في ظل الجهود الحثيثة التي يبذلها الوسطاء لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تظل الخروقات الإسرائيلية المستمرة مصدر قلق، ما يعرقل مسار التهدئة.
تصعيد ميداني مستمر
كشف مصدر مصري مطلع أن الجيش الإسرائيلي واصل خروقاته منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025 وحتى 10 فبراير الجاري. وأوضح أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات توغل يومية في مناطق مثل دوار العودة وحي السلام، كما قامت بهدم أربعة منازل في حي البراهمة، رغم أنها تقع خارج المنطقة العازلة.
وأشار المصدر إلى تقدم الآليات الإسرائيلية من محور نتساريم باتجاه جنوب القطاع، مع استهداف المواطنين بإطلاق نار عشوائي. كما شهدت الأجواء تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع، حيث تم تسجيل أكثر من 100 خرق جوي خلال هذه الفترة.
معاناة مستمرة للصيادين والمعتقلين
في خضم هذه التطورات، فرضت القوات الإسرائيلية قيوداً مشددة على الصيادين، حيث منعتهم من دخول البحر وأطلقت النار عليهم. كما تأخرت عملية انسحاب القوات من شارع صلاح الدين، في خرق واضح للتفاهمات.
أما على صعيد الأسرى، فقد تأجل الإفراج عن الدفعة الثالثة، مع ورود تقارير عن تعرض بعض المفرج عنهم للضرب خلال العملية. ووفقاً للإحصاءات، فقد أسفرت الخروقات الميدانية حتى 11 فبراير عن سقوط 22 قتيلاً و59 جريحاً.
عرقلة جهود الإغاثة وإعادة الإعمار
فيما يخص المساعدات الإنسانية، عرقلت إسرائيل دخول المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام، حيث سمحت بدخول أربع فقط، كما منعت وصول مواد البناء الضرورية لترميم المستشفيات ومراكز الدفاع المدني، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
بطء في المفاوضات رغم التحركات الدبلوماسية
ورغم هذه التحديات، أكدت مصادر مصرية أن جهود الوساطة، التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، تمكنت من تحقيق بعض التقدم في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. ومن المقرر أن تُنفَّذ المرحلة السادسة من تبادل الأسرى يوم السبت وفق التفاهمات السابقة.
في المقابل، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صحة الأنباء التي تتحدث عن وجود تفاهمات جديدة مع حركة حماس، واصفاً إياها بأنها “أخبار زائفة”.