يتطلب التحول نحو اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي في مصر تعزيز الشراكات مع شركات التكنولوجيا العالمية، وتاسيس مراكز للابداع والابتكار لدعم التعاون بين الأكاديميين، المؤسسات، والشركات الناشئة، مما يساهم في بناء بيئة تشجع على توليد الأفكار الخلاقة ونشر ثقافة الابتكار.
في ظلّ التقدم السريع للتكنولوجيا، يقف العالم على مشارف تحول كبير تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي.
لم تعد هذه التقنية مجرد أداة، بل أصبحت مفتاحاً لفرص اقتصادية وتنموية ضخمة، لكنها تطرح في الوقت نفسه قضايا تتعلق بالخصوصية وأمن البيانات، ما يطرح تساؤلات حول كيفية توجيه هذه القوة لخدمة الإنسان بطرق آمنة ومسؤولة.
ومن أجل تحقيق أثر اقتصادي مستدام، لا يكفي تطوير التقنيات وحدها، بل يلزم التعاون بين الحكومات، والأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص لبناء قاعدة من المهارات الشابة التي ستدفع نحو عصر جديد حيث يندمج الذكاء الاصطناعي بسلام في حياتنا اليومية.
وأوضحت ميرنا عارف، مدير عام مايكروسوفت مصر، أن الشركة تضع حماية الخصوصية وأمن البيانات في مقدمة أولوياتها في ظلّ التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي. وتأتي مايكروسوفت في طليعة النقاش العالمي حول الذكاء الاصطناعي المسؤول، حيث لا تكتفي بتقديم التقنية، بل تلعب دوراً فاعلاً في وضع ممارسات مبتكرة تضمن استخداماً آمناً ومفيداً للمجتمع.
وذكرت ميرنا عارف أن الذكاء الاصطناعي بات اليوم أحد التقنيات الرئيسية التي تعيد تشكيل حياتنا، حيث يقدم حلولاً مبتكرة لتحديات يومية، ويعزز من النمو الاجتماعي والاقتصادي.
ووفقاً لدراسات حديثة، من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي في زيادة الناتج المحلي الإجمالي في مصر بنحو 42.7 مليار دولار بحلول 2030، وهو ما يمثل 7.7% من الاقتصاد الوطني.
وأشارت ميرنا عارف إلى أن الحكومة المصرية أطلقت عدة مبادرات رقمية، مثل “مصر الرقمية” و”الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي”، وذلك بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتقدم مايكروسوفت دعماً لهذه المبادرات عبر حلول متقدمة مثل Azure AI وAzure OpenAI Service وMicrosoft Copilot.
وأضافت ميرنا عارف أن الشركات المصرية، سواء في القطاع العام أو الخاص، تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة متزايدة لتحسين كفاءتها التشغيلية وتعزيز قدرتها التنافسية.
وقد بدأ مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء في اعتماد الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، مما يمكن صناع القرار من التنبؤ بالتحديات المستقبلية، بينما يستخدم النظام القضائي المصري حلول Azure AI لتحسين كفاءة العمليات القانونية.
وأوضحت ميرنا عارف أن مصر تمتلك مزايا تجعلها وجهة جاذبة للتكنولوجيا بفضل وجود شريحة واسعة من الشباب الموهوبين المتحمسين للابتكار.
ويسهم التركيز الاستراتيجي للحكومة على التحول الرقمي والاستثمار في البنية التحتية في تعزيز مكانة مصر كمركز تكنولوجي رئيسي.
كما تبرز مدن مثل القاهرة والإسكندرية كمراكز استثمارية، حيث تحظى الشركات الناشئة بدعم من مؤسسات مثل مركز الإبداع التكنولوجي، في حين توفر الجامعات برامج متخصصة في الذكاء الاصطناعي لإعداد جيل رقمي يقود المستقبل.
وفيما يخص الشركات الناشئة، تلتزم مايكروسوفت بدعمها من خلال برنامج “مايكروسوفت لمؤسسي الشركات الناشئة”، الذي يوفر التكنولوجيا والموارد والخبرة لتمكينهم من إطلاق حلول جديدة، وتوسيع نطاق أعمالهم في السحابة، والوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.
ولهذا، عقدت مايكروسوفت شراكة مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” لاحتضان ودعم رواد الأعمال.
كما أكدت ميرنا عارف على تركيز مايكروسوفت على الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا لزيادة الإنتاجية وإرضاء المستخدمين.
أشارت ميرنا عارف إلى شراكاتها الاستراتيجية مع القطاعين العام والخاص، مثل التعاون مع وزارة الاتصالات ووزارة الشباب من خلال مبادرة “طوّر وغيّر”، التي دربت أكثر من 2.5 مليون شاب في 500 مركز.
وأيضاً مبادرة “أجيال مصر الرقمية” التي تهدف إلى تجهيز القوى العاملة بالمهارات اللازمة في عالم الذكاء الاصطناعي.
وأطلقت مايكروسوفت “كوبايلوت” كحل مبتكر للشركات، حيث يُعد منصة متكاملة تعزز من التعاون بين الشركاء وتلبي احتياجات الأعمال بفعالية، ما يمكن الشركات من الاستفادة من تقنيات متطورة لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية.
وفي مجال الحوسبة السحابية، تركز مايكروسوفت على تعزيز حلولها السحابية من خلال منصة Azure، مع التزامها بالاستدامة والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وذلك تماشياً مع جهود الشركة للممارسات البيئية المسؤولة.
وأوضحت عارف أن مايكروسوفت تتفاعل مع المجتمع التكنولوجي في مصر عبر مبادرات مثل الهاكاثونات وبرامج التدريب التقني، مستفيدةً من المواهب المحلية الغنية، حيث أنشأت مايكروسوفت مركزاً هندسياً في مصر لتعزيز الابتكار والتنمية، جاءت تلك التصريحات في نقلا عن للعربية بيزنس.
وفي الختام، أشارت ميرنا عارف إلى أن مايكروسوفت، ورغم إنجازاتها، تواجه تحديات تتعلق بزيادة الوعي حول تقنياتها وضمان استخدامها بشكل مسؤول، مؤكدةً أن الشركة تواصل مساعيها نحو إتاحة الفرص للجميع وتحقيق تقدم تقني مستدام.