في استجابة سريعة تعكس اهتمام الدولة بالحفاظ على البنية التحتية وتطوير المنشآت الحيوية، بدأت شركة المقاولون العرب رسميًا تنفيذ أعمال إعادة تأهيل مبنى سنترال رمسيس، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي وجّه بسرعة التحرك لإعادة ترميم المبنى بعد الحوادث المتكررة التي شهدها مؤخرًا، وعلى رأسها حوادث الحريق المتجددة ،وشهد مبنى سنترال رمسيس، خلال الأشهر الماضية، عددًا من الحرائق المتكررة، التي أثارت حالة من القلق لدى العاملين وسكان المنطقة، خاصة أن المبنى يقع في قلب العاصمة القاهرة، ويُعد من المنشآت الحيوية التي تقدم خدمات الاتصالات لملايين المواطنين.
وعلى الرغم من السيطرة على الحريق الأخير دون وقوع خسائر بشرية، فإن الأضرار الهيكلية والخسائر المادية التي لحقت بالمبنى استدعت تدخلاً عاجلًا من الجهات المسؤولة لإعادة تقييم الحالة الإنشائية، ووقف أي مخاطر مستقبلية قد تؤثر على سلامة المبنى أو مستخدميه.
توجيهات حكومية عاجلة وخطة تنفيذية واضحة
بناءً على توجيهات رئيس الوزراء، تحركت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتنسيق مع وزارة الإسكان، وتم إسناد مهمة التأهيل إلى شركة المقاولون العرب، لما لها من سجل حافل في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى بسرعة وكفاءة وجودة.
وتشمل خطة إعادة التأهيل عددًا من المحاور، من بينها:
تقييم شامل للبنية الهيكلية للمبنى بالتعاون مع مراكز بحوث معتمدة.
إزالة الأجزاء التالفة والمتضررة من الحريق وإعادة بنائها وفق المعايير الحديثة.
تطوير أنظمة الأمان والحماية المدنية داخل السنترال، بما يشمل أنظمة الإطفاء والإنذار المبكر.
تحديث البنية التكنولوجية الداخلية للبنية التحتية الخاصة بالاتصالات وشبكات الربط.
مراعاة البعد البيئي في عمليات الترميم وإعادة التأهيل.
شركة المقاولون العرب.. ثقة في التنفيذ وسرعة في الاستجابة
جاء اختيار شركة “المقاولون العرب” لتولي تنفيذ المشروع لكونها إحدى أعرق شركات المقاولات في مصر والشرق الأوسط، حيث تمتلك خبرات واسعة في ترميم المنشآت الحيوية والمباني التاريخية، كما نفذت سابقًا العديد من المشروعات الطارئة تحت ضغط الوقت والظروف الاستثنائية، ونجحت في إنجازها بكفاءة.
وأكد مسؤول بالشركة أن الفرق الهندسية بدأت بالفعل العمل الميداني بالموقع، وتم الانتهاء من المعاينات المبدئية وتحديد نقاط الضعف، وجارٍ حاليًا البدء في أعمال الإزالة والتهيئة تمهيدًا لبدء عملية إعادة التأهيل الكاملة.
النيابة العامة تتابع.. وخط ساخن للإبلاغ
وفي إطار تحقيق الشفافية وسرعة الاستجابة لأي تطورات، كانت النيابة العامة قد فتحت تحقيقًا موسعًا في الحادث، وطلبت تقارير هندسية وفنية من الجهات المختصة. كما خصصت رقم واتساب رسميًا لتلقي أي بلاغات أو فيديوهات من المواطنين بشأن الحريق أو ملابساته، ما يعكس اهتمام الدولة بمشاركة المواطنين في مراقبة الأداء وضمان سلامة المنشآت العامة.
أهمية سنترال رمسيس.. قلب الاتصالات في العاصمة
يُعد سنترال رمسيس واحدًا من أهم المراكز الرئيسية للاتصالات في القاهرة، حيث يخدم مناطق حيوية ومؤسسات كبرى، فضلًا عن كونه مركزًا إداريًا وفنيًا للعديد من خدمات البنية التحتية الرقمية.
لذا فإن تأهيله لا يُعد فقط مشروعًا ترميميًا، بل خطوة استراتيجية للحفاظ على استقرار شبكات الاتصالات وخدمة الإنترنت والهواتف الأرضية والربط بين السنترالات الفرعية في العاصمة.
الجدول الزمني المتوقع.. إنجاز خلال أشهر محدودة
أفادت مصادر مطلعة أن عملية إعادة التأهيل ستُنفذ على مراحل محددة، مع إعطاء أولوية قصوى للسلامة الإنشائية أولًا، يليها التطوير التقني والتجميلي. ومن المتوقع أن يتم إنجاز المشروع بالكامل خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر إذا استمرت الأعمال بالمعدلات الحالية دون معوقات.
المجتمع المحلي يرحب.. والمواطنون يترقبون
شهدت المنطقة المحيطة بسنترال رمسيس ارتياحًا واضحًا بعد الإعلان عن بدء أعمال التأهيل، خاصة من قِبل أصحاب المحال التجارية والسكان، الذين عانوا سابقًا من الذعر والتوتر عقب كل حادث حريق.
وأكد بعض المواطنين أنهم يأملون أن يتضمن المشروع تجميل واجهة المبنى وتحسين المحيط العمراني، بما يتناسب مع طابع منطقة رمسيس الحيوية.
رسائل هامة من الدولة للمواطنين
هذا التحرك السريع من الحكومة يحمل أكثر من رسالة، أهمها:
أن الدولة لا تتهاون في الحفاظ على سلامة المواطنين والمنشآت العامة.
أن مشروعات التطوير ليست حكرًا على المناطق الجديدة فقط، بل تشمل إحياء وتجديد المرافق القديمة.
أن هناك رؤية واضحة لإعادة هيكلة البنية التحتية للاتصالات في مصر، لتتواكب مع خطط التحول الرقمي ومبادرات “مصر الرقمية”.
كما أن ما تردد الأيام الأخيرة عن تعمد الدولة إتلاف المبنى بغرض بيعه واستغلال في أمور استثمارية غير صحيح
إعادة تأهيل مبنى سنترال رمسيس ليس مجرد مشروع هندسي، بل هو دليل عملي على يقظة الحكومة واستجابتها السريعة للأزمات، وحرصها على تطوير الخدمات الحيوية التي تمس ملايين المواطنين يوميًا.ويظل المواطن هو الهدف الأهم في كل خطط الدولة، التي تؤكد دائمًا أن سلامة الإنسان أولًا، وتطوير المرافق العامة جزء لا يتجزأ من نهضة مصر الحديثة.