تشكل المقاومة الفلسطينية حجر الزاوية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث شهدت تطورًا ملحوظًا على مدى العقود الماضية في أساليبها وتقنياتها.
وتتسم هذه المقاومة بالإبداع والمرونة، حيث تلجأ إلى استغلال مواردها المحدودة لمواجهة التحديات الكبيرة التي تفرضها القوة العسكرية والتكنولوجية الإسرائيلية.
تعد الكمائن والعمليات المباشرة من أبرز أساليب المقاومة. حيث تستهدف هذه العمليات نقاط ضعف القوات الإسرائيلية في مناطق مثل غزة والضفة الغربية.
تُنفذ الكمائن من خلال هجمات مفاجئة على الدوريات العسكرية أو المواقع الثابتة باستخدام الأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة.
على سبيل المثال، قامت كتائب القسام بتنفيذ عمليات نوعية في عام 2025، استهدفت خلالها مركبات عسكرية باستخدام عبوات متطورة.
تستفيد المقاومة من معرفتها بالتضاريس المحلية، مما يُتيح لها تنفيذ هجمات سريعة والانسحاب قبل وصول التعزيزات، مما يُسبب خسائر مباشرة في الأرواح والمعدات الإسرائيلية.
تُشكل شبكات الأنفاق ركيزة استراتيجية أخرى للمقاومة، خاصة في غزة، حيث تُستخدم لأغراض هجومية ودفاعية. تُستخدم الأنفاق في التسلل إلى الأراضي المحتلة ونقل الأسلحة والإمدادات، وتوفير ملاجئ آمنة للمقاتلين.
رغم الضغوط الإسرائيلية لتدمير هذه الأنفاق، تمكنت المقاومة من تطوير أنفاق أكثر تعقيدًا، مزودة بأنظمة تهوية وإضاءة، مما يعكس إصرارها على الحفاظ على هذه البنية الأساسية.
في سياق التقنيات الحديثة، شهدت المقاومة الفلسطينية تقدمًا ملحوظًا في استخدام الطائرات المسيرة والأسلحة المعدلة محليًا. تُستخدم الطائرات المسيرة في تنفيذ مهام استطلاع وهجمات دقيقة ضد المواقع الإسرائيلية.
كما ابتكرت المقاومة أساليب جديدة لإطلاق قذائف مضادة للدروع، مما يُظهر قدرتها على التكيف مع التفوق التكنولوجي الإسرائيلي.
لا يمكن إغفال دور الحرب النفسية والإعلامية كأداة قوية للمقاومة. تُنتج فصائل المقاومة مقاطع فيديو احترافية تُظهر عمليات نوعية، مما يُعزز الروح المعنوية الفلسطينية ويُحرج الرواية الإسرائيلية. عمليات مثل “طوفان الأقصى” نجحت في زعزعة صورة الجيش الإسرائيلي كقوة “لا تُقهر”، مما أدى إلى أزمة داخلية في إسرائيل.
تظهر المقاومة أيضًا قدرة متزايدة على مواجهة الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، حيث نجحت في اكتشاف أجهزة تجسس متقدمة وتفكيكها. تعمل وحدات الأمن على رصد وإحباط محاولات التجسس، مما يُساهم في حماية سرية العمليات والقيادات.
ومع ذلك، تواجه المقاومة تحديات هائلة. يشمل ذلك التفوق التكنولوجي الإسرائيلي، الذي يعتمد على أنظمة متقدمة لتحديد الأهداف، بالإضافة إلى الحصار الذي يُعيق تطوير الأسلحة والموارد.
كما تُعاني المقاومة من خسائر بشرية كبيرة، حيث استشهد العديد من المقاومين في السنوات الأخيرة، مما يُعرقل تنظيم العمليات بشكل فعال.