افريقيا على أعتاب انقسام تاريخي: تكوين محيط وقارة جديدة في الأفق.
في تحذير مثير للقلق، كشف العلماء أن القارة الإفريقية تتفكك بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا، مما يهدد بتشكيل محيط جديد وقارة منفصلة في غضون مليون إلى خمسة ملايين عام.
هذا ما أكده كين ماكدونالد، أستاذ جغرافيا في جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا، في تصريح لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
قبل حوالي 20 عامًا، كان الباحثون يعتقدون أن هذا الانقسام قد يستغرق عشرات الملايين من السنين. لكن الشق الضخم الذي ظهر في صحراء إثيوبيا بطول 35 ميلًا، والذي يتسع بمعدل نصف بوصة سنويًا، قد غير هذه التوقعات.
يُتوقع أن تتدفق مياه المحيط الهندي لتغمر وادي الصدع في شرق إفريقيا، مما قد يؤدي إلى تشكيل محيط جديد قد يصبح عميقًا مثل المحيط الأطلسي.
يمتد هذا الشق عبر الصومال وكينيا وتنزانيا ونصف إثيوبيا، مما يجعلها مرشحة لتصبح قارة جديدة تعرف بـ “القارة النوبية”.
وعلى الرغم من أن حركة الصفائح التكتونية تحدث ببطء، إلا أن ماكدونالد يصف هذا التطور بأنه “مثير للإعجاب” نظرًا للحجم الهائل لإفريقيا.
في السياق ذاته، يُتوقع أن تشهد المنطقة نشاطًا زلزاليًا وبراكين نشطة نتيجة هذا الانقسام. فعلى الرغم من أن هذه التغيرات قد لا تكون ملحوظة بشكل كبير في حياة البشر، إلا أن الزلازل والانفجارات البركانية ستبقى جزءًا من المشهد.
تاريخيًا، يعود تشكيل نظام الصدع في شرق إفريقيا إلى 22 مليون سنة مضت، حيث تشكلت البحيرات العظمى، بينما تتحرك صفيحتان تكتونيتان، الصومالية والنوبية، بعيدًا عن بعضهما.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الحركة التكتونية تعود إلى حركات بطيئة للصخور المنصهرة نتيجة الحرارة المتصاعدة من قلب الأرض.
وفي هذا السياق، أكدت المستشارة السابقة لوكالة ناسا، ألكسندرا دوتن، أن انقسام شرق إفريقيا سيؤدي إلى فصل القارة عن باقي إفريقيا بمحيط جديد، مما يمثل تحولًا بيئيًا وجغرافيًا غير مسبوق.
مع استمرار الأبحاث والدراسات، يبقى السؤال: كيف ستؤثر هذه التغيرات على مستقبل القارة الإفريقية والعالم بأسره؟ إن ما يحدث في شرق إفريقيا قد يكون بداية لعصر جديد في الجغرافيا الأرضية، مما يجعلنا نتابع الأحداث عن كثب.