في مشهد غير مألوف جمع بين الرياضة والسياسة، خطف درع كأس العالم للأندية الأضواء خلال اللقاء الرسمي الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، داخل البيت الأبيض، يوم الثلاثاء ، اللقاء الذي كان من المفترض أن يركز على ملفات سياسية معقّدة مثل الأوضاع في غزة وإيران، تفاجأ المتابعون بأن إحدى الصور الرسمية للحدث تُظهر بوضوح كأس العالم للأندية في خلفية المشهد، بجوار ترامب وهو يحيي نتنياهو.
الصورة التي التُقطت خلال التحية الرسمية، تم تداولها بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحول من مجرد صورة بروتوكولية إلى لقطة مثيرة للفضول والسخرية وحتى التحليل.
إعلان ترامب المرتقب: حضور نهائي كأس العالم
وفي تطور مثير، أعلن ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء عُقد في اليوم نفسه، أنه سيحضر نهائي كأس العالم للأندية 2025، والمقرر إقامته يوم الأحد المقبل على ملعب “ميتلايف” بولاية نيوجيرسي الأميركية.
هذا الإعلان أكّد أن حضور الكأس في الصورة لم يكن مصادفة تمامًا، بل مرتبط بشكل مباشر بحرص الإدارة الأميركية على تسليط الضوء على البطولة، خاصة بعد استضافة الولايات المتحدة للنسخة الحالية من مونديال الأندية لأول مرة.
خلف الكواليس: اجتماع سياسي في توقيت حساس
بعيدًا عن الكأس، كان الاجتماع بين ترامب ونتنياهو يحمل أهمية سياسية كبيرة، حيث استمر لمدة ساعة ونصف تقريبًا، وتناول تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية في غزة، بالإضافة إلى التهديدات الإقليمية المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة، أن هناك تباينًا في وجهات النظر بين الطرفين حول بعض الملفات، خصوصًا ما يتعلق بالحل النهائي في غزة، والدور الإيراني في المنطقة، وهو ما جعل اللقاء غير سهل على مستوى المفاوضات.
كأس ذهبي في قلب البيت الأبيض: لقطة غير معتادة
الصورة التي أظهرت درع البطولة في الخلفية دفعت الكثيرين للتساؤل:
هل كان وجود الكأس بروتوكوليًا أم رسالة رمزية؟
هل أراد ترامب صرف الأنظار عن التوترات السياسية؟
أم أن هناك حملة ترويجية ضخمة تريد الربط بين البطولة والإدارة الأميركية؟
الدرع، بلونه الذهبي وشكله اللافت، خطف الاهتمام من كل شيء آخر في الصورة، بل إن بعض النشطاء وصفوه بـ”البطل الحقيقي” لهذا الاجتماع.
تفاعل الجمهور: بين السخرية والتحليل
على منصات التواصل، انقسمت الآراء كالعادة:
فريق سخر من الدمج بين الرياضة والسياسة، وعلّقوا بأن “الرياضة أصبحت ديكورًا في الاجتماعات الدولية”.
فريق آخر رأى في اللقطة محاولة أميركية لتجميل صورة السياسة الخارجية، خاصة في ظل الانتقادات الموجهة لإدارة ترامب.
بينما ركز آخرون على البطولة نفسها، وتفاعلوا مع إعلان ترامب حضوره النهائي، وتوقعوا أن تشهد المباراة تغطية إعلامية ضخمة.
مونديال الأندية في أميركا: حدث غير مسبوق
بطولة كأس العالم للأندية 2025 تُقام لأول مرة على الأراضي الأميركية، وهو ما يمثل نقلة كبيرة في الترويج لكرة القدم في الولايات المتحدة، قبل استضافة كأس العالم 2026 بالشراكة مع كندا والمكسيك.
واختارت الفيفا ملعب “ميتلايف” في نيوجيرسي لاستضافة النهائي، وهو نفس الملعب الذي سيستضيف نهائي كأس العالم 2026، ما يُعد اختبارًا مبكرًا لقدرات التنظيم والاستقبال.
ترامب والرياضة: علاقة قديمة وجزء من حملته؟
من المعروف أن ترامب يحاول دومًا استغلال الأحداث الرياضية الكبرى للتقرب من الشارع الأميركي، خاصة في حملاته الانتخابية.
وإعلانه حضور نهائي مونديال الأندية قد يكون جزءًا من حملة تسويق سياسي، خاصة أنه أعلن في وقت سابق نيته الترشح مجددًا للرئاسة.
ماذا عن نتنياهو؟ تركيزه كان مختلفًا
في المقابل، لم يظهر أي تفاعل من نتنياهو تجاه الكأس خلال اللقاء، بل بدا تركيزه منصبًا بالكامل على الملفات الأمنية والسياسية.
صحف إسرائيلية علّقت على “الكأس الذهبية” بأنها تفصيلة لم يكن لها معنى في السياق الإسرائيلي، خاصة أن إسرائيل لا تشارك في البطولة، ولا توجد أندية قريبة من النهائي.
بطولة تخطف المشهد من الملفات الساخنة
في النهاية، لا شك أن صورة ترامب بجوار كأس العالم للأندية أثارت زوبعة من ردود الفعل، ونجحت البطولة بالفعل في سرقة المشهد، حتى ولو بشكل رمزي، من نقاشات سياسية كانت الأهم على الأجندة.
سواء كان ذلك مقصودًا أم لا، فقد تحوّلت صورة سياسية رسمية إلى لقطة ترويجية مجانية للبطولة، وربما لم يزعج هذا الأمر ترامب، الذي لا يمانع أبدًا أن يُرى وهو يحمل أو يحيط بأي رمز للنجاح أو القوة أو الانتصار.
إلى أين تتجه البطولة؟
مع اقتراب موعد النهائي، تتجه أنظار العالم إلى نيوجيرسي، حيث ينتظر عشاق كرة القدم مواجهة نارية بين أندية القمة.
وتوقعت مصادر صحفية أن الحضور الجماهيري سيكون غير مسبوق، خاصة بعد أن تم الإعلان عن حضور ترامب، مما يزيد من الإثارة الإعلامية والسياسية حول الحدث.
النهاية: السياسة تفتح الباب للرياضة
ربما لن يتذكر الناس تفاصيل ما دار في لقاء ترامب ونتنياهو حول غزة وإيران، لكن الصورة التي ظهر فيها كأس العالم
للأندية وسط قاعة البيت الأبيض ستبقى واحدة من أغرب المشاهد التي جمعت بين السياسة والرياضة في عام 2025.