في عصر باتت فيه منصات التواصل الاجتماعي مسرحًا لصناع المحتوى، استطاع صانع المحتوى المصري أحمد رمزي أن يحفر اسمه بقوة كواحد من أبرز الكوميديين وصناع المحتوى في مصر. بفضل موهبته الفريدة التي تجمع بين الكوميديا الساخرة، التمثيل المبدع، والإخراج المتميز، أصبح رمزي ظاهرة فنية تتخطى حدود السوشيال ميديا إلى الشاشات الكبرى. هذا التقرير يسلط الضوء على أبرز محطات مشواره الفني التي جعلته نجمًا يتربع على عرش التريند.
البداية: من السيدة زينب إلى منصات العالمية
وُلد أحمد رمزي في 18 مارس 1997 في حي السيدة زينب، أحد أعرق الأحياء الشعبية في القاهرة. نشأ في بيئة متواضعة، لكن شغفه بالفن دفعه للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث صقل موهبته في التمثيل والكتابة والإخراج. بدايته الحقيقية كانت خلال جائحة كورونا في 2020، عندما انطلق بنشر فيديوهات قصيرة ساخرة على منصاته الاجتماعية. فيديو “ملخص حياتي” كان نقطة التحول، حيث لفت الأنظار إلى أسلوبه الفريد في تقديم الكوميديا المرتبطة بواقع الشباب المصري.
الانطلاقة الكبرى: خلطة كوميدية ساخرة
تميز أحمد رمزي بقدرته على تقديم “إسكتشات” كوميدية تعكس هموم وأحلام جيله، مستخدمًا الكوميديا السوداء الساخرة بأسلوب بسيط ومؤثر. فيديوهاته، التي يتولى فيها التمثيل والكتابة والإخراج بنفسه، نجحت في جذب ملايين المشاهدات بفضل خفة ظله وتوقيته الكوميدي المحكم. من أبرز أعماله فيديو تخيّل فيه نفسه نجمًا يتعاقد مع المنتج الكبير جمال العدل، ويظهر بجانب نجوم مثل هشام ماجد، أحمد الفيشاوي، جيهان الشماشرجي، ومطرب الراب ويجز، الذي أطلق عليه لقب “الزعيم”. هذا الفيديو حقق أكثر من 4 ملايين مشاهدة في أقل من 24 ساعة، مما عزز مكانته كنجم سوشيال ميديا.
من السوشيال ميديا إلى الشاشات الكبرى
لم يقتصر طموح أحمد رمزي على منصات التواصل الاجتماعي، بل خطى خطوات واثقة نحو الشاشات التلفزيونية والسينمائية. في 2021، شارك كضيف شرف في الجزء الأول من مسلسل “في بيتنا روبوت”، ثم عاد ليشارك في الجزء الثاني عام 2023. كما ساهم في إخراج بعض الإسكتشات في برنامج “الدحيح”، مما أظهر تنوع موهبته. في السينما، ظهر رمزي في فيلم “رهبة” عام 2023 بجانب النجم أحمد الفيشاوي، مؤكدًا قدرته على تقديم أدوار درامية متكاملة تتجاوز الكوميديا القصيرة.
تأثير فني وتفاعل نجومي
ما يميز أحمد رمزي هو تفاعل نجوم الفن مع محتواه، حيث أشاد به العديد من الفنانين مثل هشام ماجد وأحمد الفيشاوي، مما يعكس تقديرهم لموهبته. فيديوهاته ليست مجرد محتوى ترفيهي، بل تحمل طابعًا دراميًا وبصريًا يجذب المشاهدين ويثير إعجاب النقاد. يرى البعض أن رمزي ليس مجرد صانع محتوى، بل كوميديان حقيقي يعيد صياغة مفهوم الكوميديا في العصر الرقمي، موازنًا بين الأصالة المصرية والحداثة العالمية.
التحديات والطموح المستقبلي
رغم نجاحه المتسارع، يواجه أحمد رمزي تحديات مثل المنافسة الشرسة في عالم السوشيال ميديا والحاجة إلى التجديد المستمر. لكنه يثبت يومًا بعد يوم أن لديه رؤية فنية واضحة، حيث يطمح إلى تقديم أعمال سينمائية وتلفزيونية أكثر تعقيدًا، مع الحفاظ على جمهوره الشاب الذي يراه رمزًا للطموح والإبداع. خططه المستقبلية تشمل إنتاج محتوى يجمع بين الكوميديا والدراما بأسلوب سينمائي، وربما إطلاق مشاريع إخراجية خاصة به.