أثار إعلان المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، الاعتماد شبه الكامل على الفنانين والموسيقيين السعوديين والخليجيين في فعاليات موسم الرياض 2025، موجة واسعة من السخرية والجدل على منصات التواصل الاجتماعي في مصر.
القرار، الذي استبعد الفنانين المصريين الذين كانوا جزءًا أساسيًا من المواسم السابقة، أشعل نقاشًا حادًا حول تأثير هذا الاستبعاد على العلاقات الثقافية بين مصر والسعودية، وأثار ردود فعل متباينة بين السخرية والانتقاد.
تفاصيل قرار تركي آل الشيخ
في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، أعلن آل الشيخ أن موسم الرياض المقبل سيعتمد بشكل رئيسي على العازفين والموسيقيين السعوديين والخليجيين في الحفلات الغنائية، مع التركيز على المسرحيات المحلية والخليجية، وإدراج بعض العروض السورية والعالمية.
لكنه لم يوضح أسباب استبعاد الفنانين المصريين، الذين كانوا عنصرًا بارزًا في النسخ السابقة من خلال حفلات لنجوم مثل عمرو دياب، تامر عاشور، ورامي صبري، ومسرحيات بطولة محمد هنيدي وكريم عبد العزيز.
ردود فعل السوشيال ميديا: سخرية وانتقادات
أثار القرار موجة من السخرية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث استنكر العديد من المستخدمين المصريين ما اعتبروه “تهميشًا” لدور مصر الفني التاريخي في المنطقة.
وكتب أحد المغردين على “إكس”: “تركي آل الشيخ قرر يعمل موسم الرياض بدون الفن المصري؟ طيب مين هيضحك الجمهور ويغنيلهم؟”، في إشارة ساخرة إلى الإسهامات المصرية الكبيرة في المشهد الفني العربي.
وأضاف آخر: “موسم الرياض بدون مصر زي فيلم بدون بطل رئيسي!”، مستذكرًا أسماء أساطير مثل أم كلثوم وعادل إمام.
البلوجر المصري محمود الخولي علق عبر حسابه قائلاً: “مصر هي النغمة الأولى في الذاكرة الموسيقية العربية، والمسرح الذي علّم الجميع. استبعاد الفنانين المصريين لن يقلل من تأثير قوتنا الناعمة”.
وأشار إلى أن رموزًا مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم شكلوا الهوية الثقافية العربية، مؤكدًا أن مصر ستبقى “حجر الزاوية” في الفن العربي.
على الجانب الآخر، رحبت الفنانة المصرية هبة عبد الغني بالقرار، معتبرة أنه خطوة إيجابية لدعم المواهب السعودية والخليجية.
وكتبت عبر حسابها: “الفن السعودي يستحق الفرصة للتألق، والقرار يعكس ثقة في المواهب المحلية”.
لكن تعليقها قوبل بانتقادات من بعض المتابعين الذين اعتبروا أن دعم المواهب المحلية لا ينبغي أن يأتي على حساب استبعاد الفنانين المصريين.
سياق القرار وتاريخ المشاركة المصرية
يأتي قرار آل الشيخ في إطار استراتيجية لتعزيز المواهب المحلية والخليجية، لكن غياب التفسير الرسمي لاستبعاد الفنانين المصريين أثار تساؤلات حول دوافعه.
في النسخ السابقة من موسم الرياض، كان الفنانون المصريون عنصرًا أساسيًا، حيث شهدت الفعاليات حفلات موسيقية لعمر خيرت وتامر عاشور، ومسرحيات مثل “صوابع زينب” و”ليلة الدموع 2″.
في موسم 2023، استقبل آل الشيخ عددًا كبيرًا من النجوم المصريين في حفل عشاء قبل انطلاق الفعاليات، مما يعكس العلاقة الوثيقة بين الفن المصري والموسم سابقًا.
ومع ذلك، لم يخلُ التاريخ من التوترات. في عام 2022، أثار الفنان محمد صبحي جدلاً عندما رفض عرضًا بقيمة 4 ملايين دولار لتقديم مسرحيته “خيبتنا” في السعودية، مشيرًا إلى تمسكه بالريادة الفنية المصرية.
رد آل الشيخ بسخرية، قائلاً إنه يرغب في “فحص القوى العقلية” لمن عرض عليه هذا المبلغ، مما أشعل سجالاً إلكترونيًا بين الطرفين.
تأثير القرار على العلاقات الثقافية
أشار المخرج المصري أمير رمسيس إلى أن استبعاد الفنانين المصريين قد يؤثر على جاذبية موسم الرياض، لافتًا إلى أن الفن المصري يُعد “المحرك الأساسي” للثقافة العربية.
وتساءل مغردون على “إكس” عن كيفية سد الفراغ الذي سيتركه غياب النجوم المصريين، خاصة في ظل الشعبية الكبيرة لهم في الخليج.
من جهة أخرى، أكد البعض أن القرار قد يكون فرصة لتسليط الضوء على المواهب السعودية والخليجية، لكنه يثير مخاوف من تقليص التبادل الثقافي بين مصر والسعودية.
وكتب أحد المستخدمين: “الفن المصري هو القلب النابض للعالم العربي، استبعادهم يشبه إلغاء نكهة رئيسية من طبق!”، فيما علق آخر بسخرية: “موسم الرياض بدون مصر؟ يعني نص الليلة هتبقى ناقصة!”.
ردود فعل متباينة وتكهنات
لم يصدر تركي آل الشيخ بيانًا رسميًا يوضح أسباب استبعاد الفنانين المصريين، مما فتح الباب أمام التكهنات.
بعض المستخدمين ربطوا القرار بتوترات سابقة، مثل سجال آل الشيخ مع محمد صبحي، بينما رأى آخرون أنه جزء من استراتيجية لتعزيز الهوية الفنية السعودية.
ومع ذلك، أشار البعض إلى أن الفنانين المصريين الحاصلين على الجنسية السعودية، مثل محمد هنيدي، قد يشاركون في الموسم، مما يُبقي الباب مفتوحًا لاستثناءات محدودة.