احتفل الاتحاد المصري لكرة القدم اليوم بعيد ميلاد أحد أبررموز الكرة المصرية، حسن شحاتة، المدير الفني التاريخي لمنتخب مصر، الذي أتم عامه الـ ٧٨، وسط إشادات واسعة من الأوساط الكروية والإعلامية والجماهيرية بما قدمه “المعلم” من إنجازات لا تُنسى، جعلته واحدًا من أعظم المدربين في تاريخ الكرة الإفريقية والعربية.
وتداولت صور على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الإثنين لاحتفال اللجنة الفنية بالاتحاد المصري بـ حسن شحاتة، تقديرًا لمشواره المميز كلاعب ومدرب، مؤكدًا أن ما حققه “المعلم” مع منتخب مصر سيظل محفورًا في الذاكرة، وسيبقى مصدر فخر لكل الأجيال القادمة.
ويُعد حسن شحاتة رمزًا كرويًا استثنائيًا، نجح في كتابة اسمه بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم المصرية، ليس فقط بسبب موهبته كلاعب وسط هجومي مميز، ولكن أيضًا لما حققه كمدرب من إنجازات غير مسبوقة على المستوى القاري. فقد قاد منتخب مصر لتحقيق ثلاث بطولات متتالية لكأس الأمم الإفريقية أعوام 2006 و2008 و2010، في إنجاز لم يسبق لأي مدرب في القارة السمراء تحقيقه حتى اليوم.
بدأ حسن شحاتة مسيرته كلاعب في نادي الزمالك في الستينيات، حيث تألق بموهبته اللافتة، وتميز بمهاراته العالية ورؤيته الثاقبة في الملعب، ما أهّله للعب في صفوف المنتخب المصري، وكذلك خوض تجربة احترافية ناجحة في الدوري الكويتي. وبعد اعتزاله، انتقل إلى مجال التدريب، حيث عمل في عدة أندية قبل أن يتولى قيادة منتخب مصر للشباب، ثم المنتخب الأول عام 2004، ليبدأ فصلًا جديدًا من النجاح.
وخلال قيادته للمنتخب الوطني، صنع شحاتة جيلاً ذهبيًا من اللاعبين الذين شكلوا العمود الفقري للفريق لعدة سنوات، مثل محمد أبو تريكة، عمرو زكي، محمد زيدان، أحمد حسن، وائل جمعة، عصام الحضري، وغيرهم. وتمكن من ترسيخ أسلوب لعب جماعي منظم ومتوازن، يجمع بين المهارة والانضباط، وهو ما ساعد الفراعنة في فرض سيطرتهم على الكرة الإفريقية خلال فترة توليه.
ولم تكن إنجازات حسن شحاتة محصورة في البطولات فقط، بل تجاوزت ذلك إلى التأثير الفني والمعنوي، حيث كان يتمتع بشخصية قوية وكاريزما قيادية جعلته محبوبًا من اللاعبين والجماهير على حد سواء. كما أظهر قدرة فريدة على التعامل مع الضغوط وإدارة المباريات الحاسمة، وهي صفات جعلته نموذجًا يُحتذى به في عالم التدريب.
ورغم أن المنتخب لم ينجح في التأهل إلى كأس العالم تحت قيادته، إلا أن الإنجازات القارية التي حققها كانت كافية لتضعه في مصاف أعظم المدربين في تاريخ القارة، بل وجرى تصنيفه من قبل “الاتحاد الإفريقي لكرة القدم – كاف” كأحد أفضل المدربين في تاريخ القارة الإفريقية.
وتزامنًا مع هذه المناسبة، حرص عدد كبير من نجوم الكرة السابقين ومحللين رياضيين على تهنئة “المعلم” عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن شحاتة لم يكن مجرد مدرب ناجح، بل أسطورة كروية تركت إرثًا فنيًا وثقافيًا عظيمًا.
ويأمل جمهور الكرة المصرية أن يُكرّم حسن شحاتة بالشكل الذي يليق بمكانته الكبيرة، سواء عبر تنظيم مباراة تكريمية تجمع نجوم الجيل الذهبي، أو منحه دورًا استشاريًا في الاتحاد، لتستفيد الأجيال الجديدة من خبراته الطويلة في الملاعب والإدارة الفنية.
في ذكرى ميلاده الـ ٧٨، يُجدد المصريون فخرهم بـ”المعلم”، ذلك الاسم الذي سيظل محفورًا في ذاكرة كل من عشق كرة القدم وتابع بفخر رحلة منتخب مصر الذهبية بقيادته.