هبط الدولار الأمريكي بشكل طفيف في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، بعد موجة صعود قوية استمرت منذ إعلان الاتفاق التجاري التاريخي بين الولايات المتحدة والصين بشأن خفض الرسوم الجمركية.
هذا الاتفاق، الذي أُبرم في محادثات جرت في جنيف نهاية الأسبوع الماضي، أحدث هزة في الأسواق العالمية، مؤثرًا على الأصول عالية المخاطر ومثيرًا تساؤلات حول ما إذا كان هذا التراجع توقفًا مؤقتًا أم بداية عودة الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.
تفاصيل الاتفاق التجاري
تضمن الاتفاق الأمريكي-الصيني خفض الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 30% خلال فترة مفاوضات مدتها 90 يومًا، بينما تعهدت الصين بخفض رسومها الجمركية إلى 10%.
هذا التطور أثر على الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ، حيث قفز مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 1.17% يوم الإثنين، متجاوزًا مستوى 101.5 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ 9 أبريل 2025. ومع ذلك، انخفض المؤشر اليوم بنسبة 0.15% إلى 100.87 نقطة.
أداء العملات الرئيسية
الدولار مقابل الفرنك السويسري: انخفض بنسبة 0.25% إلى 0.8429 فرنك، متراجعًا عن مكاسب سابقة بلغت 1.6%.
الجنيه الإسترليني: ارتفع بنسبة 0.16% إلى 1.3199 دولار.
اليوان الصيني: وصل إلى أعلى مستوى في ستة أشهر عند 7.1855 مقابل الدولار.
الدولار الأسترالي والنيوزيلندي: ارتفعا بنسبة 0.64% إلى 0.6412 دولار و0.55% إلى 0.5889 دولار على التوالي.
الين الياباني: زاد بنسبة 0.48% إلى 147.76 للدولار بعد انخفاضه بنسبة 2.5% يوم الإثنين.
اليورو: ارتفع بنسبة 0.25% إلى 1.1114 دولار بعد انخفاضه بنسبة 1.4% في اليوم السابق.
تأثيرات الاتفاق وتوقعات السوق
أثار الاتفاق التجاري تفاؤلًا حذرًا في الأسواق، لكنه لم يبدد المخاوف من التضخم المحتمل الناتج عن سياسات الرسوم الجمركية التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب. وأشارت أدريانا كوغلر، محافظة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن هذه السياسات قد تعزز التضخم وتؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي، حتى مع خفض الرسوم الأخير. وأضافت في بيان أصدرته في دبلن: “التعريفات الجمركية قد تستمر في إحداث تأثيرات اقتصادية كبيرة، حتى لو ظلت قريبة من المستويات الحالية.”
توقعات أسعار الفائدة
يتطلع المستثمرون إلى بيانات مؤشر أسعار المنتجين المقرر صدورها غدًا الخميس، والتي قد توفر مؤشرات حول اتجاه أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.2% في أبريل، وهو أقل من التوقعات التي بلغت 0.3%، مما يعزز استقرار الدولار مؤقتًا. ومع ذلك، تتوقع الأسواق، وفقًا لـ”فيدر ماركت ووتش”، أن يبدأ البنك الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة بمقدار 55 نقطة أساس بدءًا من سبتمبر 2025.
الذهب كملاذ آمن
يُنظر إلى الذهب تقليديًا كوسيلة تحوط ضد التضخم، حيث يزداد الطلب عليه عند انخفاض أسعار الفائدة. ومع استمرار التقلبات في قيمة الدولار، قد يلجأ المستثمرون إلى الذهب لتقليل المخاطر المرتبطة بالتضخم المتوقع.