من مستودع إلى قمة النجاح : قصة شانيل جيبسون في عالم التكنولوجيا

النجاح في التكنولوجيا ليس سهل ففي عام 2015، كانت شانيل جيبسون، الشابة الطموحة البالغة من العمر 23 عامًا، تعمل في مستودع حيث كانت تقضي 12 ساعة في اليوم في فرز وطي الملابس.

خلال تلك الفترات الطويلة، كانت تشاهد أصدقاءها يحتفلون بتخرجهم من الجامعات، مما جعلها تشعر بأنها قد ضاعت في عالم مليء بالخيارات المحدودة.

كان حلمها في العثور على الوظيفة المثالية يتلاشى ببطء، ولكنها لم تدرك أن تلك اللحظات الصعبة ستكون بداية رحلة ملهمة نحو النجاح.

بعد أن تركت دراستها في جامعة فالدوستا الحكومية بسبب الضغوط المالية، انتقلت جيبسون إلى أتلانتا حيث عملت في وظائف متعددة لم تجد فيها ذاتها.

من العمل في مطبخ بيتزا إلى حضانة أطفال، وحتى قضت ستة أشهر في القوات الجوية قبل أن تُسرّح لأسباب طبية، لم تشعر جيبسون بالرضا أو الانتماء في أي من تلك الوظائف.

ومع ذلك، لم تشعر بالندم، بل اعتبرت تلك السنوات “سنوات البحث عن الذات”.

نقطة التحول في حياتها جاءت في صباح أحد الأيام، عندما أدركت أثناء عملها في المستودع أنها تتعامل مع مسيرتها المهنية بشكل خاطئ.

قررت أن تتخذ خطوة جريئة وتركز على مستقبلها. قامت بنشر سيرتها الذاتية على موقع كريغزلست، مما فتح لها باب الفرص. سرعان ما تلقت دعوة لإجراء مقابلة في شركة ناشئة تُدعى ParkingSoft لتطوير برمجيات إدارة مواقف السيارات.

خلال فترة قصيرة، أثبتت جيبسون نفسها وأظهرت مهاراتها في حل المشكلات، مما أدى إلى ترقيتها إلى محللة دعم العملاء.

من خلال هذه الوظيفة، اكتسبت مهارات تقنية قيمة مثل SQL وJIRA، مما جعلها مؤهلة لوظائف ذات أجور أعلى في مجال التكنولوجيا، حتى بدون شهادة جامعية.

مع مرور الوقت، انتقلت جيبسون إلى تطوير الفرق والمنتجات، حيث حصلت على شهادة “سكوم ماستر” من Scrum Alliance. اليوم، وهي في الثالثة والثلاثين من عمرها، تعمل في شركة صغيرة للرعاية الصحية، وتحقق دخلاً سنويًا يبلغ حوالي 132,000 دولار.

هذا المبلغ كان يبدو بعيد المنال في السنوات التي قضتها في وظائف بأجر متدنٍ لم يتجاوز 15 دولارًا في الساعة.

تعمل جيبسون من منزلها في لوجانفيل، جورجيا، حيث تحافظ على جدول عمل تقليدي من التاسعة إلى الخامسة، مما يسمح لها بالتركيز والإبداع في بيئة هادئة.

تشعر بالفخر لكونها تجاوزت عتبة الراتب المكون من ستة أرقام، وتؤكد أن النجاح لا يعتمد فقط على الشهادات الأكاديمية، بل على الجهد المستمر والتفكير الإيجابي.

لمن يسعون لتحقيق أهدافهم المهنية دون شهادة جامعية، تقدم جيبسون نصيحتها: “لا تقلل من قيمة مهاراتك، ولا تدع المجتمع يحدد هويتك.

هناك العديد من الطرق لتطوير نفسك، من قراءة الكتب إلى الالتحاق بدورات تدريبية عبر الإنترنت. الأمر يعتمد عليك وعلى استعدادك للعمل لتحقيق أحلامك.”

قصة شانيل جيبسون تلهم الكثيرين، فهي مثال حي على أن الإصرار والعمل الجاد يمكن أن يفتحا الأبواب حتى في أصعب الظروف.