رجحت مصادر مسؤولة بقطاع الاتصالات إطلاق تكنولوجيا خدمات الجيل الخامس (5G) بشكل تجاري، في مصر يونيو 2025، وفقا لما ذكرته شبكة تكنولوجيا المعلومات «تيلي تايم».
وتحتاج شركات الاتصالات في تطبيق تكنولوجيا الجيل الخامس في مصر رؤية واضحة واستثمارات مدروسة، إذ أن النجاح في هذا المجال سيسهم في تقديم خدمات تلبي احتياجات المستخدمين في عصر تكنولوجيا المعلومات المتقدمة.
ويتعين على شركات الاتصالات اتخاذ قرارات استراتيجية دقيقة حول اعتماد أي من نوعي الجيل الخامس، سواء كان غير المستقل أو المستقل، لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية الحديثة.
وقال الدكتور حمدي الليثي نائب غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن شركات الاتصالات تواجه تحديًا استراتيجيًا يتمثل في اختيار نوع الشبكة التي ستعتمدها، حيث تنقسم تكنولوجيا الجيل الخامس إلى نوعين رئيسيين: الجيل الخامس غير المستقل (Non-Standalone 5G) والجيل الخامس المستقل (Standalone 5G).
الجيل الخامس غير المستقل (Non-Standalone 5G)
واستعرض الليثي تقنية (الجيل الخامس غير المستقل) والذي يمثل الخطوة الأولى في عالم 5G، حيث يعتمد بشكل أساسي على البنية التحتية الحالية لشبكات الجيل الرابع (4G). موضحاً أنه في هذا النوع، تظل الشبكة الأساسية تعتمد على تقنية 4G، مع إضافة طبقة من تقنية 5G لتحسين سرعة وأداء الشبكة.
وأكد الليثي في تصريحات خاصة لـ ميجا نيوز أن هذه التقنية تتميز بسهولة وسرعة التنفيذ، حيث يمكن لشركات الاتصالات الاستفادة من الشبكات الحالية دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة.
ونوه الليثي أن تكاليف التنفيذ في المرحلة الأولى أقل مقارنةً بالجيل الخامس المستقل. ومع ذلك، فإن هذا النوع من التقنية لا يوفر كامل إمكانيات ومزايا 5G، مما يحد من قدرة الشبكة على دعم التطبيقات المتقدمة.
الجيل الخامس المستقل (Standalone 5G)
على الجانب الآخر، كشف الليثي عن تفاصيل تطبيق (الجيل الخامس المستقل) والذي يمثل نسخة أكثر تطورًا وكفاءة من تقنية 5G. يعتمد هذا النوع على شبكة أساسية مستقلة تمامًا عن تقنية 4G، مما يتيح استغلال كامل إمكانيات الجيل الخامس.
وأشار الليثي أن إحدى أبرز مزايا الجيل الخامس المستقل في قدرته على “تشريح الشبكة” (Network Slicing)، حيث يمكن لشركات الاتصالات تقسيم الشبكة إلى أجزاء مخصصة لخدمات معينة.
وضرب الليثي مثالا، بتخصيص جزء من الشبكة لشركة كبيرة تحتاج إلى اتصال سريع ومضمون، بينما يتم تخصيص جزء آخر للمستخدمين العاديين.
وأوضح الليثي أن (الجيل الخامس المستقل) يدعم تقديم خدمات متميزة في المناسبات الكبرى، مثل المباريات أو الحفلات، حيث يمكن بيع باقات اتصال خاصة تضمن سرعة عالية حتى في أوقات الازدحام ، لافتاً إلى أن هذا النوع من الشبكات يدعم تطبيقات متقدمة مثل إنترنت الأشياء (IoT)، والسيارات ذاتية القيادة، والذكاء الاصطناعي.
وأضاف الليثي أن (الجيل الخامس المستقل) يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية، ويحتاج إلى تخطيط دقيق وتنفيذ أكثر تعقيدًا مقارنةً بالجيل الخامس غير المستقل.
ويعتبر تشغيل تقنية الجيل الخامس (5G) في مصر خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي ودعم التحول التكنولوجي. ومع وجود خيارين رئيسيين للتنفيذ، يتعين على شركات الاتصالات اتخاذ قرارات استراتيجية تأخذ في الاعتبار التكاليف، الجاهزية التقنية، واحتياجات السوق.
في حين أن الجيل الخامس غير المستقل يُعد خيارًا انتقاليًا مناسبًا، فإن الجيل الخامس المستقل يُمثل الخيار الأمثل لتحقيق الاستفادة الكاملة من التقنية، مما يتطلب استثمارات كبيرة وتخطيطًا دقيقًا لضمان النجاح.