تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في خروقاتها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث شهد اليوم الأربعون من الهدنة تصعيدًا في العنف.
فقد أطلقت الآليات الإسرائيلية النار صباح اليوم الجمعة، في شرقي بلدة عبسان الكبيرة قرب خان يونس، مما أسفر عن إصابة طفلة برصاص الاحتلال في مدينة رفح الجنوبية، وفقًا لما أفادت به وكالة “معا” الفلسطينية.
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن وصول 17 شهيدًا و19 مصابًا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ 48 ساعة الماضية، مما يرفع إجمالي حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 48,365 شهيدًا و111,780 مصابًا.
تنتهي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار يوم الأحد، وسط جهود دولية تهدف إلى تمديد هذه المرحلة أو التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية.
في السياق ذاته، تواصل قوات الاحتلال تشديد إجراءاتها على الحواجز العسكرية في محيط مدينة نابلس.
فقد ذكرت مصادر محلية أن الحواجز المنتشرة في المنطقة شهدت زيادة في التشديد، مع حملات تفتيش دقيقة للمركبات وهويات المواطنين.
كما تم إغلاق حاجز صرة غرب نابلس، مما أدى إلى منع الدخول والخروج من خلاله منذ صباح اليوم، بينما تم نصب حاجزين آخرين على طريق الباذان – نابلس وطريق الـ17 شمال المدينة، مما زاد من القيود المفروضة على الحركة.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال قامت بنصب حوالي 10 حواجز في محيط نابلس، بالإضافة إلى أكثر من 38 بوابة حديدية، وأغلقت نحو 47 منطقة بالسواتر الترابية.
وفي تطور آخر، أكد مسؤول إسرائيلي أن استمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة “حماس” مرتبط بإطلاق سراح الرهائن الأحياء.
ونقلت “القناة 12” العبرية عن المسؤول قوله: “نحن مستعدون لمواصلة وقف إطلاق النار، ولكن فقط مقابل إجراء مفاوضات سريعة وواضحة تتعلق بإطلاق سراح الرهائن خلال الأيام المقبلة”.
وأوضح أن عدم تحقيق هذا الشرط سيؤدي إلى وقف تدفق المساعدات إلى قطاع غزة.
كما حذر المسؤول من أنه “لا يوجد وقف إطلاق نار مجاني؛ سيتم منحه فقط مقابل تحقيق مكاسب إضافية”.
وأشار إلى أن “حماس تدرك تمامًا هوية المدنيين من الرهائن”، وأن تصويرهم كجنود هو أمر غير منطقي.
كما اعترف مسؤول إسرائيلي آخر بأن البلاد “ليست ملتزمة بإطار الاتفاق دون وجود تفاهمات واضحة بشأن مستقبل غزة، وتفكيك حماس، وإبعادها عن السلطة”. وأكد أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بالكامل في هذا الصدد.
تتزايد التحديات في المنطقة، مما يثير قلقًا دوليًا حول مستقبل الهدنة والجهود المبذولة لتحقيق السلام الدائم.