مع دخول فصل الصيف، يتوقع الجميع أيامًا مشمسة ودرجات حرارة مرتفعة، لكن ظاهرة “برد الصيف” – تلك التقلبات الجوية التي تجلب انخفاضًا مفاجئًا في درجات الحرارة أو أمطارًا خفيفة – أصبحت تشكل تحديًا صحيًا متزايدًا في مصر.
هذه التقلبات تزيد من مخاطر الإصابة بإنفلونزا الصيف، وهي حالة تشبه نزلات البرد التقليدية ولكنها تحدث نتيجة التغيرات المناخية الموسمية.
ميجا نيوز في هذا التقرير، نستعرض خطوات عملية للوقاية من إنفلونزا برد الصيف والتعامل معها، استنادًا إلى توصيات خبراء الصحة وتجارب المواطنين.خطوات عملية لمواجهة إنفلونزا برد الصيفتعزيز المناعة بالتغذية الصحية
يؤكد الدكتور محمد عبد الرحمن، أخصائي الأمراض الباطنية، على أهمية تعزيز جهاز المناعة لمواجهة الفيروسات الموسمية. يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين C، مثل البرتقال، الليمون، والكيوي، إلى جانب الأطعمة الغنية بالزنك مثل المكسرات والبقوليات. كما أن تناول الشوربات الدافئة، مثل شوربة العدس أو الدجاج، يساعد في تدفئة الجسم وتخفيف أعراض البرد.
ارتداء ملابس مناسبة للتقلبات الجوية
التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة تُعد من أبرز أسباب إنفلونزا الصيف. تنصح الدكتورة سارة خالد، أخصائية الصحة العامة، بارتداء ملابس قطنية خفيفة بطبقات متعددة يمكن خلعها أو إضافتها حسب الحاجة. كما يُفضل حمل جاكيت خفيف أو شال للحماية من التيارات الهوائية الباردة، خاصة في الصباح الباكر أو المساء.
تجنب التكييف المباشر والرطوبة
التعرض المباشر لتيار التكييف البارد أو التواجد في بيئات رطبة قد يزيد من فرص الإصابة بالإنفلونزا. يوصي الدكتور أحمد سمير، طبيب الأنف والأذن والحنجرة، بضبط أجهزة التكييف على درجة حرارة معتدلة (24-26 مئوية) وتجنب الجلوس أمامها مباشرة. كما يُنصح باستخدام أجهزة إزالة الرطوبة في المناطق الساحلية مثل الإسكندرية للحد من تأثير الرطوبة العالية.
الحفاظ على الترطيب والسوائل الدافئة
شرب كميات كافية من الماء والسوائل الدافئة، مثل الشاي بالليمون، الزنجبيل، أو النعناع، يساعد في ترطيب الجسم وتخفيف أعراض الإنفلونزا مثل احتقان الحلق. تشير الدكتورة ليلى حسن، أخصائية التغذية، إلى أن تناول 8-10 أكواب من الماء يوميًا يعزز من قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
الراحة والنوم الكافي
النوم الجيد يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز المناعة. ينصح الخبراء بالحصول على 7-8 ساعات من النوم يوميًا، مع تجنب السهر الذي يضعف الجسم. في حال ظهور أعراض الإنفلونزا، مثل ارتفاع الحرارة أو التعب، يُفضل أخذ قسط كافٍ من الراحة لتسريع الشفاء.
الابتعاد عن الأماكن المزدحمة
تنتشر الفيروسات بسهولة في الأماكن المزدحمة مثل المواصلات العامة أو الأسواق. يُنصح بارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل للحد من انتقال العدوى.
استشارة الطبيب عند الحاجة
إذا استمرت الأعراض مثل ارتفاع الحرارة، السعال الشديد، أو صعوبة التنفس لأكثر من ثلاثة أيام، يجب استشارة الطبيب فورًا. يحذر الدكتور خالد محمود، أخصائي الأمراض الصدرية، من إهمال الأعراض أو تناول الأدوية دون وصفة طبية، خاصة المضادات الحيوية التي لا تُجدي نفعًا مع الإنفلونزا الفيروسية.
تجارب المواطنين: التكيف مع إنفلونزا الصيف
في شوارع القاهرة والجيزة، عبّر المواطنون عن تجاربهم مع إنفلونزا برد الصيف. يقول أحمد علي، موظف من مدينة نصر: “الجو النهاردة برد والعصر حر، ده خلّاني أصاب بنزلة برد مفاجئة. بدأت أشرب ينسون وأتجنب التكييف.” بينما تشير منى صلاح، ربة منزل من الإسكندرية: “الرطوبة بتزيد المشكلة، لازم نلبس أولادنا طبقات ونخليهم يشربوا حاجات دافية.”نصيحة الخبراء: الوقاية خير من العلاج
يؤكد الدكتور محمد عبد الفتاح، أخصائي المناعة، أن الوقاية هي المفتاح لتجنب إنفلونزا الصيف. ويضيف: “التقلبات الجوية تضعف مناعة الجسم، لذا يجب التركيز على التغذية المتوازنة والنوم الجيد، مع تجنب التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة.” كما ينصح بممارسة تمارين خفيفة، مثل المشي، لتحسين الدورة الدموية وتعزيز مقاومة الجسم.