في تطور جديد داخل أروقة نادي الزمالك، علّق طارق يحيى، نجم القلعة البيضاء السابق، على قرار رحيل أحمد حسام “ميدو” عن منصبه داخل النادي، مؤكدًا أن الأمر كان متوقعًا ومنطقيًا في ظل الخلافات الواضحة بينه وبين جون إدوارد، المدير الرياضي الجديد.
وقال طارق يحيى، خلال ظهوره في برنامج “بلس 90” على قناة النهار الفضائية: “رحيل ميدو أمر منطقي للغاية، وكان يجب أن يحدث منذ لحظة تعيين مدير رياضي جديد. من الطبيعي أن تحدث خلافات في وجهات النظر، ولكن عندما تصل الأمور إلى طريق مسدود، يصبح من الأفضل الانفصال بشكل ودي.”
تضارب في وجهات النظر
وكشف طارق يحيى أن هناك تضاربًا كبيرًا حدث خلال الفترة الماضية بين لجنة التخطيط بالنادي والمدير الرياضي جون إدوارد من جهة، وأحمد حسام ميدو من جهة أخرى، لا سيما فيما يتعلق بملف الصفقات الجديدة.
وأوضح يحيى: “علمت من مصادر داخل النادي أن ميدو كان قد حدد مجموعة من اللاعبين لتدعيم الفريق في الموسم الجديد، لكن الغريب أن المدير الرياضي رفض معظم هذه الأسماء، ولم يقتنع سوى بلاعب واحد فقط من قائمة ميدو، وهو الوحيد الذي لا يزال التفاوض قائمًا بشأنه حتى الآن.”
وتابع: “من وجهة نظري، لا يصح أن يكون هناك مسؤول عن ملف الكرة ويتم تجاهل قراراته بهذا الشكل، فالعمل الجماعي يتطلب التناغم والتفاهم، لا الصدام والتهميش.”
إقالة أم استقالة؟
ولم يوضح النادي حتى الآن بشكل رسمي ما إذا كان رحيل ميدو جاء بإقالة مباشرة أو بطلب من الأخير بسبب الخلافات الداخلية. إلا أن مصادر قريبة من مجلس الإدارة رجّحت أن ميدو فضّل الرحيل بعدما شعر بعدم وجود صلاحيات حقيقية له، وغياب الدعم الكافي من الإدارة في الملفات التي كان يعمل عليها.
وكان أحمد حسام ميدو قد تولى منصب المستشار الفني والمتحدث الرسمي لنادي الزمالك قبل عدة أشهر، وبدأ على الفور في الإشراف على عدد من الملفات الفنية، من بينها تقييم اللاعبين، والترشيحات الجديدة، ووضع تصور للموسم الجديد، بالتعاون مع المدير الفني واللجنة الفنية.
التغيير الفني مستمر
يُذكر أن نادي الزمالك يشهد منذ فترة تغييرات إدارية وفنية متسارعة، في محاولة لإعادة ترتيب الأوراق بعد موسم مخيب للآمال على كافة المستويات. فبعد أن تم تعيين جون إدوارد مديرًا رياضيًا، تبعه تعيين لجنة فنية جديدة، بجانب التحضير للتعاقد مع مدرب أجنبي جديد لقيادة الفريق في الموسم القادم.
ويرى البعض أن تعيين مدير رياضي أجنبي يحمل رؤية مختلفة قد يصطدم بطبيعة عمل الأجهزة الفنية والإدارية المعتادة في الأندية المصرية، خاصة إذا لم تكن هناك خطوط واضحة تحدد اختصاصات كل طرف.
طارق يحيى ينتقد غياب التناغم
وانتقد طارق يحيى طريقة إدارة الأمور داخل النادي حاليًا، قائلًا: “لا بد من وجود تناغم بين جميع الأطراف، بداية من اللجنة الفنية، والمدير الرياضي، وحتى الجهاز الفني للفريق الأول. لا يمكن أن يعمل كل طرف بمنأى عن الآخر. الزمالك نادٍ كبير ويستحق إدارة احترافية واضحة المعالم.”
وأضاف: “تعيين ميدو في البداية كان هدفه الاستفادة من خبراته الكبيرة، ولكن طالما لم يتم تمكينه بشكل فعلي في الملفات التي تسند إليه، فلا فائدة من وجوده. وأظن أن قرار رحيله، وإن كان مؤسفًا، إلا أنه الأفضل للجميع في هذه المرحلة.”
ردود فعل جماهيرية
وقد أثار خبر رحيل ميدو ردود فعل واسعة بين جماهير نادي الزمالك على مواقع التواصل الاجتماعي. فبينما أبدى البعض تعاطفهم مع ميدو، معتبرين أنه لم يُمنح الفرصة الكاملة، رأى آخرون أن رحيله كان ضروريًا في ظل الفوضى الإدارية التي يشهدها النادي، وأن الأولوية حاليًا هي توحيد الرؤية من أجل بناء فريق قوي يستطيع المنافسة على البطولات في الموسم الجديد.
ما القادم للزمالك؟
تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير العديد من الملفات داخل نادي الزمالك، وعلى رأسها حسم الصفقات الجديدة، وتعيين المدرب الجديد، بالإضافة إلى إعادة ترتيب الجهاز الفني والإداري بالكامل.
وفي ظل هذه المتغيرات، يأمل جمهور الزمالك أن تنجح الإدارة الحالية، بقيادة حسين لبيب، في تجاوز الصراعات الداخلية، ووضع خطة واضحة تعيد الفريق إلى سابق عهده، بعيدًا عن التغييرات المستمرة والصراعات غير المفهومة.