي قد تكون قاتلة إذا تأخر العلاج