أثار اعلان قناة أون عودة الإعلامي الساخر باسم يوسف إلى الشاشة المصرية بعد غياب دام أكثر من 10 سنوات موجة من الترقب والجدل في الأوساط الإعلامية والسياسية المصرية
سيظهر يوسف في سلسلة حوارات خاصة عبر برنامج “كلمة أخيرة” مع الإعلامي أحمد سالم، تبدأ ابتداءً من 7 أكتوبر المقبل، وتستمر على مدار أربع حلقات أسبوعية.
هذه العودة، التي وُصفت بـ”الحدث الإعلامي الكبير”، أعادت إلى الأذهان أيام برنامج “البرنامج” الذي اشتهر به يوسف، وأثار نقاشاً حاداً بين مؤيديه من المعارضة الذين يرون فيها إنعاشاً للحريات الإعلامية، ومعارضيها من صفوف التأييد الحكومي الذين يتساءلون عن دوافعها ومصداقيتها.
باسم يوسف، الطبيب المتحول إلى كوميدي ساخر، غادر مصر في 2014 بعد إغلاق برنامجه الشهير بسبب انتقاداته اللاذعة للسلطات، وتوجيه اتهامات له بالإساءة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
قضى السنوات التالية في الولايات المتحدة، حيث عمل في مشاريع إعلامية دولية وأنتج محتوى ساخراً عبر الإنترنت، مع الحفاظ على صوته الناقد للأوضاع في بلده.
اليوم، يعود يوسف إلى الشاشة المصرية عبر قناة خاصة، في خطوة وُصفت بـ”المفاجئة”، وسط تكهنات بأنها جزء من سياسة أوسع لتوسيع الخيارات الإعلامية في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه مصر.
ردود الفعل المتباينة: بين الفرح والحذر
أثارت الإعلان ضجة فورية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تجاوزت التغريدات المتعلقة بها عشرات الآلاف في ساعات قليلة.
من جهة، رحب نشطاء المعارضة بالعودة كـ”نسمة هواء نقي” في مشهد إعلامي يُتهم بالرتابة والتوحيد. “عودة باسم يوسف تعني عودة السخرية الحقيقية، التي كانت تكشف التناقضات دون خوف”، كتب أحد النشطاء على منصة إكس (تويتر سابقاً)، مشيراً إلى أن يوسف قد يعيد إحياء التوازن في البرامج التليفزيونية.آخرون رأوا فيها فرصة لمناقشة قضايا حساسة مثل “غرفة الغسيل” و”لغز الـ22 مليون جنيه”، الشائعات التي طاردت يوسف خلال غيابه، وسيخصص لها جزءاً من الحوارات.
من جهة أخرى، أعرب مؤيدو النظام عن شكوكهم، معتبرين العودة “غير منطقية” في ظل تاريخ يوسف الناقد. “هل غُفر له؟ أم أنه سيُسكَت كما حدث سابقاً؟”، تساءل أحد المعلقين الداعمين للحكومة، مشيراً إلى عقد يُقال إنه “ضخم” وقد يفرض رقابة على محتواه.
بعض المنشورات على إكس اتهمت يوسف بـ”التخلي عن مبادئه”، معتبرين أن عودته إلى قناة خاصة تابعة لشبكة سعودية قد تكون مدفوعة بمصالح تجارية أكثر من سياسية.
هذا الجدل يعكس انقساماً أعمق في المجتمع المصري، حيث يُرى يوسف كرمز للحرية الإعلامية من قبل البعض، وكـ”مثير فتنة” من قبل الآخرين.
كواليس العودة وتوقعات المستقبل
في أول تعليق له على العودة، قال يوسف عبر حسابه على إنستجرام: طيب يا جماعة عشان الكلام كتير والإشاعات كتير.
وكشف باسم يوسف: أنا زي ما شوفتوني أول مرة في أوضة الغسيل من مصر حتشوفوني تاني على شاشات التلفزيون المصري من أوضة الغسيل من لوس أنجلوس.
نوه باسم يوسف: حكون ضيف أحمد سالم في برنامج كلمة أخيرة عبر الأقمار الصناعية أو راوتر الإنترنت في حوار حصري يوم ٧ أكتوبر .
أكد باسم يوسف: حنتكلم عن رحلتي الكام سنة اللي فاتت وحنقول شوية حكايات لطيفة عن ماوراء الكواليس في كل الأخبار و اللقاءات اللي طلعت فيها.
لفت باسم يوسف إلى: أسرار تنشر لاول مرة (او لتاني مرة عادي) ، اكشن ،دراما، مقاطع بلوتوث ساخنة.
تابع باسم يوسف: أما موضوع إني واخد ٢٢ مليون جنيه ده فبصراحة ده خبر عجيب جدا. يا ريت نتحرى الدقة. أنا واخد ٢٢ مليون دولار. عيب كده.
أكد أحمد سالم، مقدم البرنامج، أن الحلقات ستكون “حواراً مفتوحاً” يغطي تجارب يوسف في المنفى، مع التركيز على “الكوميديا كأداة للتغيير”. ومع ذلك، أثار الإعلان تساؤلات حول مدى حرية يوسف في التعبير، خاصة في ظل قوانين الإعلام الحالية التي تفرض رقابة صارمة على المحتوى السياسي.
تُشير التوقعات إلى أن عودة يوسف قد تشكل إضافة نوعية لبرامج “التوك شو” في مصر، حيث يُتوقع أن يجذب ملايين المشاهدين العرب، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2026.
لكن الجدل المستمر يذكر بأن الإعلام المصري لا يزال ساحة معركة بين التنوع والتوحيد، وأن عودة “الدكتور باسم” قد تكون اختباراً لمدى اتساع المجال للأصوات المعارضة.