قال سفير تركيا بالقاهرة، صالح موطلو شن، إن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي يزور أنقرة لحضور اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة بين مصر وتركيا؛ للتحضير لمجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى، مشيرا إلى أنه في الاجتماع سيتم تنسيق التحضيرات لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى المقبل، وتحديد الخطوات التي سيتم اتخاذها بين البلدين في الفترة المقبلة من خلال التشاور.
ويجري وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، زيارة إلى العاصمة التركية أنقرة غدا الأربعاء، حيث ذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن الوزير هاكان فيدان، سيستقبل نظيره المصري في أنقرة، قبل أن يترأسا معا “الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة التركية – المصرية”، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.
سيشارك مسؤولون من المؤسسات المعنية لدى البلدين في الاجتماع، وسيتم مناقشة التحضيرات لعقد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ومصر، والمزمع عقده في القاهرة برئاسة زعيمي البلدين.
وتأسست مجموعة التخطيط المشتركة بين تركيا ومصر، في إطار البيان المشترك الموقع في 14 فبراير 2024 بشأن تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.
زخم سياسي متزايد وتعاون استراتيجي شامل
وأوضح السفير شن، في تصريحات صحفية، أن العلاقات السياسية بين تركيا ومصر اكتسبت زخما متسارعا منذ نوفمبر 2022، مشيرا إلى أن إعادة تعيين السفراء في منتصف عام 2023 ساهمت في عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.
وأضاف أن إنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى في فبراير 2024 برئاسة الرئيسين رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي مثّل نقطة تحول رئيسية في العلاقات الثنائية، إذ أصبح المجلس الإطار المؤسسي الذي ينظم ويوجه جميع أشكال التعاون بين البلدين.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي زار أنقرة في سبتمبر 2024 ردًا على الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس أردوغان إلى القاهرة في فبراير من العام نفسه، حيث تم توقيع 17 اتفاقية تعاون حددت الإطار العام للعلاقات الثنائية في المرحلة الجديدة.
كما لفت إلى أن الرئيس أردوغان زار مصر ثلاث مرات خلال العام والنصف الماضيين؛ في العاصمة الإدارية الجديدة خلال قمة مجموعة الدول الثماني النامية (ديسمبر 2024)، وفي شرم الشيخ أكتوبر 2025 للمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام.
تعاون اقتصادي متنام واستثمارات تركية جديدة
وفي الشأن الاقتصادي، أوضح السفير شن أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 8 مليارات دولار في عام 2024، في رقم قياسي جديد، مشيرًا إلى أن اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين تُعد الإطار الأهم المنظم للتجارة الثنائية.
وأكد أن الاهتمام المتزايد من المستثمرين الأتراك بالسوق المصرية يمثل أبرز تطور في العلاقات الاقتصادية، إذ شهدت السنوات الأخيرة إطلاق العديد من الاستثمارات التركية في قطاعات المنسوجات والأجهزة المنزلية والكيماويات.
ومن أبرز تلك الاستثمارات، بحسب السفير، افتتاح مصنع “بيكو” للأجهزة المنزلية بمدينة العاشر من رمضان، ووضع حجر الأساس لعدة مصانع تابعة لشركة “هيات كيميا” في العين السخنة، إلى جانب استثمارات متنامية في منطقة القنطرة غرب ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأشار شن إلى أن مصر تُعد وجهة مثالية للشركات التركية بفضل القوى العاملة الماهرة وتكاليف الإنتاج المنخفضة والموقع الجغرافي المتميز، إضافة إلى مزايا اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز) التي تمثل حافزًا مهمًا للمستثمرين الأتراك.
نمو في السياحة والنقل البحري
ولفت السفير التركي إلى أن البلدين يعملان على تنويع خدمات النقل البحري بين موانئهما عبر إدخال خطوط سفن “RORO” جديدة، مشيرًا إلى أن قطاع السياحة يشهد نموًا ملحوظًا بعد تطبيق مصر نظام التأشيرة عند الوصول للمواطنين الأتراك، ما أدى إلى زيادة عدد السياح الأتراك ثلاثة أضعاف، مع توقع تضاعف العدد خمس مرات خلال العام المقبل.
أنشطة ثقافية وفنية احتفالًا بمئوية العلاقات
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي والفني، أوضح السفير شن أن عام 2025 يشهد الذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر، مؤكدًا حرص السفارة التركية على تنظيم فعاليات فنية وثقافية تعكس عمق الروابط التاريخية بين الشعبين.
وأشار إلى أنه سيتم تنظيم معرض للخط العربي في الجمعية الجغرافية المصرية بمشاركة خطاطين من رئاسة الشؤون الدينية التركية، بالإضافة إلى عرض أعمال خطية لعائلة سوفي زاده المصرية. كما تعتزم السفارة إقامة معرض لفساتين الزفاف التركية التقليدية وحفل موسيقي تركي كلاسيكي في 19 نوفمبر، بمشاركة فنانين من هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT) إلى جانب فنانين مصريين.
ولفت إلى أنه من الفعاليات المهمة الأخرى، زيارة الفنانين والمخرجين من تركيا للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي السادس والأربعين، حيث سنقيم حفل استقبال على شرفهم، منوها بأن بلاده تخطط لاستضافة فنانين مصريين بارزين هناك أيضا، مشيرا إلى أن “جميع هذه الأنشطة ستؤدي إلى نوع من المشاهد التي لطالما تمنيناها بين بلدين شقيقين، تركيا ومصر”، مستطردا أن “هذه الأنشطة ستعزز الود بين البلدين الشقيقين، وتعزز ذكرى ماضيهما المشترك، وتتيح لمحة عن ثقافتيهما الحديثة”.
















