رغم مرور أكثر من عام على رحيله عن برشلونة، لا يزال اسم ليونيل ميسي مرتبطًا بأروقة ملعب “كامب نو”، ليس فقط بصفته أحد أساطير النادي الكتالوني، بل لأن وداعه الرسمي لجماهير البلاوغرانا لم يأتِ بعد بالشكل اللائق. الصحافة الإسبانية عادت لتسلط الضوء على مستقبل النجم الأرجنتيني، وسط تقارير تتحدث عن رغبة ميسي في مباراة وداعية بملعبه التاريخي، وخيارات متعددة لما بعد مسيرته، تتراوح بين العودة إلى الجذور في الأرجنتين، وخوض تجربة إعارة مفاجئة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
كامب نو ينتظر لحظة الوداع
في تقرير خاص، كشفت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن ميسي لا يزال ينتظر إقامة مباراة تكريمية على أرض ملعب “كامب نو”، المكان الذي كتب فيه فصول مجده الكروي خلال أكثر من 20 عامًا. ورغم أن انتقاله المفاجئ إلى باريس سان جيرمان عام 2021، ثم لاحقًا إلى إنتر ميامي الأمريكي، قطع هذا التواصل الطبيعي بين النجم والجماهير، إلا أن الحب المتبادل لم يتغير.
الصحيفة أشارت إلى أن ميسي لم يخفِ يومًا تعلقه بمدينة برشلونة، التي يعتبرها وطنه الثاني، بل ويخطط للاستقرار فيها بشكل دائم بعد اعتزاله اللعب، ما يعزز من احتمالية تنظيم مباراة وداع رسمي بحضور جماهيري حاشد، على غرار ما جرى لأساطير آخرين في تاريخ كرة القدم.
نيولز أولد بويز.. العودة إلى البداية
أما الخيار الآخر المطروح أمام ميسي فهو العودة إلى “نيولز أولد بويز”، النادي الذي ترعرع فيه قبل انتقاله إلى أكاديمية برشلونة وهو في سن الثالثة عشرة. فكرة العودة إلى روزاريو، وخوض تجربة قصيرة في الدوري الأرجنتيني قبل الاعتزال، ظلت دائمًا حلماً يراود النجم الأرجنتيني.
العديد من التقارير الصحفية الأرجنتينية كانت قد ذكرت أن ميسي وعد والدته في صغره بأنه سينهي مسيرته في نيولز، ومع وصوله إلى عامه الـ38 العام المقبل، قد تكون الفرصة سانحة لتحقيق هذا الوعد. لا سيما أن زوجته أنتونيلا وعائلته يدعمون فكرة العودة إلى الوطن، ولو بشكل مؤقت.
لكن التحديات الأمنية والوضع السياسي في البلاد قد يشكلان عائقًا أمام هذا السيناريو. فالعودة إلى اللعب في الأرجنتين ليست قرارًا فنيًا فقط، بل تحتاج إلى تهيئة ظروف خاصة لنجم عالمي بحجم ميسي.
المونديال… الهدف الأكبر
وسط كل هذه الخيارات، يبقى هدف ليونيل ميسي الأساسي هو الوصول إلى كأس العالم 2026، المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ميسي، الذي توج بلقب المونديال أخيرًا في قطر 2022، يرى أنه ما يزال قادرًا على العطاء في أعلى المستويات، على الأقل حتى نهاية العام المقبل، وربما حتى صيف 2026.
صحيفة “ماركا” نقلت عن مصادر قريبة من النجم الأرجنتيني أن مشاركته في المونديال ليست مستحيلة، بل تعتبر تحديًا شخصيًا. ورغم أن عمره سيكون 39 عامًا عند انطلاق البطولة، إلا أن ميسي لا يزال يحافظ على لياقته البدنية ومهاراته الاستثنائية، وهو ما يلمسه جمهور إنتر ميامي في كل مباراة.
كما أن تواجده في الدوري الأمريكي MLS يمنحه هامشًا من المرونة في إدارة مجهوداته، وتجنب الإرهاق الناتج عن كثافة المباريات كما في أوروبا، مما يسمح له بإطالة عمره الكروي واستهداف المونديال بتركيز عالٍ.
إعارة مفاجئة إلى البريميرليج؟
وفي مفاجأة غير متوقعة، ظهرت تقارير إعلامية تتحدث عن احتمال انتقال ميسي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز “بريميرليغ” على سبيل الإعارة، خلال فترة توقف دوري MLS في الشتاء. هذه الفرضية، وإن بدت غريبة للوهلة الأولى، فإنها تستند إلى سابقة تمت مع زميله السابق ديفيد بيكهام، الذي لعب على سبيل الإعارة في ميلان أثناء فترات توقف الدوري الأمريكي.
الحديث يدور عن إمكانية انتقال ميسي إلى أحد الأندية الكبرى في إنجلترا، سواء مانشستر سيتي – الذي يدربه بيب غوارديولا رفيق الأمس – أو حتى آرسنال أو تشيلسي، لخوض تجربة قصيرة قد تمتد لعدة أشهر. مثل هذه الخطوة قد تحقق عدة أهداف: فنيًا، ستعيد ميسي إلى قمة المنافسة الأوروبية ولو لفترة قصيرة، وتسويقيًا، ستجذب الأنظار وتُنعش العوائد المالية للنادي الذي سينال شرف استضافته.
لكن في المقابل، تبقى هذه الفرضية معلقة بعوامل كثيرة، أبرزها موافقة إنتر ميامي، ورغبة ميسي الشخصية في المغامرة مجددًا خارج محيطه المريح في الدوري الأمريكي.
صيف القرارات الكبرى
صيف 2025 يبدو حاسمًا في مسيرة ميسي. مع تقدمه في العمر واقتراب نهاية مسيرته، ستكون قراراته القادمة حاسمة ومليئة بالمشاعر والتفاصيل الرمزية. هل يعود إلى كامب نو لوداع جماهير برشلونة التي عشقته؟ أم يحقق حلم العودة إلى نادي الطفولة في الأرجنتين؟ أم يفاجئ الجميع بخوض تجربة سريعة في البريميرليغ؟
وبين كل هذه السيناريوهات، يبقى حلم ميسي الأكبر هو الحفاظ على جاهزيته البدنية والذهنية، من أجل المشاركة في كأس العالم 2026، وإضافة فصل جديد إلى مسيرته الذهبية، ربما يكون الأخير.
الجمهور ينتظر الكلمة الأخيرة
لا تزال الكلمة الأخيرة في يد ميسي، الذي تعود على مفاجأة العالم في كل مرحلة من مسيرته. ومع كثافة التكهنات والاحتمالات، فإن جمهوره – سواء في برشلونة، أو روزاريو، أو ميامي، أو حتى في إنجلترا – ينتظر بفارغ الصبر قرارًا سيصنع الحدث ويكتب آخر سطور الأسطورة.