من الواضح أن الدعاية الانتخابية في أمريكا مرت بتطور كبير على مر السنين. ابتداءً من الأناشيد والهجاء، وصولاً إلى استخدام المنتجات الاستهلاكية، لطالما كانت هذه الدعاية وسيلة مبتكرة للتأثير على الناخبين.
ورغم أن الطرق تغيرت، إلا أن الهدف ظل ثابتاً: الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين وإقناعهم بالتصويت للمرشح.
لطالما كانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية ساحة تنافس حامية، حيث يسعى المرشحون جاهدين لكسب تأييد الناخبين بأي وسيلة ممكنة. وعلى مر التاريخ، شهدت هذه الانتخابات طرقاً مبتكرة للدعاية، بعضها غريب وبعضها الآخر ذكي، ولكنها جميعها تهدف إلى ترك انطباع لدى الناخبين.
الأناشيد والهجاء: سلاح ذو حدين
في القرن التاسع عشر، كانت الأناشيد تلعب دوراً حاسماً في الحملات الانتخابية. كانت تكتب كلمات مؤثرة تمدح مرشحاً معيناً أو تهجأ خصمه.
ففي انتخابات عام 1840، تم تشويه صورة المرشح الجمهوري وليام هنري هاريسون من خلال وصفه برجل ريفي بسيط، لكن هذا الوصف عكس أثره وجعله محبوباً لدى الجماهير.

علب السجائر: استطلاعات رأي مشتعلة
خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كانت علب السجائر وسيلة فعالة للدعاية الانتخابية.
كان المرشحون يطبعون صورهم وشعاراتهم على هذه العلب، مما يجعلها أدوات ترويجية متنقلة.
بل إن بعض المتاجر كانت تستخدم مبيعات هذه العلب كنوع من الاستطلاعات غير الرسمية لتوقع نتائج الانتخابات.
منتجات الاستهلاك اليومي: حملات دعائية مبتكرة
لم تتوقف الدعاية الانتخابية عند الأناشيد والعلب، بل تعدتها إلى منتجات الاستهلاك اليومي.
ففي تسعينيات القرن الماضي، استخدمت شركات الأغذية منتجاتها للترويج للحملات الانتخابية.
على سبيل المثال، صنعت شركة كرافت علباً خاصة من منتج “ماك أند تشيز” تحمل شعارات الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
الصابون والأطفال: حملة انتخابية مثيرة للجدل
في انتخابات عام 1896، شهدنا واحدة من أغرب الحملات الدعائية في التاريخ الأمريكي.
حيث تم إنتاج صابون على شكل أطفال صغار، مكتوب على علبته إما “والدي يؤيد معيار الذهب” أو “والدي يؤيد الفضة المجانية”.
هذه الحملة أثارت جدلاً واسعاً بسبب طبيعتها الغريبة.