حذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال جلسة في مجلس الشيوخ الأمريكي، من أن السلطة الانتقالية في سوريا تواجه خطر الانهيار خلال أسابيع، وليس أشهر، ما قد يدفع البلاد نحو حرب أهلية شاملة وانقسام فعلي للدولة.
وأشار روبيو إلى أن التحديات التي تواجه السلطة الانتقالية تشمل انعدام الثقة الداخلية العميقة، الناتجة عن سياسات نظام بشار الأسد السابق، إضافة إلى أزمة النزوح الخارجي التي تشمل ملايين السوريين.
وخلال حديثه، أوضح روبيو أن بعض شخصيات السلطة الانتقالية لم تجتز فحوصات الخلفية التي تجريها أجهزة مثل الإف بي آي، مشيرًا إلى “تاريخهم المعقّد”.
ومع ذلك، دعا إلى ضرورة الانخراط مع هذه السلطة، معتبرًا أن عدم التفاعل معها سيؤدي حتماً إلى فشلها. وقال: “إذا انخرطنا معهم، فقد تنجح العملية، وقد لا تنجح. لكن إذا لم ننخرط، فالنتيجة مؤكدة: لن تنجح على الإطلاق.”
تحديات السلطة الانتقالية
سلّط روبيو الضوء على التحديات الرئيسية التي تواجه السلطة الانتقالية. أولاً، انعدام الثقة بين مكونات المجتمع السوري، والذي يعزوه إلى سياسات الأسد المتعمدة في تقسيم المجتمع. وأوضح أن الأسد “ادّعى حماية العلويين والمسيحيين، وحرّضهم على الدروز وغيرهم”، مما أدى إلى جفاء عميق بين الفئات السورية.
ثانيًا، أشار إلى أزمة النزوح الكبيرة، حيث يعيش ما بين 6 إلى 8 ملايين سوري خارج البلاد، وهم يحققون نجاحات ملحوظة في دول الاستقبال. ودعا إلى تمكين السلطة الانتقالية من خلق بيئة آمنة ومستقرة تتيح عودة هؤلاء النازحين للمساهمة في إعادة بناء الاقتصاد السوري.
الهوية الوطنية السورية
على الجانب الإيجابي، أكد روبيو وجود هوية وطنية سورية قوية، مشيرًا إلى أن سوريا كانت من الدول القليلة في الشرق الأوسط التي عاشت فيها مكونات متنوعة – بما في ذلك العلويون، الدروز، المسيحيون، السنة، الشيعة، والأكراد – تحت راية هوية وطنية موحدة قبل أن يعمل نظام الأسد على تفتيتها.
مخاطر الانهيار
وحذّر روبيو من أن فشل السلطة الانتقالية قد يؤدي إلى حرب أهلية شاملة وتفتت الدولة السورية. وأكد أن التقييم الحالي يشير إلى أن السلطة تواجه أزمة وشيكة، مع احتمال الانهيار خلال أسابيع إذا لم يتم تقديم الدعم اللازم.
دعوة للانخراط الدولي
اختتم روبيو حديثه بدعوة المجتمع الدولي إلى الانخراط الفعّال مع السلطة الانتقالية، معتبرًا أن هذا الانخراط هو السبيل الوحيد لتجنب كارثة وطنية في سوريا. ويأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة انتقالية حساسة بعد سنوات من الصراع والدمار.