نظمت سفارة تركيا بالقاهرة، بالتعاون مع سفارة فلسطين بالقاهرة ومؤسسة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات (İHH)، اليوم الأربعاء، فعالية تضامنية بعنوان “تحيا غزة”.
في إطار الفعالية، استضاف مقر إقامة السفير التركي بالقاهرة، نحو 300 شخص من 170 عائلة فلسطينية، وقُدمت للمشاركين مساعدات نقدية وغذائية. كما شارك في الفعالية ما يقرب من 100 فرد من ممثلي الصحافة المصرية والفلسطينية ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وفنانون مصريون وفلسطينيون.
بدأ البرنامج بتلاوة آيات من القرآن الكريم للشيخ ياسر عبدالباسط، نجل أستاذ القراءة الراحل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ترحما على أرواح الذين فقدوا حياتهم أو أصيبوا في غزة.
وفي كلمته، أكد السفير التركي لدى القاهرة، صالح موطلو شن، التزام تركيا بإيصال المساعدات الإنسانية، وتثبيت وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار غزة. وأشار إلى أن تركيا اضطلعت بدور نشط في خطة السلام الموقعة في شرم الشيخ بتاريخ 13 أكتوبر 2025 مع مصر والولايات المتحدة وقطر، معربًا عن أن تركيا ستواصل جهودها لإرساء السلام والاستقرار.
وذكر السفير شن أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد اضطلع بمهمة تاريخية من خلال استضافته لقمة السلام، مشيرًا إلى أن غزة تمر بمرحلة حرجة. وأعرب عن أن شعار جميع الفلسطينيين والعالم الإسلامي والمجتمع الدولي ذي الضمير يجب أن يكون بعد هذه المرحلة هو “تحيا غزة”، وأن قمة شرم الشيخ قد أتاحت فرصة لتحقيق السلام وإعادة الإعمار عبر جعل وقف إطلاق النار دائمًا.

كما أشار السفير شن إلى أنه تابع التزام حماس بمسؤولياتها لوقف إطلاق النار، بناءً على ما حثت عليه كلا من تركيا ومصر وقطر، مؤكدا أن تركيا تواصل مساعداتها الإنسانية من أجل رفاهية وأمن وبقاء وإعادة إعمار غزة والشعب الفلسطيني.
وأوضح السفير شن أنهم استضافوا حتى اليوم أكثر من 1000 شخص من غزة في مقر إقامة السفير في إطار أنشطة التضامن والمساعدة، وأن أنشطة الدعم المادي والمعنوي مثل المساعدات الصحية والغذائية والإيجار ستستمر بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والمدنية التركية والمصرية.
كما لفت إلى العمل الذي بدأته السفارة الفلسطينية بشأن عودة الغزيين إلى غزة، معربًا عن ارتياحه لملاحظة استجابة عدد كبير من الأشخاص لهذه الدعوة، وأوصى الغزيين المقيمين في مصر ممن توفرت لهم شروط العودة بالعودة إلى غزة في أقرب وقت ممكن.
وفي كلمته أيضًا، ذكر السفير شن أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل نقطة تحول تاريخية بالنسبة لمصر، وأن شهر أكتوبر يمثل فترة مليئة بالانتصارات والإنجازات لمصر. وأشار إلى أن تركيا ترحب بنجاحات مصر في مجالات الثقافة والفن والصناعة والتكنولوجيا، وأن التعاون بين البلدين سيستمر ويتعمق في جميع المجالات. كما تطرق إلى افتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكداً أن الفترة الأخيرة تميزت بإنجازات مهمة لمصر.

وأوضح أن النجاح في عقد قمة شرم الشيخ، وانتخاب الدكتور خالد العناني مديراً عاماً لليونسكو، وافتتاح المتحف المصري الكبير في حفل مهيب بحضور العديد من الوفود رفيعة المستوى، جعلت هذه الفترة خيرة ومباركة، تمامًا مثل انتصار 6 أكتوبر، معربًا عن أن شهري أكتوبر ونوفمبر أصبحا “شهرين مباركين” بالنسبة لمصر.
كما نقل تقييم وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي بعد مشاركته في افتتاح المتحف المصري الكبير، مشيراً إلى أن الوزير وصف المتحف بأنه هرم مصر الحديث، وأنه يرمز لعودة مصر الطموحة إلى الساحة العالمية بقوتها الناعمة في مجالات الثقافة والفن والحضارة.
وأشار إلى أن الوزير أكد أيضًا أن تركيا، بصفتها شقيقة لمصر، ترحب بهذا النجاح بامتنان وتقدير، وأن تركيا عازمة على مواصلة كل أشكال التعاون مع مصر في مجال الثقافة والفن، تمامًا كما هو الحال في مجالات الصناعة والتجارة والتكنولوجيا، وأن هذا سيتعمق ويستمر كعملية تاريخية.
من جانبه، شكر سفير فلسطين بالقاهرة دياب اللوح، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسفارة الجمهورية التركية بالقاهرة على دعمهم، معربًا عن إصرار الغزيين على العودة إلى وطنهم.
كما دعا السفير شن الرسامة الفلسطينية “فايزة يوسف الرضيع”، وهي أم لثلاثة توائم وعُرضت أعمالها في الفعالية، إلى المنصة، وناشد المجتمع الفني المصري لدعم أعمالها.













