أعلنت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية أن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، هدد باستخدام قواته الأسلحة النووية “دون تردد” إذا تعرضت بلاده لهجوم من كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن كيم تحذيره من أنّه “إذا حاول العدو (..) استخدام قوات مسلحة للتعدّي على سيادة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية (…) فإن جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية ستستخدم دون تردّد كلّ قوة هجومية تمتلكها، بما في ذلك الأسلحة النووية”، مستخدما الاسم الرسمي لبلاد.
وأشارت الوكالة إلى أن تصريح كيم، جاء خلال تفقّده قاعدة تدريب عسكرية للقوات الخاصة غرب بيونغ يانغ.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، هدد خلال عرض عسكري لبلاده في وقت سابق من هذا الأسبوع “بإنهاء النظام الكوري الشمالي” إذا استخدمت بيونغ يانغ الأسلحة النووية.
وقال يون “إذا حاولت كوريا الشمالية استخدام أسلحة نووية فهي ستواجه ردا حاسما وساحقا من جيشنا ومن التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا”.
ويتمركز عشرات آلاف من العسكريين الأميركيين في كوريا الجنوبية. ولا تمتلك سول أسلحة نووية خاصة بها، لكنها تتمتع بحماية المظلة النووية الأميركية.
ووصلت العلاقات بين الكوريتين الشمالية والجنوبية إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، وأعلنت بيونغ يانغ مؤخرا نشر 250 قاذفة صواريخ بالستية على حدودها الجنوبية.
يأتي ذلك في الوقت الذي زعمت صحيفة “ديلى ميل” البريطانية أن كوريا الشمالية ساعدت حزب الله فى بناء أنفاق تمتد لأكثر لعشرات الكيلومترات في جميع أنحاء جنوب لبنان.
وتكرر مزاعم الصحيفة البريطانية ما نشره مركز أبحاث “ألما” الإسرائيلي في 2021 بأن حزب الله بنى شبكة أنفاق أكبر بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين.
وفي الأسبوع الماضي، كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه حتى قبل أن تعبر القوات الحدود إلى لبنان في الأول من أكتوبر ، كانت القوات الخاصة الإسرائيلية قد نفذت عشرات العمليات في جنوب البلاد لتدمير أنفاق حزب الله.
وفي مؤتمر صحفي عقد الثلاثاء الماضى، أفاد الأميرال البحري دانييل هاجاري أن القوات الإسرائيلية اكتشفت بعد مداهمة مجمع لحزب الله خريطة كان من المقرر أن تستخدم للهجوم على شمال إسرائيل المسمى بعملية غزو الجليل.
وقال هاجاري وهو يمسك بالخريطة أمام الكاميرا: “كما ترون، تحتوي الخريطة على أسطورة تشير إلى المستوطنات الإسرائيلية. مواقع جيش الاحتلال، والطرق المؤدية إليها، وأهداف الهجوم التي خطط حزب الله لغزوها.”
ويعتقد بحسب مزاعم التقرير أن حزب الله بدأ في حفر أنفاقه بعد حرب لبنان الثانية في عام 2006 بالتنسيق الوثيق بين إيران وكوريا الشمالية التي طورت أنفاق معقدة مع الجارة الجنوبية في أعقاب الحرب الكورية.
ونشر موقع “نيوز ري” الروسي، تقريرا تساءل فيه عما إذا كانت الأحداث الحالية في الشرق الأوسط تشير إلى احتمال تحقق توقعات مؤسس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، الراحل فلاديمير جيرينوفسكي، بنشوب حرب عالمية ثالثة من الشرق الأوسط.
وذكر نقل التقرير أن جيرينوفسكي (الذي توفي في 2022) قال في برنامج تلفزيوني عام 2019 إنه “بحلول عام 2024، ستشهد منطقة الشرق الأوسط أحداثا تجعلها محط أنظار الجميع، وسينسى الجميع أمر أوكرانيا.. الأمور تتجه نحو حرب عالمية ثالثة.. وإيران ليست فيتنام، ولا كوريا الشمالية، ولا كوسوفو.. هناك ستجري أسوأ الأحداث على الإطلاق”.
واعتبر التقرير أن هناك الآن مؤشرات على احتمال تحقق توقعات جيرينوفسكي، مع تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في قطاع غزة منذ عام، والتصعيد بين إسرائيل و”حزب الله”، وإيران وإسرائيل.
ونقل الموقع عن النائب في مجلس الدوما (البرلمان الروسي) فلاديمير سيبياغين، أن جيرينوفسكي لم يكن مجرد متنبئ، بل كان محللا استراتيجيا بارعا، وكان يضع بشكل مبهر سيناريوهات مختلفة محتملة لتطور الأحداث.
وأضاف سيبياغين: “كانت هذه السمة واضحة بشكل خاص على الصعيد الدولي. فقد فهم أن الوضع قابل للتغيير، وأن عمليات التحوّل العميقة تؤدي إلى عواقب متناقضة تهز أسس النظام العالمي.
كما بدت كلماته عن الشرق الأوسط دقيقة. ونلاحظ اليوم انهيار التوازنات السياسية الدولية تماما كما توقع جيرينوفسكي. فلم يعد أحد يهتم بما يحدث في أوكرانيا”.
وذكر الموقع أن التوتر في الشرق الأوسط تصاعد في سبتمبر الماضي، حين شنت إسرائيل هجمات واسعة على جماعة “حزب الله” في لبنان، من خلال اختراق وتفجير أجهزة البيجر وأجهزة اتصال أخرى، مما أسفر عن إصابة آلاف الأشخاص، كما هاجمت الطائرات الإسرائيلية في 27 سبتمبر المقر المركزي لـ”حزب الله” في بيروت، واغتالت زعيم الحزب حسن نصر الله.
وأشار الموقع إلى أنه في الوقت الذي أدانت فيه روسيا الهجمات على لبنان، محذرة على لسان ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مخاطر نشوب حرب كبيرة في المنطقة.
وأعلنت واشنطن دعمها للضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان، وعبرت عن ضرورة تدمير البنية التحتية لـ”حزب الله” التي يمكن استخدامها لشن هجمات على شمال إسرائيل. كما أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن، عقب الضربة الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، الجيشَ الأمريكي بتقديم الدعم للجيش الإسرائيلي.
ونقل الموقع عن المحاضر الأول في معهد الدراسات الشرقية التابع للجامعة العليا للاقتصاد، أندريه زيلتين، عدم استبعاده أن تشارك دول غربية أخرى بشكل غير مباشر في المواجهة بين إسرائيل و”حزب الله”.
ويقول زيلتين إن “هذا الصراع محلي، وقد تشارك فيه أطراف دولية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”.
وأكد أن “إسرائيل تعتزم مواصلة الحرب ضد حزب الله وغيره من أعدائها في المنطقة حتى النهاية”، مرجحا أن “الحكومة الإسرائيلية لا تدرك تداعيات هذه العملية”.
من جهته، اعتبر الزعيم الحالي للحزب الليبرالي الديمقراطي ليونيد سلوتسكي، بأن تنبؤات جيرينوفسكي بشأن الحرب التي ستندلع في الشرق الأوسط “تحققت وأصبحت واضحة للعيان”.
وشدد على أن “تصرفات إسرائيل تؤدي إلى تصاعد العنف في المنطقة، مما يزيد من خطر نشوب حرب كبرى. والشارع العربي يكاد ينفجر، وتل أبيب مدعومة من واشنطن، لكن يتعين على المجتمع الدولي أن يوقف تفاقم الصراع، وإلا فإنه قد يمتد خارج حدود الشرق الأوسط”.