مع توغل الإنترنت والتوسع الهائل في ثقافة العمل عن بعد (العمل أون لاين)، أصبح ملايين المهنيين حول العالم يقضون ساعات طويلة أمام شاشات الحواسيب والأجهزة اللوحية. ورغم المرونة والراحة التي يوفرها هذا النمط من العمل، إلا أنه يمثل تحدياً صحياً كبيراً، تحديداً لصحة العينين. الأطباء والخبراء يحذرون من تزايد حالات “متلازمة الرؤية الحاسوبية” (Computer Vision Syndrome – CVS)، المعروفة أيضاً باسم إجهاد العين الرقمي (Digital Eye Strain)، وهي مجموعة من مشكلات النظر التي يسببها التعرض المطول للشاشات.
أبرز مشكلات النظر المرتبطة بالعمل الرقمي
العمل المستمر والتركيز على الشاشات يؤدي إلى ظهور عدة أعراض ومخاطر بصرية، منها:
1. متلازمة جفاف العين (Dry Eye Syndrome)
هذه هي الشكوى الأكثر شيوعاً. عند التركيز على الشاشة، يميل الشخص إلى الرمش بشكل أقل، ما يؤدي إلى تبخر سريع للدموع وعدم تجديد الطبقة الدمعية. الأعراض تشمل:
الشعور بـالحرقة أو اللسع في العينين.
احمرار وتهيج العين.
الشعور بوجود جسم غريب أو رمل في العين.
2. إجهاد العين والصداع (Eye Strain and Headaches)
العمل لساعات طويلة دون فترات راحة يجبر عضلات العين على العمل بجهد مضاعف للحفاظ على التركيز على النصوص والصور الرقمية. هذا الإجهاد المستمر يؤدي إلى:
ألم في العينين وحولهما.
صداع متكرر، لا سيما في منطقة الجبهة أو خلف العينين.
الشعور بـثقل في الجفون.
3. عدم وضوح الرؤية وازدواجها (Blurred and Double Vision)
قد يواجه العاملون عن بعد صعوبة في إعادة تركيز العينين عند النظر بعيداً عن الشاشة بعد فترة طويلة. هذه المشكلة، التي قد تكون مؤقتة، تتجلى في:
رؤية ضبابية أو غير واضحة.
صعوبة في القراءة والتركيز بعد الانتهاء من العمل.
في بعض الحالات، قد يحدث ازدواج مؤقت في الرؤية.
4. مشاكل التعرض للضوء الأزرق (Blue Light Exposure)
الشاشات الرقمية تنبعث منها مستويات عالية من الضوء الأزرق القصير الموجة، والذي يعتقد بعض الخبراء أنه يمكن أن يؤثر على شبكية العين على المدى الطويل، وقد يساهم في اضطراب ساعة الجسم البيولوجية (Circadian Rhythm)، ما يؤدي إلى صعوبات في النوم (الأرق).
إجراءات وقائية: حلول لتخفيف الضغط البصري
يؤكد أخصائيو البصريات على أن تعديل بيئة العمل واتباع عادات صحية يمكن أن يقلل بشكل كبير من هذه المخاطر.