أكد السفير البرازيلي بالقاهرة، باولينو فرانكو، أن مواجهة تحديات التغير المناخي لا يمكن أن تتحقق دون تحسين حياة السكان المحليين وخلق فرص اقتصادية لهم، مشددًا على أن التنمية المستدامة هي الطريق الأمثل لتحقيق التوازن بين الإنسان والطبيعة.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها برنامج شؤون لاتينية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع سفارة البرازيل في القاهرة، تحت عنوان “البرازيل وقمة المناخ COP30: استكمال المسيرة”، بمشاركة اللواء أ.ح حمدي لبيب، رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية، وأدارها محمد الديهي، نائب مدير المركز ومدير تحرير مجلة “شؤون لاتينية”.

وقال السفير فرانكو إن اختيار مدينة “بيليم” في قلب الأمازون لاستضافة مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) يحمل رسالة رمزية تؤكد أهمية ربط حماية البيئة بتحسين أوضاع الإنسان، مضيفًا أن “الحماية لا تعني منع الإنسان من استخدام الطبيعة، بل تعني ضمان أن تظل الطبيعة قادرة على دعم حياة البشرية بكرامة مع تحقيق الازدهار”.
وأشار إلى أن الرئاسة البرازيلية لمؤتمر COP30 تسعى إلى معالجة ثلاث فجوات رئيسية تواجه العمل المناخي، وهي الفجوة بين الالتزامات والتنفيذ، والفجوة بين الطموح ومتطلبات العلم، والفجوة بين الاحتياجات والتمويل المتاح.
وكشف السفير عن ثلاث مبادرات رئيسية أطلقتها بلاده في إطار التحضير للقمة، أبرزها: “إعلان بيليم”، الذي يركز على القضاء على الجوع والفقر من خلال الحماية الاجتماعية ودعم صغار المزارعين وضمان انتقال عادل للسكان في النظم البيئية. ومبادرة “بيليم ×4″، لتعزيز التعاون في مجال الوقود المستدام. وصندوق الغابات الاستوائية إلى الأبد (Tropical Forests Forever Fund – TFFF)، الذي يهدف لجمع 125 مليار دولار لتحويل الغابات إلى أصول اقتصادية طويلة الأمد ومكافأة الدول على جهودها في حمايتها.
وأضاف أن البرازيل تمكنت من خفض معدل إزالة الغابات في الأمازون بنسبة 50% منذ عام 2022، وتعمل على توسيع إنتاج الطاقة المتجددة، خاصة طاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر، في إطار التزامها بالتحول البيئي العالمي.
من جانبه، أكد اللواء حمدي لبيب أن استضافة البرازيل لقمة المناخ COP30 تمثل امتدادًا لجهود المجتمع الدولي في مواجهة تحديات التغير المناخي، مشيرًا إلى أن مصر كانت قد وضعت نموذجًا ملهمًا باستضافتها لقمة COP27 بشرم الشيخ، التي سلطت الضوء على مخاطر التغيرات المناخية وضرورة التعاون الدولي لمواجهتها.
كما شدد محمد الديهي على الدور البارز لدول أمريكا اللاتينية في دعم العمل المناخي، موضحًا أنها قطعت خطوات كبيرة نحو الاعتماد على التقنيات الحديثة وتقليل الانبعاثات الضارة والتحول إلى مصادر طاقة نظيفة ومستدامة.













