في ظل الاهتمام الكبير من الشارع الرياضي المصري والجماهير المحبة لكرة القدم، لا تزال تطورات الحالة الصحية للكابتن حسن شحاتة، المدير الفني التاريخي لمنتخب مصر، تثير القلق والتساؤلات، خاصة بعد التصريحات الإذاعية الأخيرة للإعلامي الرياضي أحمد شوبير، التي كشف فيها عن مستجدات وضع “المعلّم” الصحي، وموقف الدولة المصرية من تقديم الدعم الطبي اللازم له ،وصرّح أحمد شوبير في برنامجه الإذاعي صباح اليوم، أن الحالة الصحية لـ حسن شحاتة ما زالت بحاجة إلى رعاية طبية دقيقة ومتابعة مستمرة، مشيرًا إلى أن الكابتن يعاني من بعض الأعراض التي تتطلب تدخلًا متخصصًا.
وأشار شوبير إلى أن فريقًا طبيًا أمريكيًا يتابع حالة حسن شحاتة عن بعد، ومن المنتظر أن يصدر تقرير طبي مفصل خلال الساعات القليلة القادمة، سيتم بناءً عليه تحديد مصير المرحلة المقبلة من علاج المدير الفني السابق لمنتخب مصر.
وأوضح شوبير أن هذا التقرير سيكون محوريًا في تحديد ما إذا كان شحاتة سيستكمل علاجه في إحدى مستشفيات القاهرة، أم سيتم اتخاذ القرار بنقله إلى إحدى المنشآت الطبية المتخصصة في ألمانيا، لمواصلة خطة العلاج في الخارج.
شوبير يطالب بتدخل وزير الصحة تنفيذًا لتوصيات الرئيس
وخلال حديثه عبر المحطة الإذاعية، لم يكتفِ شوبير بسرد التفاصيل الطبية، بل وجّه نداءً عاجلًا إلى الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، مطالبًا إياه بالتدخل المباشر لمتابعة الحالة، وتوفير كل ما يلزم من دعم طبي عاجل للكابتن حسن شحاتة، خاصة أن ما قدمه للكرة المصرية يستحق التكريم والرعاية في مثل هذه الظروف الدقيقة.
وأشار شوبير إلى أن هذا النداء يأتي تنفيذًا لتوجيهات واضحة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أوصى خلال الأيام الماضية بضرورة تقديم كل أشكال الرعاية الصحية للرموز الوطنية، وعلى رأسهم الكابتن حسن شحاتة، تقديرًا لما حققه من إنجازات عظيمة باسم مصر.
حسن شحاتة.. رمز وطني يتجاوز الإنجاز الكروي
يُعد حسن شحاتة أحد أعظم الرموز في تاريخ الرياضة المصرية، ليس فقط بفضل إنجازاته مع منتخب مصر، ولكن أيضًا بمسيرته الكروية كلاعب ومدرب مميز، يشهد له الجميع بالكفاءة والانضباط والرؤية الفنية المتقدمة.
قاد شحاتة المنتخب الوطني لتحقيق ثلاث بطولات أمم أفريقيا متتالية (2006، 2008، 2010)، في إنجاز لم يتكرر في القارة حتى اليوم، مما جعله أحد الأسماء الخالدة في قلوب الجماهير. كما لعب دورًا هامًا في بناء جيل مميز من اللاعبين المصريين، استطاع أن يفرض هيبته قارياً ودولياً.
دعم شعبي ورسمي واسع.. وقلق داخل الوسط الرياضي
منذ تداول الأنباء حول حالته الصحية، عبّر آلاف المصريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقهم وتضامنهم مع الكابتن حسن شحاتة، داعين له بالشفاء العاجل، ومطالبين الدولة والاتحاد المصري لكرة القدم بضرورة التحرك لضمان تقديم أفضل رعاية ممكنة له.
وفي السياق ذاته، خرج عدد من لاعبي الجيل الذهبي للمنتخب، برسائل دعم عبر صفحاتهم الرسمية، عبّروا فيها عن امتنانهم لما قدمه شحاتة لهم وللرياضة المصرية.
ألمانيا أو القاهرة؟ قرار في انتظار التقرير المرتقب
وفقًا لما أكده شوبير، فإن السيناريوهات المطروحة في الوقت الحالي تعتمد كليًا على ما سيتضمنه التقرير الأمريكي المنتظر، حيث تم بالفعل التواصل مع مستشفى متخصص في ألمانيا، تحسّبًا لاحتمال سفر شحاتة لتلقي العلاج هناك، في حال تطلبت حالته التدخل بمعدات أو خبرات غير متوفرة محليًا.
وفي المقابل، هناك استعدادات داخل وزارة الصحة لتجهيز إحدى المنشآت الطبية المتقدمة في القاهرة، لاستقباله إذا استقرت حالته بشكل يسمح باستمرار العلاج داخل مصر.
شحاتة وعائلته يثمّنون الاهتمام الرسمي
من جانبها، أعربت أسرة حسن شحاتة عن امتنانها العميق للاهتمام الرسمي والإعلامي الكبير بالحالة الصحية للمعلم، مشيدةً بالمواقف النبيلة من وزارة الرياضة، واتحاد الكرة، والإعلام الرياضي المصري.
وأكد مقربون من العائلة أن الكابتن شحاتة يتمتع بروح معنوية مرتفعة رغم حالته الصحية، ويقدّر اهتمام الدولة بشخصه، ما يخفف من وطأة المرض عليه.
رسالة إنسانية قبل أن تكون رياضية
تأتي هذه الأزمة لتسلّط الضوء من جديد على ضرورة بناء منظومة دعم متكاملة لرموز الرياضة المصرية، الذين رفعوا اسم البلاد عاليًا، وكانوا سببًا في فرحة ملايين المصريين على مدار سنوات.
وفي الوقت الذي تترقّب فيه الجماهير صدور التقرير الطبي، فإن الرسالة الأهم الآن هي أن الاعتراف بفضل الكبار لا يكون فقط في لحظات المجد، بل وقت المحنة أيضًا، وهو ما يُثبت أن مصر لا تنسى أبناءها.