في يوم من الأيام، كلف رسول الله الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الصحابي أبو هريرة بحراسة زكاة الفطر، التي كانت تتضمن التمر والقمح وبعض الحبوب الأخرى.
وفي إحدى الليالي، سمع أبو هريرة صوتًا في المكان الذي كانت فيه زكاة الفطر، فاقترب بهدوء ليكتشف الأمر. فوجئ برجل يقوم بسرقة التمر من الشوال دون أي إذن. وحينما رآه، ارتبك الرجل.
قرّر أبو هريرة القبض عليه وإحالته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحكم عليه بحد السرقة. لكن الرجل أبدى أسفه وأخبره بأنه فقير ولا يجد ما يأكله، ولديه أطفال يحتاجون إلى الطعام، ووعده بأنه لن يكرر فعلته. تأثر أبو هريرة بقصته، فتركه يمضي.
في اليوم التالي، استفسر النبي صلى الله عليه وسلم عن الحرامي، وسأله: “ما فَعَلَ أسِيرُكَ البَارِحَةَ؟” وعندما أخبره أبو هريرة بما حدث، أوضح له النبي أنه كان كاذبًا وأنه سيعود مرة أخرى للسرقة، حيث علم بذلك من سيدنا جبريل عليه السلام.
أخذ أبو هريرة بتحذيرات النبي، فقرر أن يراقب المكان ليلاً. وعندما عاد الحرامي بالفعل لسرقة التمر، أمسك به أبو هريرة مرة أخرى. لكن الرجل كرر اعتذاره وطلب الرحمة، فتركه أبو هريرة للمرة الثانية.
في اليوم التالي، عاد أبو هريرة إلى النبي ليخبره بأن الحرامي قد عاد مرة أخرى، وتعهد له بأنه لن يسرق مجددًا. لكن النبي صلى الله عليه وسلم أكد له أن الرجل كاذب وسيعود مرة ثالثة.
وبالفعل، عاد الحرامي في الليلة التالية، ولكن هذه المرة أصر أبو هريرة على القبض عليه. أدرك الحرامي أنه ليس لديه مفر، فعرض على أبو هريرة أن يعلمه شيئًا ينفعه في حياته، وهو قراءة آية الكرسي قبل النوم، حيث قال له إن ذلك سيحميه من الشياطين.
تركه أبو هريرة يمضي، وفي صباح اليوم التالي أخبر النبي بما قاله الحرامي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أَمَا إنَّه قدْ صَدَقَكَ، وهو كَذُوبٌ”، مما يعني أن الرجل كان كاذبًا في أفعاله لكن صادقًا في المعلومات التي قدمها عن آية الكرسي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا”.. وقال صلى الله عليه وسلم:”إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم”
الشيطان لا يمكنه يفتح باب ولا يأخذ أي شيء ذكر عليه إسم الله… تظهر هذه القصة أن الجن والشياطين يمكن أن يتسببوا في السرقة، وأن ذكر الله وحفظه يمكن أن يوفر الحماية من هذه الأفعال. يُنصح دائمًا بذكر اسم الله عند القيام بأي عمل، مثل إغلاق الأبواب أو حفظ الأموال، لأن ذلك يحمي من تأثيرات الشياطين.