في مساء الجمعة، 16 مايو 2025، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية جديدة تحت اسم “عربات جدعون” في قطاع غزة. الاسم مستمد من رمزية توراتية استخدمتها العصابات الصهيونية خلال النكبة عام 1948، مما يثير مخاوف من تكرار سيناريوهات التطهير العرقي. وفقًا لبيان الجيش، تهدف العملية إلى “السيطرة على مناطق داخل القطاع، تحرير المختطفين، وهزيمة حركة حماس” من خلال ضربات واسعة النطاق ونقل قوات برية.
التهجير القسري:
الهدف الأساسي هو نقل حوالي 2.2 مليون نسمة من سكان القطاع إلى منطقة مساحتها 45 كيلومترًا مربعًا جنوب محور موراج في رفح، مما يعني أن كل كيلومتر مربع سيستضيف حوالي 49 ألف شخص.
تُظهر صور الأقمار الصناعية إنشاء مستودعات جنوب القطاع بعد تدمير منطقة رفح وتهجير سكانها، مما يشير إلى التحضير لهذا التركيز السكاني.
إعادة احتلال القطاع:
بعد التهجير، تخطط إسرائيل لاحتلال القطاع بالكامل وإقامة مستوطنات جديدة، مع تدمير البنية التحتية للمقاومة.
الخطة تشمل تقسيم القطاع عبر مناطق عازلة وممرات مثل ممر نتساريم لعزل المقاومة عن السكان.
التغطية الإنسانية الزائفة:
تُسوَّق الخطة تحت غطاء تقديم مساعدات إنسانية عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، وهي مؤسسة مدعومة أمريكيًا ستدير 4 مراكز مساعدات في المنطقة المحددة.
الهدف الحقيقي، وفقًا للتقارير، هو خلق ظروف معيشية غير إنسانية تدفع السكان إلى “الهجرة الطوعية”، مع تقارير عن مفاوضات سرية لنقل فلسطينيين إلى ليبيا مقابل حوافز مالية.
ردود الفعل
الأمم المتحدة: اتهمت إسرائيل بفرض ظروف غير إنسانية على المدنيين عمدًا، مطالبة بوقف التهجير القسري.
منظمات حقوقية: وصفت هيومن رايتس ووتش الخطة بأنها “خطر جسيم” على 1.5 مليون فلسطيني، معتبرة أنها توسع لجرائم الحرب.
حماس والجهاد الإسلامي: أكدتا أن الخطة تهدف إلى إبادة جماعية وخلق منطقة عازلة بالقوة، معلنتين استعدادهما للمقاومة.
معارضة إسرائيلية داخلية: عائلات المختطفين و60-70% من الإسرائيليين يعارضون العملية، خشية تعريض المحتجزين للخطر، ويفضلون التفاوض.
عملية “عربات جدعون” تمثل تصعيدًا خطيرًا يهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي في غزة عبر التهجير القسري وتدمير البنية التحتية. التغطية الإنسانية عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” تُستخدم كستار لتبرير الخطة دوليًا، بينما تُظهر التصريحات الإسرائيلية، مثل تصريح بتسلئيل سموتريتش عن احتلال طويل الأمد، نية واضحة لتفريغ القطاع من سكانه.