في أجواء صيفية مفعمة بالحيوية والضيافة المصرية، حلّ جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ضيفًا على مدينة العلمين الجديدة، إحدى أبرز مدن الساحل الشمالي، ضمن زيارته الخاصة التي جمعت بين الطابع السياحي والرياضي والدبلوماسي , جاءت زيارة إنفانتينو إلى مدينة العلمين لتؤكد على مكانة الساحل الشمالي المصري كوجهة عالمية صيفية تستقطب الشخصيات الدولية، سواء من عالم السياسة أو الرياضة أو الاقتصاد. وقد أبدى رئيس الفيفا انبهاره بالبنية التحتية الحديثة للمدينة، والمستوى الرفيع للخدمات المقدمة، خاصة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط التي وصفها بأنها “من أجمل السواحل التي زارها على الإطلاق”.
لحظات من الاسترخاء والاستجمام على شواطئ البحر المتوسط
حرص إنفانتينو على قضاء أوقات من الاستجمام على رمال العلمين البيضاء ومياهها الفيروزية، وهو ما أظهره في صوره التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهر مرتديًا ملابس صيفية بسيطة، في مشهد يعكس طابع الزيارة الودي وغير الرسمي.
وأكد مقربون من بعثة الفيفا أن إنفانتينو عبّر عن إعجابه الشديد بجمال الطبيعة المصرية، ووصف الساحل الشمالي بـ”الكنز الدفين” الذي يجمع بين الهدوء، والفخامة، والموقع الاستراتيجي المطل على المتوسط.
استقبال رسمي من أشرف صبحي وهاني أبو ريدة
ولم تكن زيارة رئيس الفيفا محض مصادفة سياحية، بل جاءت بدعوة رسمية، حيث كان في استقباله عند وصوله إلى العلمين الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندس هاني أبو ريدة، عضو مجلس الفيفا والمجلس الأعلى للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) ورئيس الاتحاد المصري لكره القدم .
وجاء هذا اللقاء ليعكس عمق العلاقات بين الاتحاد الدولي لكرة القدم والقيادة الرياضية في مصر، خاصة في ظل التطلعات المشتركة لتطوير كرة القدم في إفريقيا والشرق الأوسط، وتعزيز فرص تنظيم البطولات الكبرى.
اتصال هاتفي من رئيس الوزراء
وفي لفتة تؤكد التقدير الرسمي للزيارة، تلقى إنفانتينو اتصالًا هاتفيًا من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، الذي رحب به خلال زيارته، وأكد له دعم مصر الكامل للتعاون الرياضي الدولي.
وأشار مدبولي خلال الاتصال إلى أن مدينة العلمين الجديدة تمثل نموذجًا للتخطيط العمراني العصري، وهي أحد أهم مشروعات الدولة المصرية الحديثة، وأن الساحل الشمالي أصبح علامة فارقة في السياحة المتكاملة التي تجمع بين الترفيه والاستثمار.
كما وصف رئيس الوزراء الساحل الشمالي بأنه “واحد من جواهر البحر الأبيض المتوسط”، لما يتميز به من مقومات طبيعية وعمرانية وخدمات عالمية تجعله منافسًا قويًا لأشهر وجهات أوروبا.
إشادة إنفانتينو بالمشروعات القومية في مصر
خلال تواجده، استمع إنفانتينو لشرح من وزير الشباب والرياضة حول التطورات في البنية التحتية الرياضية، مثل الاستادات الحديثة، والمراكز التدريبية، ومشروعات دعم المواهب الشابة. وأبدى إعجابه بخطة مصر نحو استضافة فعاليات رياضية كبرى، مؤكدًا استعداد الفيفا لدعم الجهود المصرية في هذا الاتجاه.
وأضاف رئيس الفيفا: “ما شاهدته في العلمين يعكس رؤية واضحة نحو المستقبل، حيث تمتزج التنمية العمرانية بالاهتمام بالرياضة والثقافة، وهذا ما تحتاجه الدول لبناء مجتمع متكامل”.
دلالات الزيارة ورسائلها الإيجابية
تحمل زيارة إنفانتينو إلى العلمين دلالات عديدة على المستوىين المحلي والدولي:
دعم الفيفا لمكانة مصر الإقليمية في كرة القدم.
إبراز الساحل الشمالي كمقصد دولي فاخر، يصلح للسياحة والرياضة والمؤتمرات.
تعزيز التعاون بين الاتحاد الدولي والقيادة السياسية المصرية.
فتح الباب أمام تنظيم فعاليات كروية كبرى مستقبلًا في مصر.
كما أن الزيارة تبعث برسالة طمأنة إلى العالم بأن مصر بلد آمن ومضياف، قادر على استضافة أبرز الشخصيات الدولية وتوفير بيئة مريحة وآمنة لهم.
التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي
انتشرت صور وفيديوهات زيارة إنفانتينو للعلمين على منصات التواصل الاجتماعي، وحظيت بتفاعل واسع من الجمهور المصري والعربي. وقد أعرب كثيرون عن فخرهم بظهور رئيس الفيفا على أرض مصرية، وسط هذه الحفاوة والاستقبال الحضاري.
ورأى البعض أن الزيارة هي بمثابة دعاية مجانية ضخمة لمصر، خاصة للساحل الشمالي، في توقيت تتسابق فيه الدول على جذب أنظار السياحة الدولية.
ختام الزيارة.. وتوقعات بمزيد من التعاون
رغم أن زيارة إنفانتينو لم تكن رسمية بالمفهوم التقليدي، إلا أنها تركت انطباعًا عميقًا لدى متابعي الشأن الرياضي والسياسي، خاصة أنها جاءت بالتزامن مع موسم الصيف الذي يشهد فيه الساحل الشمالي إقبالًا كبيرًا من المصريين والعرب.
وتشير التوقعات إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقًا أكبر بين مصر والفيفا، سواء من خلال دعم مشروعات تطوير الكرة المحلية، أو من خلال التفكير الجاد في استضافة بطولات إقليمية أو عالمية على
أرض مصر، وخاصة في مدن جديدة مثل العلمين والعاصمة الإدارية.