على مدار 15 عامًا، أصبح الفنان رامز جلال رمزًا لا يتجزأ من الموسم الرمضاني، حيث نجح في تحويل برامج المقالب إلى تقليد سنوي ينتظره الملايين من المشاهدين في مصر والعالم العربي.
منذ انطلاقته الأولى في عالم المقالب عام 2011، استطاع رامز أن يخلق مساحة خاصة به، تجمع بين الكوميديا، التشويق، والمفاجآت غير المتوقعة، ليصبح واحدًا من أبرز الأسماء في هذا المجال، محققًا نسب مشاهدة ضخمة ومثيرًا جدلاً واسعًا في كل موسم.
البداية: “رامز قلب الأسد” وتحديد هوية المقالب الرمضانية (2011)
بدأت رحلة رامز جلال في عالم المقالب الرمضانية مع برنامج “رامز قلب الأسد” عام 2011، والذي شكل نقطة تحول في مسيرته.
كانت فكرة البرنامج تعتمد على استضافة الضيوف تحت ذريعة إجراء لقاء حواري، ليواجهوا مفاجأة صادمة عندما يجدون أنفسهم محاصرين بأسد داخل مبنى، مما أثار لحظات رعب حقيقية أشعلت ضحك الجمهور.
حقق البرنامج نجاحًا واسعًا، وأسس لأسلوب رامز المميز الذي يعتمد على الإثارة والسخرية.
التطور: من الصحراء إلى المقابر الفرعونية (2012-2013)
في عام 2012، عاد رامز ببرنامج “رامز ثعلب الصحراء”، حيث نقل المقالب إلى أجواء الصحراء، وواجه الضيوف مواقف مرعبة مع ثعلب كان جزءًا من الفكرة الرئيسية.
استمر رامز في تقديم أفكار غير تقليدية، ليطل في 2013 ببرنامج “رامز عنخ آمون”، الذي أوهم الضيوف بأنهم داخل مقبرة فرعونية، ليفاجئهم بمومياء تتحرك، ويكتشفوا لاحقًا أنها رامز نفسه.
هذه الفترة شهدت تطورًا في إنتاج البرامج، مع الاعتماد على ديكورات ضخمة وخدع بصرية متطورة.
الإثارة المائية والتحديات الطبيعية (2014-2019)
في عام 2014، قدم رامز “رامز قرش البحر”، حيث أُوهم الضيوف بأنهم على متن يخت سياحي، ليجدوا أنفسهم في مواجهة أسماك قرش ومواقف غرق مفزعة.
استمر في تقديم أفكار تعتمد على التحديات الطبيعية، مثل “رامز في الشلال” عام 2019، الذي شهد مقالب مائية في أجواء استوائية، حيث واجه الضيوف شلالات خطيرة أثارت لحظات كوميدية ومثيرة.
الأفكار الإبداعية والمشاركات العالمية (2020-2022)
مع عام 2020، عاد رامز ببرنامج “رامز مجنون رسمي”، حيث أوهم الضيوف بأنهم في برنامج توك شو مع أسئلة محرجة، ليكتشفوا أنهم في فخ المقلب. في 2021، قدم “رامز عقله طار”، الذي اعتمد على مواقف كوميدية وعصبية مع الضيوف. أما في 2022، فقد شهد “رامز موفي ستار” مشاركة النجم العالمي فان دام، حيث أُوهم الضيوف بأنهم جزء من فيلم سينمائي ضخم، ليكتشفوا أنهم وقعوا في مقلب رامز.
الجدل والإصابات: “رامز جاب من الآخر” (2024)
في عام 2024، قدم رامز برنامج “رامز جاب من الآخر”، الذي شهد استضافة ضيوف بينهم خلافات وأزمات، في قالب كوميدي مليء بالمواقف الصادمة.
لكن هذا الموسم لم يخلُ من الجدل، حيث تعرضت الفنانة سمية الخشاب لإصابات خطيرة أثناء تصوير حلقتها، ما أدى إلى توقف تصوير مسلسلها الرمضاني وفتح تحقيق قانوني.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش حول مصداقية المقالب ومدى سلامتها للضيوف.
العودة في 2025: “رامز إيلون مصر”
في رمضان 2025، يعود رامز جلال ببرنامج “رامز إيلون مصر”، الذي يواصل تقديم مقالب جديدة في إطار مبتكر، حيث يدمج بين الإثارة والسخرية. يُعرض البرنامج حصريًا على قنوات MBC، ويُنتظر أن يشهد استضافة نخبة من النجوم، مع ديكورات ضخمة تم تصويرها في الرياض. يظل البرنامج محط أنظار الجمهور، وسط ترقب لردود فعل الضيوف وتفاصيل المقالب المفاجئة.
الشعبية والجدل: لماذا يستمر رامز؟
على الرغم من الجدل المستمر حول مصداقية المقالب، وما إذا كانت حقيقية أم مُعدة مسبقًا، إلا أن برامج رامز جلال تحقق أرقام مشاهدة عالية سنويًا. يعتمد رامز على عنصر المفاجأة، واختيار ضيوف من نجوم الفن والرياضة، مما يثير فضول الجمهور لرؤية ردود فعلهم في لحظات الخوف أو الإحراج. لكن هذه الشعبية لا تخلو من انتقادات، خاصة مع استخدام عناصر خطرة مثل الحيوانات المفترسة أو الخدع المائية، التي أثارت مخاوف من تعرض الضيوف للإصابات.
بصمة رامز جلال في المقالب الرمضانية
رحلة رامز جلال في برامج المقالب الرمضانية ليست مجرد برامج ترفيهية، بل أصبحت ظاهرة ثقافية تترك بصمة في ذاكرة المشاهدين.
من “رامز قلب الأسد” إلى “رامز إيلون مصر”، استطاع رامز أن يجمع بين الترفيه والمغامرة، رغم الجدل المحيط ببرامجه.
مع كل موسم، يظل رامز جلال يثبت أنه ملك المقالب الرمضانية، وسط ترقب الجمهور لما سيحمله المستقبل من مفاجآت وإثارة.