نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، يوم السبت 8 مايو 2025، تقريرًا كشف عن إحباط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من صعوبة تحقيق وعوده بإنهاء الحربين في أوكرانيا وغزة بسرعة.
ورغم تصريحاته العلنية المتفائلة خلال حملته الانتخابية، أقر ترامب سرًا أمام مستشاريه ومتبرعين بأن حل هذه الصراعات أكثر تعقيدًا مما توقع.
إحباط من المفاوضات مع بوتين
خلال لقاء مع كبار المتبرعين في ناديه بفلوريدا الأسبوع الماضي، تحدث ترامب عن صعوبة التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا تُبقيه مستيقظًا ليلًا.
وقال أحد الحضور إن ترامب وصف بوتين بأنه يريد “أوكرانيا بأكملها”، مما يعقد المفاوضات. كما سأل ترامب مستشاريه عما إذا كان بوتين قد تغير منذ ولايته الأولى، معبرًا عن دهشته من مواقفه الحالية.
وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا “خلال يوم واحد”، لكنه لاحقًا أوضح أنه كان يمزح.
أكد ن أنصاره يدركون مبالغته. وبعد مرور أكثر من 100 يوم على ولايته الثانية، لم يتحقق تقدم ملموس، حيث ترفض روسيا وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يومًا الذي تدعمته كييف، وتطالب بمزيد من التنازلات.
غزة: صراع مستمر يتحدى الحلول
فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية في غزة، أشار ترامب إلى تعقيد الصراع، قائلًا إن الأطراف “يقاتلون منذ ألف عام”، مما يجعل إيجاد حل تفاوضي أمرًا صعبًا. وتسعى إدارته لدفع المفاوضات نحو تسوية، حيث ساهم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في خطة وقف إطلاق النار التي بدأت في يناير 2025، قبل تولي ترامب منصبه مباشرة. ومع ذلك، لا تزال الجهود تواجه تحديات كبيرة.
تحديات أوسع
لم تقتصر الصعوبات على الحربين، بل شملت أيضًا تعثر مفاوضات البرنامج النووي الإيراني والتوترات الناتجة عن الحرب التجارية التي أثرت على العلاقات مع الحلفاء.
وأشار كايل هاينز، أستاذ السياسة الخارجية بجامعة بوردو، إلى أن ترامب وضع توقعات غير واقعية خلال حملته، مما جعل انتقاده لعدم تحقيق هذه الوعود أمرًا متوقعًا.
رد البيت الأبيض
دافع البيت الأبيض عن جهود ترامب، حيث أكدت المتحدثة آنا كيلي أن الإدارة تركز على تحقيق السلام وردع التهديدات.
وأشارت إلى نجاحات مثل موافقة الحوثيين على وقف إطلاق النار، عودة 47 أمريكيًا محتجزين بالخارج، وزيادة إنفاق حلف الناتو الدفاعي، إلى جانب تقدم جزئي نحو السلام في أوكرانيا.