يُفتتح معرض «المحاربات: وجهًا لوجه»، وهو مشروع فوتوغرافي فني طويل الأمد، يوم الأربعاء الموافق 17 ديسمبر 2025 في تمام الساعة السابعة مساء، بفضاء درب 1718 للفنون، ويستمر حتى 30 ديسمبر الجاري، مقدّمًا تجربة إنسانية وبصرية عميقة حول النساء المصابات بسرطان الثدي.
على مدار أكثر من عام، عملت الفنانة والراوية البصرية سارة يونس عن قرب مع ثلاث عشرة امرأة يعشن تجربة الإصابة بسرطان الثدي، حيث دعت كل واحدة منهن إلى سرد قصتها الخاصة من خلال الصور الشخصية والتطريز، وبصوتها الذاتي، في محاولة لإعادة صياغة العلاقة مع الجسد والذاكرة والألم.
يقدّم المشروع، الذي تشرف على تنظيمه القيّمة الفنية ميلاني بارتاميان، تأملات حميمة حول كيفية إعادة تشكيل المرض لعلاقة المرأة بذاتها وبالعالم المحيط بها، محوّلًا الذاكرة الفردية للألم إلى فعل جماعي من القوة والاعتراف.
وتقول ميلاني بارتاميان: «هؤلاء النساء لسن مجرد موضوعات لسرد طبي، بل هنّ مؤلفات صورهنّ. تنظيم هذا المعرض كان رحلة تعلم للإصغاء إلى كل غرزة، وكل نفس، وكل تردد. الأعمال تدعونا إلى لقاء هؤلاء النساء بحضور وحنان، وجهًا لوجه».
من جانبها، توضح الفنانة سارة يونس خياراتها الفنية قائلة: «اخترت طباعة الصور على القماش، ودعوت المشاركات إلى تطريزها بخيوط جراحية، وهي نفس الخيوط المستخدمة في أجسادهن. هذه الخيوط تذوب داخل الجسم، وعمرها غير المحدد على القماش يشكل جوهر العمل. كل صورة مطرزة تصبح أشبه بجلد ثانٍ، يتحول معها العمل إلى مساحة للتذكر والشفاء».
ومع وصول المشروع إلى الجمهور، يفتح المعرض مساحة تلتقي فيها الهشاشة مع الصمود، ويقدّم تجربة إنسانية تحتفي بالتجربة المعيشة بكل تعقيداتها. وتضيف تيريزا سفاشكوفا، منسقة مشروعات المراكز التشيكية في مصر: «يذكّرنا (وجهًا لوجه) بقدرة الفن على احتواء التجربة الإنسانية بعمق، ليس عبر تبسيطها، بل من خلال السماح لكل طبقاتها بأن تتعايش في آن واحد. نحن ممتنون لكل مشاركة على شجاعتها، وفخورون بدور المراكز التشيكية في دعم هذا المشروع الإنساني العميق».
ويُقدَّم المعرض بالشراكة بين المراكز التشيكية، وسفارة جمهورية التشيك بالقاهرة، ومؤسسة بهية، وفضاء درب 1718. كما وجه القائمون على المشروع، الشكر الخاص إلى المصور التشيكي فلاديمير كوجيشيك، الذي ألهمت مبادرته الأصلية «وجهًا لوجه» في التشيك هذا المعرض.
















