شهد سعر الذهب اليوم الجمعة تغيرًا طفيفًا، إلا أنها تسجل اتجاهًا نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي.
يأتي ذلك بفعل المخاوف المرتبطة بخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية، التي قد تؤدي إلى نشوب حروب تجارية وزيادة التضخم.
ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1%، لتصل إلى 2941.25 دولار للأوقية (الأونصة). كما حقق المعدن النفيس ارتفاعًا بنحو 2% هذا الأسبوع، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2954.69 دولار أمس الخميس.
وفقًا لتحليل جولد بيليون، انخفض سعر أونصة الذهب العالمي اليوم بنسبة 0.4%، ليصل إلى أدنى مستوى عند 2916 دولار للأونصة، بعد افتتاح التداولات عند 2939 دولارًا. حاليًا، يتداول الذهب عند 2928 دولارًا للأونصة. ورغم الانخفاض، فإن الذهب في طريقه لتسجيل ارتفاع أسبوعي بنسبة 1.6%، مما يعني أنه ارتفع في جميع أسابيع التداول منذ بداية عام 2025.
يُعتبر تراجع أسعار الذهب اليوم تصحيحًا طبيعيًا بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسعار مؤخرًا، خاصة مع تسجيلها أعلى مستوى تاريخي عند 2954 دولارًا للأونصة. يأتي هذا التراجع في سياق زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن نتيجة للمخاوف من تهديدات ترامب بشأن التعريفات الجمركية.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ترامب عن خطط لإعلان تعريفات جمركية جديدة خلال الشهر المقبل، مشيرًا إلى إضافة الأخشاب ومنتجات الغابات إلى الرسوم المعلنة سابقًا على السيارات المستوردة وأشباه الموصلات والأدوية. كما هدد بفرض تعريفات جمركية متبادلة على شركاء تجاريين رئيسيين، مما أثار مخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية عالمية، وهو ما كان له أثر كبير على الطلب على الذهب.
علاوة على ذلك، استفاد سعر الذهب من انخفاض الدولار هذا الأسبوع، حيث عوضت المخاوف المتزايدة بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي، خاصة في ما يتعلق بالإنفاق الخاص، الرسائل المستمرة من البنك الاحتياطي الفيدرالي حول استمرار ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول.
وأظهر محضر الاجتماع الأخير لأعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي وجود مخاطر تضخمية متزايدة وتأثيرات غير مؤكدة تتعلق بالتجارة والهجرة وسياسات ترامب. وذكرت محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي، أدريانا كوجلر، أنه من المناسب الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير لبعض الوقت.
بشكل عام، يُعتبر الذهب وسيلة تحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والتضخم، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يضعف جاذبيته. ومع ذلك، فإن الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن قد عوض أي تأثير سلبي لأسعار الفائدة.
في سياق متصل، أعلن البنك المركزي الصيني عن زيادة احتياطياته من الذهب بمقدار 5 أطنان في يناير الماضي، مما يمثل الزيادة الشهرية الثالثة على التوالي، ليصل مجموع احتياطياته إلى 2285 طنًا، والتي تمثل 5.9% من إجمالي الاحتياطيات. كما شهدت عمليات سحب الذهب من بورصة شنغهاي زيادة بنسبة 3% على أساس شهري، حيث بلغت 125 طنًا، مما يدل على استمرار الطلب الفعلي على الذهب، وبالتالي دعم بقاء الأسعار مرتفعة على المدى القصير إلى المتوسط.